داء السكري من النوع الثاني يستشري في صفوف الشباب

الشباب المصابون أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة تصعب السيطرة عليها.
الخميس 2021/08/26
داء السكري يصطاد الشباب

بات مرض السكري عند الشباب من الأمراض الشائعة والمنتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة وسط تحذيرات من مضاعفات خطيرة يعاني منها المصابون بداء السكري من النوع الثاني، خاصة أن دراسات حديثة أثبتت أن هذا النوع هو الأكثر عدوانية وتصعب السيطرة عليه.

واشنطن – زادت معدلات الإصابة بمرض السكري في العالم خاصة في صفوف الشباب في خطوة تثير قلقا دوليا، حيث كشفت دراسة حديثة أن مضاعفات النوع الثاني من مرض السكري لدى شباب هذا الجيل أخطر من تلك التي كانت لدى أجدادهم.

وذكرت أوساط صحية في الأردن أن نسبة الإصابة بهذا المرض زادت بشكل كبير في البلد خاصة لدى الشباب.

وحسب موفق الحياري رئيس المركز الوطني للسكري (حكومي) فإن المصابين بهذا المرض فوق 25 عاما يمثلون حوالي 45 في المئة وهي نسبة عالية. وأرجع أسباب ارتفاع الإصابة إلى قلة النشاط البدني والنمط الغذائي وارتفاع الوزن.

وتعاني غالبية دول المنطقة من ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض لدى البالغين، وقد ارتفعت بشكل ملفت في الآونة الأخيرة لدى فئة الشباب خاصة في دول مثل مصر وتونس والسعودية.

ويعتبر السكري من الأمراض المزمنة ويحدث عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين، وهو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، أو عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين الذي ينتجه بشكل صحيح. ولا يتوقف انتشار هذا المرض لدى شباب دول المنطقة بل يمتد إلى بقية العالم.

وأظهرت دراسة نُشرت الثلاثاء أن عدد الشباب الذين يعانون من النوع الأكثر انتشارا من داء السكري زاد بمقدار المثلين تقريبا في الولايات المتحدة في الفترة من 2001 وحتى 2017.

وأظهرت النتائج أن نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما المصابين بداء السكري من النوع الثاني زادت 95 في المئة خلال 16 عاما. وزادت النسبة المقدرة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما والمصابين بالسكري من النوع الأول بنسبة 45 في المئة.

وقالت الطبيبة جوزيبينا إمبيراتور التي تشرف على متابعة المرض ومجالات أخرى في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن “ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري وخاصة من النوع الثاني والذي يمكن الوقاية منه، من الممكن أن يتسبب في حدوث سلسلة من النتائج الصحية السيئة”.

موفق الحياري: 45 في المئة نسبة الإصابة بهذا المرض لدى الشباب الأردني
موفق الحياري: 45 في المئة نسبة الإصابة بهذا المرض لدى الشباب الأردني

ويعاني واحد من كل 10 أو 34 مليون شخص من داء السكري في الولايات المتحدة. ويصاب نحو 1.6 مليون شخص بداء السكري من النوع الأول وهو مرض مناعي مجهول السبب يتطلب الحقن بالأنسولين عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج هذا الهرمون. ويعاني الملايين من السكري من النوع الثاني، وهي حالة مزمنة لا ينتج فيها الجسم كمية كافية من الأنسولين أو لا يستخدمه بشكل جيد.

ووجد الباحثون زيادات كبيرة في الإصابة بداء السكري بين الجنسين وعبر المجموعات العرقية.

وقال جان إم. لورانس الباحث الرئيسي في هذه الورقة البحثية ومدير برنامج وبائيات داء السكري في المعاهد الوطنية للصحة إن هناك حاجة للمزيد من البحث لفهم أسباب هذه الزيادات بشكل أفضل.

وأكد لورانس أن “زيادة انتشار داء السكري من النوع الثاني يمكن أن يكون سببها ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال، إضافة إلى تعرض الجنين داخل الرحم للسمنة والسكري لدى الأمهات أو زيادة فحوصات مرض السكري”.

وذكرت وكالة رويترز في تقرير سابق أن الوفيات الناجمة عن داء السكري في العام الماضي ارتفعت 17 في المئة لتصل إلى أكثر من مئة ألف. وعانى أشخاص أصغر سنا تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاما من أكبر زيادة حيث ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 في المئة. ويأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه دراسة حديثة من أن الشباب المصابين بالسكري من النوع الثاني أكثر عرضه للمضاعفات مبكرا.

وأظهرت نتائج دراسة طويلة الأمد أجراها علماء أميركيون أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم خلال فترة الشباب لديهم مخاطر عالية للإصابة بمضاعفات في سن مبكرة.

وأصبح هذا واضحا خصوصا على خلفية الجائحة التي تزيد من مضاعفات هذا المرض، كما أن هذا الوباء يحفز السكري.

وقد توصل الباحثون إلى هذه الاستنتاجات في إطار دراسة “خيارات علاج النوع الثاني لمرض السكري لدى المراهقين والشباب” التي استمرت 15 عاما.

واتضح من هذه الدراسة أنه بعد تشخيص المرض ظهرت لدى 60 في المئة من المشتركين فيها مضاعفات السكري، ولدى ثلثهم مضاعفات أكثر.

ونقلت وسائل إعلامية عن ماريا رياس من مركز الصحة بجامعة تكساس في سان أنطونيو قولها “أدركنا خلال هذه الدراسة أن النوع الثاني من مرض السكري لدى الشباب هو أكثر عدوانية مما كان عند أجدادهم”.

وكانت أعمار المشتركين في هذه الدراسة عند بدايتها تتراوح من 15 إلى 17 عاما، وخلال السنتين الماضيتين شخصت إصابتهم بالنوع الثاني من السكري، وجميعهم يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.

17