خليلوزيتش يتلقى إشارات استمراره في تدريب المغرب

حسم الاتحاد المغربي لكرة القدم موقفه بشأن مستقبل البوسني وحيد خليلوزيتش مع منتخب أسود الأطلس عقب التأهل لكأس العالم قطر 2022. وجدد فوزي لقجع ثقته في خليلوزيتش، ويرغب في استمرار المدرب كناخب وطني، بعد تحقيقه للهدف المتمثل في التواجد بالمونديال.
الرباط - تلقى وحيد خليلوزيتش، مدرب منتخب المغرب، إشارات رسمية من فوزي لقجع رئيس رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، بأنه سيواصل مهامه على رأس الجهاز الفني للأسود في مونديال 2022. وقالت وسائل إعلام إن وحيد الذي حضر مراسم قرعة مونديال قطر، تلقى إشارات من لقجع بدعمه وعدم الرضوخ لضغوط إقالته، والتي يطالب بها الجمهور الذي هاجمه بشكل عنيف بعد مباراة الكونغو، وتورط على إثرها المدرب البوسني في سب أنصار الأسود بعبارات مسيئة.
خليلوزيتش كان خائفا جدا من أن يقال، وناقش مؤخرا عروضا للعودة إلى الدوري الفرنسي، ومن منتخب عربي سيخوض ملحق المونديال، إلا أن اتحاد الكرة المغربي طمأنه، وأعلن دعمه له، وأبلغه بتحضير خطة الاستعداد للمونديال.
وبدوره خشي لقجع من مغامرة تغيير المدرب في هذا التوقيت، ولجأ إلى الحل السهل وهو الحفاظ على وحيد، ومعه ضمان استقرار الأجواء داخل محيط الأسود. وستكون هناك تغييرات داخل الجهاز الفني لوحيد، من خلال الاستعانة بخدمات كل من الدوليين السابقين المهدي بنعطية والحسين خرجة ليشتغلا معه.
ويسعى فوزي لقجع إلى انضمام عبدالرزاق حمدالله، مهاجم اتحاد جدة السعودي، إلى قائمة أسود الأطلس في كأس العالم 2022. وأوقعت قرعة المونديال المنتخب المغربي في المجموعة السادسة، إلى جانب بلجيكا وكرواتيا وكندا. وقال مصدر مقرب من اللاعب “هناك مساع من لقجع لحل كافة الخلافات بين اللاعبين ووحيد خليلوزيتش المدير الفني للمنتخب، وعلى رأسهم حمدالله”.
وأضاف “أبدى حمدالله رغبة في العودة لتمثيل المغرب، وليست لديه أي تحفظات، ولم يشترط التواجد أساسيا، في حال تم استدعاؤه”. وتابع “هناك مؤشرات إيجابية بأن خليلوزيتش لا يعارض استدعاء حمدالله في كأس العالم، وستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في هذا الملف”. ويعود آخر تواجد لحمدالله مع المنتخب إلى المعسكر الذي سبق بطولة أمم أفريقيا “مصر 2019″، حيث غادره بشكل مثير للجدل، بعد خلافات مع بعض اللاعبين.
ثقة مفرطة
من ناحية أخرى أكد أليو سيسيه، المدير الفني للمنتخب السنغالي، أن طبيعته الفضولية خلال مسيرته كلاعب، ساعدته بشكل كبير ورافقته في رحلة احترافه بأوروبا وفي الإنجازات التي حققها مع منتخب بلاده.
ولم يكن سيسيه يكتفي ويقتنع فقط بأداء التدريبات المطلوبة منه في مران فريقه، وإنما كان يحرص أيضا على معرفة السبب وراء أداء كل تدريب. وقال سيسيه إن هذا الفضول رافقه على مدار مسيرته الكروية التي شملت فترة احتراف في فرنسا وإنجلترا، كما شهدت وصوله مع منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم.
