خيسوس كاساس يرفع طموحات العراق في كأس الأمم الآسيوية

قال خيسوس كاساس مدرب المنتخب العراقي إن من المستحيل أن يعد المشجعين ووسائل الإعلام بالفوز بلقب كأس آسيا، في ظل وجود الكثير من المنتخبات القوية. لكنه في الوقت ذاته يؤكد أنه ليس من المستحيل أن ينجح الفريق الملقب باسم "أسود الرافدين" في حصد اللقب القاري. وأشار كاساس إلى أنه يملك الكثير من الأحلام الكبيرة، لكن ما يهمه في الوقت الحالي هو التركيز على بقية المشوار الآسيوي.
الدوحة - وصف مدرب منتخب العراق الإسباني خيسوس كاساس فوز فريقه الصادم على اليابان المرشحة بقوة لإحراز اللقب 2 – 1 ضمن بطولة كأس آسيا لكرة القدم في الدوحة، بـ”اليوم العظيم للشعب العراقي”.
وضمن “أسود الرافدين” التأهل إلى الدور ثمن النهائي لينضم إلى كل من قطر المضيفة وأستراليا. والخسارة هي الأولى لليابان في 26 مباراة خاضتها في دور المجموعات في النهائيات القارية، في حين حقق العراق فوزه الأول على اليابان منذ عام 1982 خلال دورة الألعاب الآسيوية.
وأجرى مدرب العراق الإسباني خيسوس كاساس خمسة تغييرات على التشكيلة التي تغلبت على إندونيسيا 3 – 1 الاثنين. فجلس علي عدنان ومهند علي وزيدان إقبال وأسامة الرشيد وميرخاس دوسكي على مقاعد البدلاء وحل بدلا من هؤلاء ريبين سولاقا وفرانس بطرس ويوسف الأمين وأيمن حسين وأحمد يحيى.
في المقابل، أجرى مدرب اليابان هاجيمي مورياسو تغييرين فقط على تشكيلة منتخب اليابان، فلعب تاكوما أسانو وتاكيفوسا كوبو بدلا من ماو هوسويا وكيتو ناكامورا، في حين استمر غياب جناح برايتون الإنجليزي كاورو ميتوما المتواجد ضمن التشكيلة الرسمية، لكنه لم يتعاف من إصابة تعرض لها في صفوف ناديه.
وقال كاساس في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة “إنه يوم عظيم للشعب العراقي، أنا فخور جدا بلاعبي فريقي شأني في ذلك شأن الشعب العراقي بأكمله والأمر يتعلق باللاعبين المتواجدين هنا أو الذين لا يتواجدون معنا”.
مرشح بارز
في سؤال عما إذا كان هذا الفوز يجعل العراق من المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب قال كاساس “الفوز لا يغير شيئا لقد فزنا في مباراة واحدة، وتفكيرنا الآن منصب على مباراتنا المقبلة ضد فيتنام ولا شيء غير ذلك”. وتابع “المرشحون هم أنفسهم منذ البداية أي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران”. وتابع “أنا محظوظ لأني أملك لاعبين رائعين في العراق، يبذلون مجهودا كبيرا من أجل بلادهم، أحاول أنا والجهاز الفني تطوير مستوياتهم”.
وعن التكتيك التي اعتمده لمواجهة اليابان القوية الساعية إلى إحراز اللقب للمرة الخامسة، قال المدرب الإسباني الذي قاد العراق إلى إحراز كأس الخليج مطلع العام الماضي “الكفاح هو أولوية في كرة القدم، وهذا ما قام به فريقي. بالنسبة إلي لا وجود للمباراة المثالية لكننا كنا قريبين منها”.
وبعد المباراة مباشرة بعث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتهئنة على حسابه على إكس جاء فيها “تحية كبيرة لأبطال منتخبنا الوطني لتألقهم وفوزهم على منتخب اليابان. رفعتم اسم العراق عاليا كما عهدناكم وأدخلتم الفرح إلى قلوب أبناء شعبنا في كل مكان”. وكان المنتخب العراقي حقق مفاجأة مدوية عندما أحرز لقب نسخة عام 2007 بفوزه على السعودية في المباراة النهائية بهدف وحيد سجله نجمه يونس محمود.
◙ العراقيون تغنوا بالمهاجم الفذ أيمن حسين نجم المنتخب، بعدما سجل هدفي فوز أسود الرافدين في مرمى اليابان
في المقابل، كشف مسجل هدفي العراق في المباراة أيمن حسين أنه يعاني من شد عضلي ولهذا السبب لم يظهر في الشوط الثاني من المباراة وحل بدلا منه مهند علي. وأضاف عن المباراة “كانت مباراة صعبة للغاية والأهم حصد النقاط الثلاث". وتابع "جميع اللاعبين يستحقون الشكر، لقد قاموا بمجهود كبير والتركيز كان عاليا، قمنا بما طلبه منا المدرب". وعما إذا كان يطمح للقب الهداف بعد تسجيله ثلاثة أهداف في مباراتين وتصدر الترتيب بالتساوي مع مهاجم قطر أكرم عفيف، قال "الجوائز الفردية جيدة لكن الأهم اللقب الجماعي وهو التتويج باللقب القاري".
