خلافات وأزمات تعطل نشاط ميركاتو الدوري السعودي

الرياض - يبدو أن أزمة قديمة بين نيمار دا سيلفا وريال مدريد ضربت سوق انتقالات الدوري السعودي للمحترفين هذا الصيف، ما كان سببا في ضعف نشاط الأندية الكبرى حتى الآن.

ورغم التوقعات بأن تسير أندية الدوري السعودي هذا الصيف على نهج ميركاتو الموسم الماضي بإبرام صفقات غزيرة، إلا أن الأندية الأربعة الكبار، التي استحوذ عليها صندوق الاستثمار السعودي، لم تعلن أي صفقة بعد مرور 44 يوما على نهاية الموسم.

بينما يعد القادسية، العائد هذا الموسم إلى دوري المحترفين، أكثر الأندية نشاطا، بإبرام 6 صفقات، بينها ناتشو فيرنانديز، قائد ريال مدريد السابق. ويأتي هذا الركود غير المتوقع في سوق الانتقالات السعودي، رغم التقارير الصحفية الأجنبية التي تربط أندية دوري روشن بنجوم الدوريات الأوروبية الكبرى. ولم تبلغ لجنة الاستقطابات، المسؤولة عن إبرام صفقات الأربعة الكبار، الأندية حتى الآن بالميزانيات المخصصة لها. ووفقا لتصريحات سابقة لسعد اللذيذ، المشرف على لجنة الاستقطابات، فإن الأندية لا تستطيع ضم أي لاعب أو مدرب أجنبي دون موافقة اللجنة، حتى لو كان النادي سيتحمل قيمة الصفقة كاملة.

وبالتالي فإن الأندية لا تعرف حتى الآن الميزانيات المخصصة لها في الميركاتو، كما تستلزم أي صفقة من خزينة النادي موافقات كتابية من اللجنة، ما يفسر حالة الهدوء في الميركاتو السعودي حتى الآن. ورغم أن الأندية السعودية كانت على وشك إتمام صفقات قوية، إلا أنها فشلت في اللحظات الأخيرة رغم إتمام الاتفاق، بل إن بعضها شهد اجتياز الكشف الطبي.

الخلافات كلمة السر

وتسببت الخلافات في فشل صفقات كانت على وشك الإعلان عنها في سوق الانتقالات السعودي، وكانت أولاها صفقة البولندي فويتشيك تشيزني، حارس يوفنتوس. ورغم أن فابريزيو رومانو كشف رغبة تشيزني الكبيرة في الانضمام إلى النصر، إلا أن الأصفر جمّد المفاوضات فجأة، وقرر التوجه نحو هدف آخر. وأشارت صحيفة “الرياضية” السعودية إلى أن صفقة تشيزني لم تحظَ بإجماع مسؤولي اللجنة الفنية بالنصر، المكونة من المدرب لويس كاسترو، والرئيس التنفيذي جويدو فينجا، والمدير الرياضي فرناندو هييرو.

وفي ظل سعيه لتعويض رحيل الكولومبي دافيد أوسبينا، يسعى النصر لضم أحد الحارسين البرازيليين أليسون بيكر، وإيدرسون مورايس، نجمي ليفربول ومانشستر سيتي على التوالي. وبالانتقال إلى اتحاد جدة، الذي يعاني إداريا هذا الصيف، كما عانى فنيا الموسم الماضي، فإنه خسر صفقتين مهمتين في اللحظات الأخيرة بسبب الخلافات أيضا.

وكان الاتحاد قريبا للغاية من التعاقد مع الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب ميلان السابق، إذ أتم المدير الرياضي رامون بلانيس، الاتفاق مع المدرب على توقيع عقد لمدة 3 أعوام، خلفا لمارسيلو غاياردو. لكن الصفقة فشلت بشكل مفاجئ، فيما كشفت صحيفة “الرياضية” أن كريم بنزيما، مهاجم العميد، طلب من أحد مسؤولي لجنة الاستقطاب التدخل للتعاقد مع كريستوف جالتييه، مدرب الدحيل القطري، بدلا من بيولي.

من جانبه، رفض لؤي ناظر، رئيس النادي، هذا الاقتراح، وقدم استقالته رغم أنه انتخب بالتزكية لهذا المنصب قبل أسابيع، وذلك اعتراضا على تهميش دوره. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما فشلت أيضا صفقة البلجيكي آرثر ثيات، مدافع ستاد رين الفرنسي، بعد أن كانت قريبة للغاية. وذكر فابريزيو رومانو الأسبوع الماضي أن اتحاد جدة حسم صفقة ثياتي مقابل 18 مليون يورو، واتفق على البنود الشخصية في العقد، بل إن اللاعب اجتاز الكشف الطبي في باريس.

ومع ذلك، عرقلت الخلافات الداخلية في الاتحاد الصفقة، لتتحول وجهة اللاعب إلى البريميرليغ، إذ تلقى عروضا إنجليزية في الأيام القليلة الماضية. وبالعودة بالذاكرة إلى الصيف الماضي، كانت أبرز الصفقات التي توقفت في اللحظة الأخيرة من نصيب المغربي حكيم زياش. وحسب التقارير، اتفق زياش مع النصر على الانضمام إلى صفوفه بعقد يمتد حتى يونيو 2026، وبراتب سنوي يصل إلى 13 مليون يورو، وهو ضِعف ما يتقاضاه في تشيلسي.

لكن الصفقة فشلت في النهاية، بينما اختلفت التقارير حول السبب، فمنها ما ذكر أن النصر فضّل التعاقد مع جناح آخر لأسباب فنية، بينما أكدت تقارير أخرى أن اللاعب المغربي فشل في اجتياز الكشف الطبي. في النهاية، انضم زياش إلى صفوف جالطة سراي على سبيل الإعارة، وقضى معه الموسم الماضي كاملا، قبل أن ينتقل إلى الفريق التركي بشكل نهائي في صفقة انتقال حر مطلع يوليو الجاري.

نيمار وريال مدريد

هذه المواقف تعيد للأذهان ما حدث بين نيمار وريال مدريد قبل 11 عاما، ففي 2013 كان النجم البرازيلي قريبا من الانضمام للفريق الملكي قادما من سانتوس، قبل أن تتحول وجهته إلى الغريم برشلونة. وتعتبر هذه إحدى أشهر الصفقات الضائعة في تاريخ الميركاتو، خصوصا أن نيمار تألق مع برشلونة، وقاده لحسم البطولات على حساب الريال، بل إنه انتقل لاحقا إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية مقابل 222 مليون يورو.

وحسب تقرير نشرته صحيفة “ماركا” الإسبانية في 2022، اتفق نيمار وريال مدريد على تفاصيل العقد، وكان اللاعب في طريقه لإجراء الكشف الطبي وتوقيع عقد غير ساري المفعول، توضع نسخة منه في خزانة بسان باولو والأخرى في مدريد. لكن، حسب الصحيفة ذاتها، فشلت الصفقة بسبب عدم موافقة ريال مدريد على طلب أحد ممثلي نيمار.