خليلوزيتش يفتح باب التكهنات حول مستقبله مع المغرب

إخراج تصريحات البوسني من محتواها لا يخدم منتخب أسود الأطلس.
السبت 2021/04/10
مصلحة الأسود أولا

تسببت تصريحات أدلى بها مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش، بدا أنها أخرجت عن سياقها الحقيقي، في جدل كبير داخل اتحاد كرة القدم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما فتح باب التكهنات حول مستقبل المدير الفني البوسني مع أسود الأطلس خصوصا أنه دائما ما يكرر أنه يدافع عن مشروع أكثر من كونه مدربا لمنتخب وطني.

الرباط – فتحت التصريحات التي أدلى بها مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش باب التكهنات حول مستقبله مع منتخب الأسود، في وقت يتزايد فيه رهان المغاربة على الاستعداد جيدا لنسخة بطولة أمم أفريقيا التي ستحتضنها الكاميرون في 2022.

وتسبب تصريح خليلوزيتش في ضجة إعلامية بالغة داخل أسوار اتحاد كرة القدم وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال خليلوزيتش خلال مؤتمر صحافي عقده بمجمع محمد السادس في المعمورة، إن تتويج منتخب الجزائر بلقب أمم أفريقيا 2019 أغضب الجماهير المغربية ورئيس اتحاد الكرة فوزي لقجع.

وأضاف المدرب البوسني “لنتسم بالصراحة، تتويج الجزائر أغضب البعض هنا وأحزنهم في المغرب، ولذلك يرغبون في التتويج بالكان ويفضلونه حتى على بلوغ كأس العالم، ولأجل هذا سنذهب إلى المنافسة في الكاميرون وليس من أجل السياحة”.

ويجمع محللون رياضيون على أن تصريح المدرب المغربي أخرج من سياقه، ذلك أن ما عبّر عنه البوسني هو أن تتويج الجزائر باللقب القاري ربما يكون محفزا قويا للمغاربة من أجل الدفاع هم أيضا عن حظوظهم في هذه المسابقة ورفع التحدي من أجل التتويج بلقب ثان.

وأشار مصدر مطلع إلى أن خليلوزيتش لم يقصد ما قاله، ومرة أخرى خانه التعبير باللغة الفرنسية، وهو المعروف عنه كونه لا يجيد توصيل ما يريد قوله.

وأضاف المصدر أن “لا أحد تفاعل بالحزن أو الغضب بعد تتويج منتخب الجزائر الشقيق، بل العكس كانت هناك فئات عريضة من جماهير المنتخب المغربي قد ساندت محاربي الصحراء في مصر وانخرطت في الفرح معهم”. وتابع “نقدّر أن ما قاله وحيد زلة لسان، وليس كما فهمت الأغلبية في انتظار توضيحات أكثر في هذه المسألة”.

مستقبل المدرب مع المنتخب المغربي على المحك
مستقبل المدرب مع المنتخب المغربي على المحك

وأشعلت هذه التصريحات منصات التواصل الاجتماعي التي طالبت خليلوزيتش بالاعتذار الفوري كونه ارتكب خطأ جسيما لا يلامس الحقيقة.

ودافع البوسني عن فترة عمله مع أسود الأطلس، مؤكدا أنه حقق الأهداف التي طلبت منه حتى الآن ويتقبل الانتقادات، لكنه انزعج من المطالبات المستمرة من البعض برحيله.

وقال خلال المؤتمر الصحافي “نحن نعرف أنه من الصعب إرضاء الجميع أو أن يحبك الجميع، لذلك أنا أيضا لا أحب تلك الفئة التي لا تحبني أو تنتقدني”.

وأضاف “تعودت على ذلك وكانت لي عدة تجارب وعشت وضعيات صعبة، على غرار تدريبي منتخبات اليابان وكوت ديفوار وغيرها، أنا أيضا أعمل من أجل النجاح وتحقيق أهدافي، كما أتقبل الانتقادات بدل اللاعبين”.