وتابع "لعب كاساس (المدرب) دورا بارزا في تطوير مستواي، وأقولها أنا ما زلت في القمة ولن أتنازل عنها، وما حدث أكبر دليل على ذلك". وختم حسين “هدفنا مواصلة النجاحات. سنعمل على تكرار الانتصار في اللقاء المقبل أمام فيتنام. أود أن أقدم تهنئة خاصة للشعب العراقي والإعلام الرياضي والمشجعين الذين حضروا إلى الدوحة".
استعاد منتخب العراق شخصية البطل قبل عام على انطلاق منافسات كأس آسيا. توج منتخب أسود الرافدين بلقب كأس الخليج 2023 التي استضافها على أرضه في أوائل العام الماضي بالبصرة ليحقق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه ويستعيده مجددا بعد غياب طويل دام 35 عاما. وفي سبتمبر الماضي توج منتخب العراق أيضا ببطولة كأس الملك لأول مرة في تاريخه، والتي تقام سنويا في تايلاند، وذلك بالفوز على صاحب الأرض بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 2 – 2.
ويدين المنتخب العراقي بالإنجازين لمديره الفني الحالي الإسباني خيسوس كاساس الذي تولى المسؤولية في أواخر عام 2022، وقاد الفريق بعد أسابيع قليلة للفوز على عمان بنتيجة 3 – 2 في المباراة النهائية لكأس الخليج في البصرة. وقع كاساس (50 عاما) عقدا مع اتحاد الكرة العراقي لمدة أربع سنوات، وقاد الفريق في 13 مباراة حقق من خلالها انطلاقة مميزة بالفوز في 9 مباريات مقابل تعادل وحيد وثلاث هزائم، وسجل لاعبو منتخب العراق تحت قيادته 44 هدفا مقابل 30 هدفا في مرماه.
إنجاز جديد
وقبل أسابيع قليلة من المونديال الآسيوي، بدأ خيسوس كاساس مشوار المنتخب العراقي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بتحقيق فوزين متتاليين أمام إندونيسيا بنتيجة 5-1 ثم على فيتنام بهدف نظيف. بدأ المدير الفني لمنتخب العراق مشواره التدريبي مبكرا ببلوغه 29 عاما بالعمل مديرا فنيا في قطاع الناشئين بنادي قادش ثم انتقل ليعمل محللا للأداء بنادي إيبار.
وأثقل خيسوس كاساس خبراته بالعمل 7 أعوام داخل جدران نادي برشلونة الإسباني حيث تنقل بين عدة مناصب مثل محلل الأداء بالفريق الرديف وعضو بفريق الكشافين ثم محلل للأداء بالفريق الأول قبل أن يتولى رئاسة قطاع الناشئين في نادي قادش في النصف الأول من موسم 2017 - 2018.
انتقل كاساس للعمل مدربا مساعدا لمواطنه الإسباني خافي جارسيا المدير الفني لفريق واتفورد الإنجليزي في الدور الثاني بموسم 2017 - 2018. وكانت القفزة الأكبر في مسيرة خيسوس كاساس بالعمل مدربا مساعدا في الجهاز الفني لمنتخب إسبانيا خلال الفترة بين عامي 2018 و2022 حيث كان معاونا لثلاثة مدربين مختلفين.
وكان مدرب منتخب العراق الحالي مساعدا للويس إنريكي في 31 مباراة ثم 10 مباريات مع روبرتو مورينو، وأخيرا معاونا لمباراة واحدة مع لويس دي لافوينتي المدير الفني الحالي لمنتخب إسبانيا. وفي كأس آسيا يحلم خيسوس كاساس بإنجاز جديد مع منتخب العراق الذي يشارك في البطولة القارية للمرة العاشرة وسبق أن توج باللقب في عام 2007 بالفوز على السعودية بهدف في المباراة النهائية.
ويدرك الإسباني كاساس صعوبة المهمة في أول اختبار له بمسابقة قارية كبرى، حيث بدأ المشوار مع منتخب أسود الرافدين في المجموعة الرابعة التي تضم أيضا العملاق الياباني بطل القارة 4 مرات إضافة إلى منتخبي فيتنام وإندونيسيا. وتغنى العراقيون بالمهاجم أيمن حسين، بعدما سجل هدفي فوز أسود الرافدين على اليابان 2-1. وأظهر العراقيون بل والكثير من العرب، حفاوة كبيرة بالمنتخب وأيمن حسين، صانع الحدث في المباراة.
فقد قال ماجد الخليفي، الصحافي القطري، عبر حسابه على إكس "نبارك للمنتخب العراقي الفوز المستحق والصريح على اليابان وتصدرهم المجموعة. لعبوا بروح عالية وروح الفوز. أبدع أيمن حسين وسجل هدفين وكذلك بايش، وكل اللاعبين".