وكان سيسيه قائدا للمنتخب السنغالي الذي صنع التاريخ في بداية القرن الحالي ببلوغ المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ أسود داكار، والتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، للمرة الأولى في تاريخ الفريق أيضا. وكشف سيسيه في مقابلة صحافية “احتجت إلى معرفة السبب وراء ركضي كثيرا لألعب كرة القدم”. ولم تكن مفاجأة أن يتجه سيسيه للتدريب بعد انتهاء مسيرته كلاعب.
بهذا الإنجاز الكبير في الأسابيع القليلة الماضية، أصبح سيسيه ملهما للمدربين الأفارقة الذين عانوا طويلا لتأكيد مكانتهم
قاد سيسيه المنتخب السنغالي الأولمبي (تحت 23 عاما) خلال الفترة من 2013 إلى 2015 ثم جرى تصعيده لتدريب المنتخب الأول، ليظل في قيادة الفريق منذ ذلك الحين وحتى الآن، مقدما فترة رائعة في قيادة الفريق.
وتحت قيادة سيسيه، عاد المنتخب السنغالي إلى خارطة كرة القدم العالمية بقوة، حيث تأهل الفريق إلى مونديال 2018 بروسيا ثم بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، للمرة الثانية في تاريخ أسود التيرانغا. وفي فبراير 2022، تقدم الفريق خطوة أخرى إلى الأمام وأحرز اللقب الأفريقي للمرة الأولى بالفوز على نظيره المصري بركلات الترجيح في نهائي كأس أمم أفريقيا.
وبعدها بأسابيع قليلة، تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري مجددا بركلات الترجيح أيضا في الدور النهائي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022، ليبلغ النهائيات في قطر، وتصبح النسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ البطولة التي يخوضها أسود تيرانغا.
وبهذا الإنجاز الكبير في الأسابيع القليلة الماضية، أصبح سيسيه ملهما للمدربين الأفارقة الذين عانوا طويلا لتأكيد مكانتهم. وقال سيسيه عن بداياته في عالم التدريب “لطالما كنت متحمسا لهذه الوظيفة، حتى عندما كنت لاعبا، كنت أشعر دائما بالفضول لمعرفة الغرض من التدريبات التي كنا نؤديها، ولهذا، لم أكن أتدرب فقط كلاعب دون معرفة الأسباب والدوافع”.
مصدر إلهام
عن النجاح الذي حققه كمدرب وطني مع المنتخب السنغالي وما إذا كان هذا كافيا لإلهام جيل جديد من المدربين، قال سيسيه “لا أعرف ما إذا كنت مصدر إلهام أم لا، لأنه يجب ألا ننسى أن اتحادات أخرى كانت تضع ثقتها في مدربيها من قبلي”.
وفسر “ما أقوله هو أن الأمور تتقدم فعليا، ولذا، فالأمر متروك لنا لمواصلة ذلك، نعلم أنه ليس من السهل أن تكون المدير الفني لمنتخب بلدك، أيا كان ما قد يقوله الناس، فالأمر أكثر صعوبة”.
وأوضح “هناك المزيد والمزيد من التوقعات، وهو أيضا تحد لنا لإظهار أننا قادرون على تولي المسؤولية ولسنا قاصرين على الركض خلف الكرة، نستطيع أن نكون لاعبين رائعين، لكننا قادرون أيضا على التفكير والتخطيط وتوظيف الأشياء في مكانها الصحيح”.
وأكمل “مع تقدم الأمور في الوقت الحاضر، يمكننا أن نرى أن الاتحادات الأخرى تضع ثقتها في منتجاتها المحلية بمساعدة فيفا”. وأضاف “إذا كان هناك مدربون أكفاء على المستوى المحلي، لا أفهم لماذا يجب أن تبحث في مكان آخر، عليك أن تثق بهم، هذه هي معركتنا، لأنني أعتقد أنه من أجل قيادة منتخب وطني، عليك أن تعرف حقيقة البلد وأن تكون على درجة عالية من الكفاءة بالمعنى الفني والخططي”.