خيول تتسابق مع الدراجات وسط زحام القاهرة

سباق الخيول في مصر تقليد قديم يُنظم منذ أكثر من ثلاثة عقود هدفه استعراض مواهب الخيل في سوق متحركة على عجلات.
الأربعاء 2020/07/22
التسابق من أجل بيع مربح

يحرص أصحاب خيول بمصر على الاجتماع مع التجار ومحبي الأحصنة يومين في الأسبوع في قلب ازدحام العاصمة المصرية للمشاركة في سباق تقليدي، لا يحظى الحصان الفائز فيه بجائزة لكن صاحبه ينجح في بيعه بسعر مناسب.

القاهرة- يجتمع تجار وأصحاب خيل مرتين كل أسبوع في شارع مزدحم بالقاهرة بينما تطلق السيارات والدراجات النارية المارة أبواقها لعرباتهم الخشبية التي تجرها خيول تتنافس في سباق هدفه استعراض قوتها وتحملها.

ويقول متحمسون لهذا السباق إنه تقليد قديم نسبيا يُنظم منذ أكثر من ثلاثة عقود. ويوضحون أن هدفه هو استعراض مواهب خيولهم في سوق متحركة على عجلات.

وأكد المتسابق إبراهيم أن “كل من يمتلك حصانا يشارك في هذا السباق الذي ينتظم الجمعة والأحد في قلب العاصمة المصرية”، لافتا إلى أن السباق يحظى باهتمام كبير وله جمهور
عريض. أما المتسابق أشرف أبوسيف فهو يشبه السباق بسوق السيارات قائلا “بمشاركة حصاني في السباق أضمن بيعه مستقبلا، حيث يمثل هذا الحدث فرصة أمام الراغبين في الشراء لمعاينة الحصان عن كثب، وهذا ما يحدث عادة في سوق السيارات، حيث تجلب المركبات الحديثة أنظار المشترين وتدفعهم لبيع سياراتهم وشراء الأحدث وهو ما يحصل معنا بالضبط بهذا السباق الذي يحتضن عددا غفيرا من الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء مصر”.

ووفقا لفرج أحد محبي ومتابعي هذا السباق، لا يحصل الحصان الفائز في هذا السباق الفريد من نوعه على جائزة نقدية، لكن تتاح أمام صاحبه فرصة أفضل لبيعه بسعر جيد. وأشار فرج إلى أن “الحصان السريع هو من يكسب السباق وهو ما يقوي حظوظ صاحبه لبيعه في فترة وجيزة جدا، وهذه هي الغاية من هذا الحدث فهدفه تسهيل بيع الأحصنة الجيدة”.

ويحضر هذا السباق تجار خيل من أنحاء البلاد، وبينما يشارك البعض في السباق يقف آخرون على جانبي الطريق لمتابعة الخيل وتشجيع أصدقائهم أو أقربائهم المشاركين.

الحصان الفائز لا يحصل على جائزة نقدية، لكن تتاح أمام صاحبه فرصة أفضل لبيعه بسعر جيد

ووفقا للمتسابق إبراهيم، في الوقت الذي تستهجن فيه السلطات السباق الذي تقول إنه يعطل حركة المرور يؤكد المتسابقون أنه لا يسبب أي مشكلات، ويقولون إنهم يستمتعون بما يقومون به. ويرى الكثيرون أن الحصان المصري يعد من أجمل الخيول العربية الموجودة، إذ أنه يمتاز بروعة الجمال والتناسق الظاهر بوضوح بجميع أعضاء جسده، ويتراوح ارتفاعه ما بين 150 و160 سنتم، ومن ألوانه الرمادي والأشهب والبني والأسمر والأشقر والأدهم.

وترجع أصول الحصان المصري إلى خمسة أصول عربية هي (الكحيلان، العجوز، الصقلاوي، الحمداني، الهدبان). وقد ساهم فتح المسلمين لمصر عام 20 هجري في دخول سلالة الخيول العربية التي تجمع ما بين جمال الهيئة، وتناسب الأعضاء، ورشاقة الحركة، وسرعة العدو، وحدة الذكاء، والمقدرة على التكيف، وسلاسة القيادة، وعلو الهمة.

24