فيما قال خليل البلوشي المعلق العماني الشهير "المستحيل ليس عراقيا.. أسود الرافدين يعطلون سلسلة الانتصارات المتتالية للمنتخب الياباني عند 25 مباراة بدور المجموعات. أداء مميز للعراقيين وتطور ملحوظ يجعلك تستبشر خيرا بالكرة العراقية وبناء جيل عظيم يناطح الكبار". وأضاف "ألف مبروك لأهلنا في العراق وجماهيره الكبيرة التي مهما تحدثت عنها لن أوفيها حقها، وهي الداعم الرئيسي لاستعادة المنتخب ثقته".
وقال فارس عوض، المعلق الرياضي الشهير، "لم تكن عودته بطلا للخليج سوى البداية. الأسود يصنعون الحدث ويكتبون التاريخ، وينثرون سعادتنا في كل آسيا. لم يكن العراق وحده، بل فاز ليحتفل الجميع".
وكتب المشجع علي الكعبي "أعادهم إلى ذكرى قنبلة هيروشيما.. أيمن حسين يعطل الكمبيوتر الياباني”. وعلق المشجع فهد، بقوله “أيمن حسين سفاح جديد.. مهاجم غير عادي حرفيا كسب كل المواجهات الفردية. مدرب العراق عبقري وأخذ اللي يريده”. وقالت إيناس كريم "العراق يفوز على اليابان بأداء أسطوري ملحمي.. أيمن حسين أسكت منتقديه وأنا منهم. مبروك لنا جميعا هذا الفوز وهذه الفرحة".
وكتب علي أمير “المنتخب العراقي يكتب التاريخ ويحقق الفوز على المرشح الأول لكأس آسيا.. أسود الرافدين لا يعرفون المستحيل، فوز تاريخي وأداء رجولي ومستوى بطولي لن ينسى إلى الأبد". وأضاف المشجع بن عجيل "من عطل اليابان وأوقفها مر من هُنا عبر الجزيرة!.. أيمن حسين وهدفان للتاريخ في مرمى أقوى فريق آسيوي. العيب فينا ويجب أن نعترف".
مزيج الخبرة والطموح
من ناحية أخرى طالب هوار ملا محمد نجم العراق السابق، الجميع بدعم أسود الرافدين في كأس آسيا. وكتب هوار ملا محمد عبر حسابه الرسمي على فيسبوك "مصلحة العراق أولا.. الآن لنضع كل الأمور السلبية إلى جنب والتركيز على البطولة.. لدينا فرصة كبيرة للذهاب بعيدا في كأس آسيا الحالية.. لا تقتلوا هذا الحلم".
وتابع "أنا اعتزلت الرياضة وأديت واجبي الوطني بكل إخلاص، وأتحدث كوني مشجعا عراقيا يتمنى أن يرى منتخبه بأجمل صورة مثلما أشاهد الاستقرار في جميع المنتخبات الأخرى المشاركة بالمحفل القاري، منتخب العراق اسم كبير في جميع المحافل الرياضية، وسيبقى اسمه في القمة دائما". يذكر أن هوار ملا محمد ساهم بتتويج المنتخب العراقي بلقبه التاريخي الوحيد بكأس آسيا عام 2007، لكنه فضل الابتعاد عن المشهد الرياضي بجميع مجالاته بعد الاعتزال بعد رفضه لعروض عديدة للعمل الإداري مع الأندية والمنتخبات الوطنية.
اعتمد المنتخب العراقي مؤخرا على عدد كبير من اللاعبين المغتربين، الذين لم يولدوا في العراق، على أمل أن تؤتي تجاربهم الأوروبية الفائدة والجودة لصفوف المنتخب. وفي التشكيلة المشاركة بالعرس الآسيوي هناك 16 لاعبا عراقيا محترفون بالخارج، العديد منهم نشأ في دول أوروبية، مثل الدنمارك والسويد وهولندا وألمانيا وإنجلترا وحتى فرنسا.
وبالرغم من اختلاف اللغات التي باتت تسمع في معسكر المنتخب، إلا أن نجوم المنتخب المغتربين، عازمون على رفع اسم العراق عاليا. لم يغب نجوم الدوري العراقي عن التشكيلة، فحضر عدد منهم وأبرزهم قائد المنتخب حارس مرمى الزوراء جلال حسن، وجناح القوة الجوية إبراهيم بايش، والموهوب الصاعد علي جاسم، والمهاجم المخضرم أيمن حسين.
أما أبرز المغتربين، فهم مهاجم ويمبلدون الإنجليزي علي حمادي، وجناح إنتراخت براونشفايغ الألماني يوسف أمين، وجناح ساندفيود النرويجي دانيلو السعيد، ولاعب وسط أكاديمية مانشستر يونايتد سابقا وأوترخت الهولندي حاليا زيدان إقبال، وظهير هيرنيفن الهولندي حسين علي. “خلطة” المغتربين والمحليين، هي الرهان الذي يخوضه مدرب منتخب “أسود الرافدين" الإسباني خيسوس كاساس، والذي لقت تشكيلته دعما غير مسبوق من الجماهير العراقية، التي أيدت اختياراته للبطولة، بشكل كبير.