ويعول المنتخب المغربي على خبرة هذا المدرب الأفريقية وتاريخه مع العديد من المنتخبات التي قادها على غرار كوت ديفوار والجزائر في أفريقيا واليابان في آسيا من أجل فك عقدة اللقب الأفريقي الثاني التي لازمت أسود الأطلس لسنوات طويلة.

وبعد رحيل هيرفي رينارد عقب الخروج المخيب للمغرب في بطولة أمم أفريقيا 2019 في مصر وضع الاتحاد المغربي ثقته في البوسني من أجل تغيير النمط الذي كان يسير عليه منتخب الأسود الذي يمتلك كل مقومات النجاح.

خليلوزيتش يؤكد أنه حقق الأهداف التي طلبت منه ويتقبل الانتقادات، لكنه أبدى انزعاجه من مطالبات البعض برحيله

وبالفعل تغيّرت طريقة لعب المنتخب المغربي وتمكن خليلوزيتش من تبديد كل الأسئلة التي كانت تراود المحللين حول الإمكانيات التي يحظى بها المغاربة (لاعبين، فنيين، إمكانيات لوجيستية وغيرها) دون أن يتمكنوا من تحقيق إنجاز قاري.

كما استطاع المدرب الجديد أن يجمع حوله كل الأسماء الناشطة في أوروبا ويفرض كلمته على كل الذين يحاولون إثارة الخلافات داخل معسكر الأسود.

وكشف في تصريحات سابقة أنه جاء لتدريب المغرب لأنه يؤمن بحقيقة هذا المشروع الذي يريد أن يكون عنصرا فاعلا فيه من أجل تطويره والنهوض به وحصد ثماره.

وقال مدرب أسود الأطلس “ما يجعلني أتمسك بتدريب المغرب هو مشروع رياضي كروي وليس المال كما روجوا عني”.

وأضاف “أتعجب من الهجوم علي بسبب الأداء في مباراة واحدة أمام بوروندي، حيث حاولنا خلالها تجربة خطة جديدة لأول مرة، لست مستبدا كي لا أقبل الانتقادات لكن ما حدث معي كان فيه نوع من الظلم”.

تصريحاته أثارت غضب جماهير المنتخب
تصريحاته أثارت غضب جماهير المنتخب

وتابع “لا يعقل أن أتعرض لتلك الغارات العنيفة بسبب مباراة بوروندي بعد كل الذي أنجزناه سابقا، تأهلنا بشبه علامة كاملة، صحيح أننا سجلنا هدفا واحدا أمام بوروندي، لكننا أهدرنا فرصا سهلة وعديدة، لذلك لم يكن انتقادا في محله”.

واستطرد المدرب البوسني “أتمنى أن يكون هناك تطور للاعبين مستقبلا. أنجزنا عملا جيدا، صحيح أننا مازلنا لم نصل إلى المستوى المطلوب، لكننا في تطور مستمر ولمسنا تقدما مشجعا”.

ورفض خليلوزيتش مقارنة المحترفين في الدوريات الأوروبية بالدوري المغربي الذي شدد على أنه تطور كثيرا لكنه يقارن بالدوريات المناظرة في قارة أفريقيا.

وتساءل “هل تريدون مني مثلا تجاهل يوسف النصيري الذي ينافس على هداف الليغا مع ميسي وبنزيمة لأجل لاعب من الدوري المحلي؟ هل يوجد هنا هداف كبير بالدوري المغربي يسجل كل موسم 26 هدفا ليستحق الانضمام؟”.

وعن متابعة الثنائي المحترف بالدوري المصري بدر بانون لاعب الأهلي وأشرف بن شرقي لاعب الزمالك، قال وحيد “أتابعهما عن كثب، إلا أني سأكون واضحا في هذه النقطة، بانون لاعب متميز، لكني فضلت شاكلا المحترف في الليغا، أعتقد أن المسألة واضحة وتلخص أسباب اختياراتي”.

22