خدمة غوغل للترجمة بالذكاء الاصطناعي تستطيع نطق اللغة الأجنبية بصوت المستخدم

نموذج "أوديو - بالم أي.آي" للترجمة بإمكانه التعرف على العبارات ومعالجتها سواء كانت مكتوبة أو مسموعة.
الاثنين 2023/07/10
برامج متعددة يمكنها القيام بالترجمة دون الحاجة إلى مدخلات بشرية

كشفت شركة غوغل عن خدمة جديدة للترجمة بواسطة الذكاء الاصطناعي تستطيع استخدام صوت المستخدم عند نطق العبارات المترجمة إلى اللغة الأجنبية. وتسمى هذه الخدمة نموذج "أوديو - بالم أي.آي" للترجمة، وتستطيع التعرف على العبارات ومعالجتها وإنتاجها سواء كانت مكتوبة أو مسموعة. ويؤكد الخبراء أن النموذج الجديد التي تطوره غوغل يتفوق كثيرا على الأنظمة الحالية للترجمة المسموعة.

برلين - تفتح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الباب أمام جيل جديد من تطبيقات الترجمة، في حين تعمل خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأميركية غوغل على كسر حواجز اللغة من خلال نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يستطيع التحدث باللغة الأجنبية بصوت المستخدم.

وكشفت غوغل عن نموذج “أوديو – بالم أي.آي” للترجمة، ويستطيع التعرف ومعالجة وإنتاج العبارات سواء مكتوبة أو مسموعة، لكن الخاصية الأبرز هي أنه يستطيع استخدام صوت المستخدم عند نطق العبارات المترجمة إلى اللغة الأجنبية.

وعرض خبراء غوغل نتائج المشروع في فيديو يحتوي على حوار بين مجموعة أشخاص يتحدثون بلغات مختلفة حيث تتم ترجمة أحاديثهم إلى اللغة الإنجليزية بنفس أصواتهم بسلاسة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية خدمة “ترجمة غوغل” أمام أدوات الترجمة المنافسة مثل “ديب إل” من حيث جودة الترجمة، لكن المطورين يقولون إن النموذج الجديد التي تطوره غوغل “يتفوق بشدة على الأنظمة الحالية للترجمة المسموعة”.

هذه الخدمة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية خدمة "ترجمة غوغل" أمام أدوات الترجمة المنافسة مثل "ديب إل"

ولا يحتاج المستخدم إلى استغراق وقت طويل لإعداد وتدريب مترجم الذكاء الاصطناعي لكي يتحدث بصوته، وإنما يحتاج إلى “توجيه مسموع مختصر” حتى يبدأ استخدام الخدمة.

ويجمع تطبيق الترجمة الجديد “أوديو - بالم” بين نموذج لغة الذكاء الاصطناعي المعروف باسم “بال” مع مولد الأصوات بالذكاء الاصطناعي “أوديو – أل.أم” كما يستخدم النموذج بالم تطبيق محادثة “الذكاء الاصطناعي بارد” الذي طورته غوغل.

وفي حين أن خدمة الترجمة الجديدة تتيح للأشخاص المتواجدين في أي تجمع تبادل الأحاديث بغض النظر عن اختلاف لغاتهم دون عناء، لكنهم سيضطرون إلى التوقف برهة بعد كل جملة حتى تتم ترجمة العبارة للباقين. كما أنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على ما إذا كان يمكن استخدام تقنية “أوديو بالم” في خدمة “ترجمة غوغل” المتاحة حاليا.

ويعمل الذكاء الاصطناعي كما هو الحال في المجالات الأخرى المتعددة، بشكل رائع في مهمة الترجمة. ويتضمن الذكاء الاصطناعي المعرفة والتعلم الآلي بحيث يمكن لأجهزة أو برامج متعددة القيام بالترجمة دون الحاجة إلى مدخلات بشرية.

