خوارزمية تعتمد صور الأفراد لتحديد شخصياتهم

موسكو- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي توقع سمات الشخصية بدقة أفضل من البشر؟ هذا ما يعتقد الباحثون في المدرسة العليا للاقتصاد بالجامعة الوطنية للبحوث والجامعة المفتوحة في موسكو، الذين قالوا إنهم أثبتوا أنه بإمكان خوارزمية ذكاء اصطناعي إطلاق أحكام شخصية دقيقة بالاعتماد على صور السيلفي وحدها، وبنتائج أدق من حكم بعض البشر.
واقترح الباحثون استخدام التقنية لمساعدة الشركات على بيع المنتجات المخصصة لفئات معينة من الناس.
ويبدو الاقتراح مناسبا، لأن مؤلفيْن مشاركيْن في الورقة البحثية المنشورة في دورية، ساينتفك ريبورتس، التابعة لدورية، نيتشر، يعملان لدى شركة “بست فت فور مي” الروسية للتنميط النفسي، التي تساعد الشركات على اختيار الأكفأ من الموظفين.
ووفقا لورقة البحث، طلب الفريق من 12 ألف متطوع ملء استبيان استخدموه لبناء قاعدة بيانات للسمات الشخصية، وقدم المتطوعون أيضا نحو 31 ألف صورة شخصية، لمقارنتها مع السمات.
● تخمين عشوائي
استند الاستبيان إلى عناصر الشخصية الخمسة، وهي خمس سمات أساسية يستخدمها الباحثون النفسيون غالبا لوصف شخصيات الأشخاص، وهي الانفتاح على التجارب، والضمير الحي، والانفتاح والرضا والعصابية.
ووفقا لورقة البحث، درّب الباحثون شبكة خوارزمية باستخدام هذه البيانات، ووجدوا أنها قد تتوقع بدقة سمات الشخصية استنادا إلى “صور واقعية ملتقطة في ظروف عفوية”.
وعلى الرغم من دقة النتائج، ما زالت دقة الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى تحسين، إذ وجد الباحثون أن خوارزمية الذكاء الاصطناعي “استطاعت تخمين الوضع النسبي لشخصين مختارين عشوائيا وفقا لشخصيتيهما في 58 في المئة من الحالات”. وهي ليست نتيجة مبهرة، لكنها أفضل قليلا من التخمين العشوائي.
وقال الباحثون إن خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي طوروها أفضل من البشر في توقع السمات. وعلى الرغم من أن تصنيف الأقارب أو الزملاء لسمات الشخصية أدق بكثير من تقييم الغرباء، وجد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي “يتفوق على متوسط البشر الذين يقابلون الشخص مباشرة دون أي معرفة مسبقة”، وهو ما أكدوا عليه في ورقة البحث.
وعلينا التعامل مع النتائج بحذر، بالنظر إلى الدقة المحدودة للخوارزمية، ولأن بعض مؤلفي الدراسة يعملون على تسويق تقنيات مشابهة. وحققت هذه الشبكات نتائج مذهلة حقا، لكن علينا أن نتعامل بحذر مع أي بحث يستخلص استنتاجات تخدم مصالح ذاتية، وخاصة إذا كان يعتمد على مقاييس إحصائية.