خيبة المونديال تطارد اتحاد الكرة المصري

أبوريدة يعيد ترتيب أوراقه لمواجهة الانتقادات، وعناد هكتور كوبر يطيح بالفراعنة في مونديال روسيا.
الجمعة 2018/06/29
ضغوط كبلت صلاح

القاهرة - خرج المنتخب المصري من الدور الأول في مونديال روسيا، دون أن يحقّق نقطة واحدة بعد أن تلقى ثلاث هزائم من أوروغواي وروسيا والسعودية على التوالي، ليتذيل بذلك المجموعة الأولى.

ولم يتوقف الأمر عند تقديم اتحاد الكرة الشكر لأفراد الجهاز الفني للمنتخب، بعد أن انتهت عقودهم بالخروج من المونديال، لكن أبوريدة رفض تقديم استقالة جماعية لأعضاء الاتحاد، معتبرا أنه قدّم كل الدعم للمنتخب، ما ساعد على الصعود إلى كأس العالم بعد غياب 28 عاما، وقبلها الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غياب سبعة أعوام والوصول إلى المباراة النهائية.

وفق المنطق فإن تقديم الاستقالة معناه إدانة، وهو ما يرفضه المجلس الذي عقد مؤتمرا صحافيا الأربعاء للرد على جميع الاستفسارات. وقد تتغلب خبرة أبوريدة على الاتهامات، لأنه شخص يُجيد ترتيب الأوراق، وهو ما ألمح إليه الإعلامي أحمد شوبير في برنامجه المذاع على فضائية “صدى البلد”.

 فيما طلب وزير الرياضة المصري أشرف صبحي، من رئيس اتحاد الكرة تقديم ملف كامل عن المنتخب، بداية من معسكر الإعداد وحتى توديع المونديال. يرغب وزير الرياضة الجديد في دراسة أسباب الإخفاق ومعاقبة المقصّرين، غير أن تلك النغمة ليست غريبة على الرياضة في مصر. وتتردد الجمل نفسها بعد كل إخفاق رياضي، وهو ما حدث في أعقاب دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016).

معسكر الفوضى

يلوح المسؤولون ممن قد يتعرضون إلى مساءلة، بورقة التدخل الحكومي واللجوء إلى الجهات الدولية، بزعم أن ذلك يتسبب في إيذاء الرياضة المصرية وقد يعرضها للإيقاف، على أساس أن اتحاد الكرة جاء بالانتخاب، والفيفا تدعم الاتحادات المنتخبة.

وطالت بعثة المنتخب انتقادات بداية من الزي الرسمي للبعثة، مرورا بفندق الإقامة الموجود في غروزني، وهي مدينة تبعد كثيرا عن الملاعب الثلاثة التي استضافت مباريات الفراعنة في إيكاترينبرغ وسان بطرسبرغ وفولغوغراد، ما تسبب في قطع اللاعبين لمسافات طويلة عرضتهم إلى الإجهاد.

واتهم البعض الاتحاد باختيار هذه المدينة لتوفير مبلغ مالي من أصل ما تلقاه من الفيفا، وهو مليون و800 ألف دولار مخصصة لإقامة البعثة والتنقلات.

اتهام هاني أبوريدة ببيع المنتخب واستغلال لاعبيه للتربح، خاصة وأنه أحد المساهمين في الشركة الناقلة لكواليس الفراعنة

وطغت الفوضى وفق المحللين على فندق إقامة المنتخب الذي استقبل قبل مباراة روسيا عددا من الفنانين وظهروا في صور مع اللاعبين، وهو ما لا يليق ببعثة متواجدة في أكبر حدث رياضي عالمي، يحتاج إلى تركيز كبير. كما تم اتهام أحد أعضاء اتحاد الكرة بالمتاجرة في التذاكر المخصصة لأسر اللاعبين وبيعها في السوق السوداء، وتسهيل تصوير لقطات فيديو لبعض اللاعبين لصالح قناة فضائية، مقابل مبالغ مالية.

ودفع الحديث عن هذه الأخطاء البعض لاتهام اتحاد الكرة بأنه “باع المنتخب الوطني واستغل لاعبيه من أجل التربح”، خاصة أن رئيس الاتحاد (أبوريدة) أحد المساهمين في الشركة الراعية “برزنتيشن”، وهي شريك في قناة “أون الرياضية” صاحبة الحق في نقل كواليس المنتخب الوطني.

الأندية تفتقد الإحتراف

اعتبر أسامة خليل، لاعب فريق الإسماعيلي والمنتخب المصري سابقا، أن إصلاح الكرة المصرية يحتاج إلى خبير عالمي، وتحدد مسؤوليات وصلاحيات كل جهة سواء مجلس إدارة اتحاد الكرة أو الأندية أو الرعاة.

وقال خليل لـ”العرب”، إنه من الضروري وجود نظام للمحاسبة يكون دقيقا في كل الأندية، للعمل على ضبط الميزانيات بما يتطابق مع الإمكانيات.

وأوضح أن هذا التوجه هو من أهم خطوات تطبيق نظام الاحتراف، وأن من خلاله يمكن تحديد الأموال الواردة وكيفية إنفاقها بما يتفق مع اللوائح.

وكشفت الحالة التي ظهر عليها محمد صلاح نجم فريق الفراعنة أن هناك خطأ ما حدث في معسكر المنتخب، حيث ظهرت عليه علامات الحزن في مباراة السعودية، ولم يعبر عن فرحته بهدف التقدم، فضلا عن إقحام اللاعب في أزمة سياسية بسبب منحه المواطنة من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، ما جعله عرضة للنقد من صحف إنكليزية عديدة.

من جهته طالب فاروق جعفر نجم فريق الزمالك السابق، أعضاء اتحاد الكرة بتقديم استقالة جماعية، ووصف خروج المنتخب من المونديال بالفضيحة.

وأكد جعفر لـ”العرب” أن الاتحاد هو من جاء بالمدرب الأرجنتيني هكتور كوبر صاحب الفكر العقيم، وتركه يتصرف على أهوائه، ولذلك يعد كوبر المستفيد الوحيد مما حدث لارتباطه بصعود المنتخب إلى المونديال بحسب قوله.

وما يشغل المراقبين عقب خيبة المونديال أن كوبر لا يزال ثابتا على موقفه وكل ذلك فُهم من تصريحاته في المؤتمر الصحافي الخاص بمباراة السعودية، حيث أشار إلى أن طريقته الدفاعية التي ينتقدها الكثيرون “صعدت بالمنتخب المصري إلى المونديال”.

21