خليلوزيتش يثير الغموض حول مستقبله مع المنتخب المغربي

المدرب البوسني يجدد حيرة المتتبعين لشؤون الأسود بعدما انقلب على مبادئه بأن ناقض وعوده واستسلم لتهديد إقالته من طرف فوزي لقجع.
الخميس 2022/05/19
حيرة بادية

الرباط - جدد وحيد خليلوزيتش مدرب المنتخب المغربي حيرة المتتبعين لشؤون الأسود، بعدما انقلب على نفسه ومبادئه، بأن ناقض وعوده وتصريحاته واستسلم لتهديد إقالته من طرف فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة.

وأعلن وحيد عن وجوده في أوروبا منتظرا إشارة من المغضوب عليهم، والذين يتقدمهم حكيم زياش بعد تصالحه مع مزراوي، ليتصالح معهم دون الكشف عن سر هذا الانقلاب ولا مقابل هذه التنازلات، الأمر الذي يزيد من حجم الغموض المرافق لمستقبل الأسود.

الصمود والثبات على المبدأ وعدم تغيير القناعات شعارات كررها خليلوزيتش في كل خرجاته الإعلامية ومؤتمراته، ومنها تحديدا عدم الذهاب عند أي لاعب مهما كان قدره ليتصالح  معه، وخص بالذكر زياش، وثار مرارا بوجه الإعلام المغربي بتصريح مثير في مؤتمر قبل الكان "اسمعوا لا تذكروا اسم زياش مرة أخرى، لقد طويت صفحته هو وغيره من المتمردين".

وتابع وقتها "لن أذهب عنده ولن أفعل مثلما فعل المدرب السابق ولن أصفح عنه مرة ثالثة، فقد فعلتها مرتين ولن أسمح له أن يكون هو المنقذ، لو أردتم ذلك كتابة فأنا مستعد لأوقع لكم على ذلك".

تعنت لافت

شتان بين الأمس واليوم
شتان بين الأمس واليوم 

الموقف ظل قائما لغاية الشهر الماضي في خرجاته الإعلامية التي كان أكثرها حدة تعقيبه على رئيس اتحاد الكرة المغربي بقوله "ما يقوله لقجع لا يعنيني و لا يهمني"، قبل أن يظهر وحيد مع مزراوي ويتصالح معه في هولندا، ويكثف من اتصالاته للحاق بزياش في لندن ليتصالح معه، مثلما تصالح مع باقي المغضوب عليهم.

وأكدت مصادر مقربة من زياش نجم تشيلسي أن اللاعب المغربي رفض التواصل أو مقابلة المدرب البوسني خليلوزيتش. وفي ظل تكتم اتحاد الكرة المغربي، أكد مقربون أن زياش رفض أكثر من اتصال من جانب مدرب الأسود، كما رفض كافة محاولات التوسط للصلح مع خليلوزيتش، رافضا نسيان إهانة المدرب له أكثر من مرة، وحرمانه من المشاركة في أمم أفريقيا بالكاميرون.

 ويثير تراجع المدرب عن مبادئه بهذا الانقلاب تخوفا مشروعا بشأن عدم ثباته على ما قاله بعد العودة من الكاميرون "لن أغبر مبادئي ولو كلفني ذلك منصبي".

عودة المغضوب عليهم وعددهم ليس بالهين وهم زياش ومزراوي وحمدالله مع مالح وحارث واحتمالية رجوع بلهندة، أمر يعني كسر منظومة تكتيكية ظل وحيد يفخر بها، مؤكدا أنه كسب رجالا بجانبه ووجوها عوضت من كانوا يسمون بالحرس القديم، وحقق معها نتائج محمودة في تصفيات المونديال وفي الكان لولا الإخفاق أمام مصر، حتى قطع تأشيرة التأهل لمونديال قطر على حساب الكونغو.

عودة مرتقبة

حذرتك مرارا.. اسمي يكفي
حذرتك مرارا.. اسمي يكفي 

من المؤكد أن عودة تلك الأسماء رافقتها ضمانات باللعب أساسية، وهو ما سيكون على حساب لاعبين حاليين بالأسود كسبوا أماكنهم بالتشكيلة ومعها إقناع جماهير المنتخب المغربي في مراكز مختلفة، وقد يتطلب الأمر إعادة تأهيل المنظومة باستغراق وقت طويل.

ما يقوم به وحيد حاليا يعكس حقيقة تعرضه لخطر الإقالة مثلما صرح لقجع علانية في اجتماع اتحاد الكرة المغربي، لذلك تخلى المدرب عن قناعاته خشية إقالته بعدما حضر مدربون أجانب للمغرب تأهبا لتعويضه، كي لا يكرر تفريطه في حضور المونديال، مثلما حدث له مرتين مع اليابان 2018 وكوت ديفوار 2010 في وقائع مماثلة لما يحدث له بالمغرب بسبب خلافات مع اللاعبين النجوم.

وتجهل التضحيات والتنازلات التي قدمها وحيد، والتي وضعته في بحر من المتناقضات، وبدأ الشك يساور المتتبعين وشريحة واسعة من الجمهور بشأن مدرب غير قناعاته بشكل مفاجئ ودفعة واحدة.

19