خوان لابورتا يؤكد استعادة برشلونة لتميّزه الرياضي

يرى خوان لابورتا رئيس برشلونة الإسباني أنه نجح رفقة مجلس إداراته في إنقاذ النادي الكاتالوني من المأساة مؤكدا أنه يملك فريقا يريد صنع التاريخ وبدء حقبة جديدة مع العودة إلى ملعب كامب نو وتجاوز مخلفات الأزمة لاقتصادية تدريجيا.
برشلونة (إسبانيا) - اعتبر جوان لابورتا رئيس فريق برشلونة الإسباني، أن النادي "عاد إلى طريق التميّز الرياضي"، مكررا الحديث عن "عثرات كثيرة من الخارج"، ولافتاً إلى اتخاذ "قرارات شجاعة أنقذت النادي من المأساة". وجاء ذلك خلال الجمعية العامة العادية للنادي، التي تُعقد بشكل إلكتروني وستشهد إقرار أرقام السنة المالية 2022 – 2023 والمصادقة على موازنة السنة المالية 2023 – 2024.
وتحدث لابورتا عن حضور "أكثر تشاركي وعالمي"، مضيفا "أنتم ستقررون حاضر كياننا ومستقبله. بلغنا منتصف الطريق من العهد، وبُذل الكثير من العمل الجيد من أجل عكس هذا الوضع السلبي. وجدنا أنفسنا أمام إرث سيء جداً، ومنذ ذلك الحين طبّقنا خطة إستراتيجية لتحقيق استقرار (النادي). يتم تحقيق ذلك بالموهبة والجهد والمثابرة، وقبل كل شيء بفضل ثقتكم".
واعتبر أن المشجعين "رافقوا" النادي "في البحث عن حلول لإنقاذه”، وتابع “أنقذنا النادي معاً. واجهنا عثرات كثيرة، تأتي من الخارج. يهاجموننا لكوننا ما نحن عليه ولأننا نمثل ما نمثله. يهاجموننا لأننا نحقق أداءً جيداً مرة أخرى. نحن أفضل حالاً بكثير، اقتصادياً ومؤسساتياً".
واعتبر لابورتا أن برشلونة "عاد إلى طريق التميّز الرياضي”، مضيفاً “لدينا فريق يحظى بتقدير أكبر بكثير في السوق وأكثر استدامة اقتصادياً. وهذا لا يحدث بالصدفة أو أنه معجزة، إنه نتيجة عمل كثيرين". وتابع “تقليص فاتورة الرواتب الرياضية، وهذا أمر أساسي لتحقيق الانتعاش الاقتصادي للنادي، وتحقق بفضل إعادة التفاوض على عقود وتحديد هيكل جديد للرواتب. هذا الموسم ستشكل فاتورة الأجور 57 في المئة من دخل النادي".
واستدرك أن برشلونة سيشهد "انخفاضاً في الدخل هذا الموسم"، مشدداً في الوقت ذاته على "احتواء النفقات العادية للنادي". وأضاف “سنعود خلال عام إلى (ملعب) سبوتيفاي كامب نو، واقتصادياً نحن في وضع أفضل بكثير". وأشار إلى أنه واجه ديوناً بقيمة 1.35 مليار يورو، لدى انتخابه عام 2021، مستدركاً “لم نتراجع، اتخذنا قرارات شجاعة وأنقذنا النادي من المأساة".
◙ إدارة خوان لابورتا حرصت على تنظيف الذيول المالية التي خلفتها الإدارة القديمة والتي كبلت النادي بديون طائلة
وتابع “في موسم 2022-2023، وضعنا الأسس للعودة إلى النخبة، مع عمليات مالية، والرافعات. وبفضل ذلك يمكننا تقديم أرباح في حسابات السنة المالية 2022 – 2023. هناك ربح صاف مقداره 304 ملايين يورو بعد حسم الضرائب. إنها نتيجة تتجاوز الأرقام التي صادقتم عليها”.
ونجح النادي الكاتالوني في ظرف قصير نسبيًا من العودة إلى تحقيق نتائج جيدة مكنته من تصدّر ترتيب الدوري الإسباني الموسم الماضي ونيل لقب الليغا وبفارق مريح عن خصمه الأزلي ومنافسه اللدود ريال مدريد والذي يمر بدوره بحال من انعدام الوزن وهو أمر جليّ جدًا وواضح للعيان في مباريات الدوري المحلي.
وحرصت الإدارة الجديدة وعلى رأسها خوان لابورتا على تنظيف الذيول المالية التي خلفتها إدارة خوسيب ماريا بارتوميو القديمة والتي كبلت النادي بديون طائلة. فانطلق لابورتا مرتكزًا على شهرة النادي وصيته الذائع من أجل التركيز وتحسين بيع القمصان وإبرام اتفاقيات تسويقية تدر عائدات اعتبرت الأفضل منذ إنشاء النادي.
وبعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على برشلونة ومنعه من التعاقد أو استقدام أيّ لاعب، بدأ برشلونة بترشيد سياسة الانتقالات بعد رفع الحظر عنه ونجح في صفقتين تعدان الأبرز وهما البولندي روبرت ليفاندوفسكي والأوروغواياني رونالد أروخو واللذان يشكلان عمود الفريق في خطّي الخلف والمقدمة.
كما ركّزت الإدارة على ناشئي الفريق بالاعتماد على أكاديمية "لاماسيا" التي تعتبر أشهر أكاديميات العالم والتي تخرّج أفضل نجوم العالم. واستنجدت بابن لاماسيا المدرب كزافي الذي يشرف شخصياً ويدرب لاعبيْن أدهشا أوروبا والعالم بعدما قدما من صفوف الناشئين وهما بيدري وغافي اللذين لم يكملا عامهما العشرين ولكنهما يقودان وسط أحد أشهر الأندية في العالم بحرفة واقتدار.
وعاد الفريق الكاتالوني إلى السكة الصحيحة، والكل ينتظر لقاء الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد للتأكيد على ذلك. وكشفت وثيقة قضائية الأربعاء أن لابورتا يخضع لتحقيق رسمي حاليا في قضية رشوة مزعومة ضمن تحقيقات تدقق في عقدين من ممارسات لجنة الحكام الإسبانية.
وفي مارس الماضي، بدأ مدعون تحقيقات بشأن مدفوعات مزعومة تزيد عن 7.3 ملايين يورو على مدى 17 عاما لشركات مملوكة لخوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، الذي كان نائبا لرئيس لجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم من 1993 إلى 2018. ولابورتا الذي بدأ فترة ولاية ثانية رئيسا لبرشلونة في 2021، كان أيضا على رأس قيادة الفريق من 2003 إلى 2010.