خيبة الأبطال.. مستقبل أنشيلوتي مع ريال مدريد غير مضمون

كابوس سيناريو زلاتان يطارد كيليان مبابي.
الجمعة 2025/04/18
خطوات متثاقلة

تواصل وسائل الإعلام التكهن بمصير الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، بعد الخروج من دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. وكانت تقارير صحفية تكهنت بأن إدارة الملكي ستقرر إقالة أنشيلوتي حال خسارة لقبي الدوري وكأس الملك، بينما رجحت تقارير أخرى أن قرار الإقالة سيؤجل إلى حين انتهاء مشاركة الفريق في مونديال الأندية، نظرا للأهمية الفنية والمالية للبطولة.

مدريد – قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، إنه غير متأكد من مستقبله مع الفريق بعد الخسارة أمام أرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا. ويعد المدرب الإيطالي المخضرم أنجح مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا بعدما حقق اللقب خمس مرات. ورغم ذلك تلقى سؤالا عما إذا كانت الخسارة 1 – 2 في ملعب سانتياغو برنابيو، التي تأهل بفضلها أرسنال للدور نصف النهائي فائزا بمجموع المباراتين 5 – 1، هي آخر ما تبقى له في دوري الأبطال مع الفريق.

وأجاب أنشيلوتي “لا أدري… ربما سيقرر النادي إجراء تغيير. ربما يكون هذا العام أو العام المقبل، أو عندما ينتهي تعاقدي. في اليوم الذي سأنهي مهمتي فيه هنا، يمكنني فعل شيء واحد وهو التقدم بالشكر لهذا النادي. ربما يكون غدا أو بعد عشرة أيام أو بعد عام. والشيء الوحيد الذي سأفعله هو توجيه الشكر للنادي. لا يهمني ما إذا كان عقدي سينتهي بنهاية الموسم أو الموسم المقبل.” وهذه هي أول مرة منذ عام 2020 التي يفشل فيها الريال في التأهل للدور نصف النهائي بدوري أبطال أوروبا.

وقال أنشيلوتي، الذي قاد ريال مدريد إلى التتويج بلقبي 2014 و2022 و2024، إنه لا يعلم ما إذا كان سيستمر في منصبه كمدير فني في بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في يونيو المقبل. كما سئل عما إذا كان يشعر بأنه الأنسب لتدريب النادي في الوقت الحالي، فأجاب بأنه لم يفكر في ذلك مطلقا.

وقال أنشيلوتي إنه لن يغير أي شيء إذا كان عليه أن يعد الفريق مرة أخرى لمواجهة أرسنال، وأعرب عن تطلعه إلى محاولة تحفيز الفريق لما تبقى من الموسم. ويتصدر برشلونة جدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط أمام ريال مدريد، وسيلتقي الفريقان في كأس ملك إسبانيا في أشبيلية. وقال أنشيلوتي “إذا كان هناك شخص ما يعتقد أنني الوحيد المسؤول، فلن يغير ذلك ما أفكر فيه خلال الأيام المقبلة. كل ما يشغلني الآن هو التحضير للمباراة القادمة للبقاء في صراع لقب الدوري، ومحاولة الفوز بكأس الملك.”

أقسى المفارقات

pp

بقدر ما يداعب حلم دوري أبطال أوروبا كيليان مبابي، يزداد المشهد قسوة بعد كل موسم ينتهي واللقب الأغلى بعيد المنال، لكن هذا الموسم تحديدا قد يحمل له واحدة من أقسى المفارقات الكروية، التي قد تفتح الباب لمقارنة تاريخية موجعة. غادر مبابي باريس سان جرمان هذا الموسم نحو ريال مدريد، في خطوة طال انتظارها، وكان هدفها الأول واضحًا: رفع كأس دوري الأبطال. النجم الفرنسي ظن أن كل الطرق تؤدي إلى المجد في سانتياغو برنابيو، فريق القرن، سيد أوروبا، القميص الأبيض، وسيناريوهات “الريمونتادا” الأسطورية. كل شيء كان يوحي بأن وقت الحلم قد حان.

وبالتزامن مع خروج ريال مدريد من ربع النهائي أمام أرسنال بخسارة عريضة خطف باريس سان جرمان بطاقة العبور إلى المربع الذهبي على حساب أستون فيلا. نعم، الفريق الذي تركه مبابي، هو نفسه الذي يواصل التقدم في البطولة. ومع كل تمريرة من فيتينيا، وكل تصد من دوناروما، وكل هدف من ديمبلي، يقترب الباريسيون من النهائي، وتزيد احتمالات المفارقة المريرة.

السيناريو ليس جديدا، فقبل انطلاقة موسم 2010 رحل زلاتان إبراهيموفيتش عن إنتر إلى برشلونة، بحثًا عن لقب دوري الأبطال. وفي نفس الموسم حقق الإنتر اللقب تحت قيادة جوزيه مورينيو، بعد أن أقصى برشلونة نفسه من نصف النهائي. النجم السويدي عجز، رغم وجوده مع كوكبة مذهلة شكلت جيلا أسطوريا للبارسا، على غرار ليونيل ميسي وتشافي وإنييستا وبوسكيتس وبويول، من فك شيفرة إنتر، الذي انتصر في إيطاليا 3 – 1، واستمات في الدفاع إيابا في الكامب نو، ليخسر بهدف واحد، في نتيجة كانت كافية لأن يتأهل الأفاعي إلى النهائي بعد غياب طويل.

المشهد الختامي

حح

في المباراة النهائية على ملعب سانتياغو برنابيو، تألق دييغو ميليتو بتسجيل ثنائية في شباك بايرن ميونخ، انتهى بها المشهد الختامي، ليعلن طغيان اللونين الأزرق والأسود على القارة العجوز. أما زلاتان فقد شاهد فريقه السابق يرفع الكأس، بينما ظل هو، رغم المسيرة المذهلة، بعيدًا عن لقب ذات الأذنين حتى الاعتزال. واليوم، قد يبدو أن مبابي يمشي على الطريق نفسه، طريق الحلم الذي يدير له ظهره. فلا أحد يُشكك في موهبة كيليان مبابي، بطل العالم، هداف بالفطرة، قائد في الملعب، وأيقونة تسويقية، لكنه حتى الآن لم يلمس الكأس الأوروبية.

وفي موسم الانتقال الكبير سيشاهد المشهد النهائي من خلف الستار، تمامًا كما حدث مع زلاتان. فهل يتحول حلم دوري الأبطال إلى لعنة في مسيرة النجم الفرنسي؟ وهل ينجح باريس سان جرمان -دونه- في تحقيق ما عجز عنه معه؟ وهل يتحول ريال مدريد من منصة التتويج إلى محطة خيبة أمل؟ أسئلة مؤجلة حتى صافرة ختام مسيرته.

17