ويشير الخبراء إلى أن معظم الناس يتجادلون حول حقيقة السبب في تطبيق الذكاء الاصطناعي على الترجمة. ويعتبر السبب بسيطا ولكنه في نفس الوقت مثير للاهتمام. ذلك أن اللغة تمتلك قواعد بيانات كبيرة للغاية تحتوي على كلمات متعددة، وكل كلمة لها معنى مختلف. إضافة إلى ذلك فإن هذه الكلمات مصحوبة بقواعد وأنظمة معينة. يمكن أن تعتبر أن الذكاء الاصطناعي في ترجمة اللغة مفيد لأنه يطبق التعلم الآلي على اللغة. ويقول الخبراء “إنه يفرز العجائب لأنه لا يقوم بالترجمة من كلمة إلى كلمة (ترجمة حرفية) مثل الترجمة الآلية القياسية ولكنه يفهم أولاً العبارة وهيكل الجملة والنغمة بحيث يمكنه تقديم أفضل ترجمة حتى في مجال ترجمة الفكاهات واللغة العامية”.

وتسمى التكنولوجيا المستخدمة في ترجمة الذكاء الاصطناعي الترجمة الآلية.

جيل جديد لإستخدام الذكاء الاصطماعي
جيل جديد لإستخدام الذكاء الاصطناعي

والترجمة الآلية عبارة عن عملية استخدام للذكاء الاصطناعي في ترجمة النصوص تلقائيًا من لغة إلى أخرى بدون أي تدخل بشري. وتتجاوز الترجمة الآلية الحديثة في طريقة عمل الترجمة الحرفية البسيطة، فهي تقدّم نصًا باللغة الهدف يحمل معنى نص اللغة الأصلية بكامله. كما تحلّل جميع عناصر النص وتدرك تأثير كل كلمة فيه على غيرها.

وتوفر الترجمة الآلية نقطة انطلاق جيدة للمترجمين البشريين المحترفين. فتدمج أنظمة متعددة لإدارة الترجمة نموذجًا واحدًا أو أكثر من نماذج الترجمة الآلية في سير عملها. ولديها أيضًا إعدادات لملء الترجمات تلقائيًا، ثم إرسالها إلى المترجمين البشريين للتحرير اللاحق.

وتعمل الترجمة الآلية بسرعة كبيرة، فهي قادرة على ترجمة الملايين من الكلمات على الفور تقريبًا. ويمكن لهذه التقنية ترجمة كميات كبيرة من البيانات، مثل الدردشة في الوقت الفعلي أو القضايا القانونية واسعة النطاق. ويمكنها أيضًا معالجة المستندات بلغة أجنبية، والبحث عن المصطلحات المناسبة، وتذكر هذه المصطلحات لاستخدامها في المستقبل.

ويتيح العديد من مزودي خدمة الترجمة الآلية الرئيسيين ما يتراوح بين 50 وأكثر من 100 لغة. وتصدر الترجمات الآلية أيضًا في الوقت نفسه للغات متعددة، وهذه ميزة مفيدة عند طرح المنتجات والنسخ المحدّثة من الوثائق عالميًا.

وتزيد الترجمة الآلية من الإنتاجية والقدرة على تقديم الترجمات بسرعة أكبر، ما يقلل من الوقت اللازم لطرحها في السوق. وهناك مشاركة بشرية أقل في العملية بحيث توفر الترجمة الآلية ترجمات أولية ولكنها قيّمة، ما يقلل من التكلفة ووقت التسليم. على سبيل المثال، في المشاريع كبيرة الحجم، يمكن دمج الترجمة الآلية مع أنظمة إدارة المحتوى لوضع علامة على المحتوى وتنظيمه تلقائيًا قبل ترجمته إلى لغات مختلفة.

معظم الناس يتجادلون حول حقيقة السبب في تطبيق الذكاء الاصطناعي على الترجمة ويعتبر السبب بسيطا ولكنه في نفس الوقت مثير للاهتمام

ويعد الذكاء الاصطناعي طريقة رائعة لاستغلال أنواع متعددة من المستندات. وعلى الرغم من ذلك، يمكن استخدام آلية الذكاء الاصطناعي للتخلص التلقائي من الأخطاء الموجودة في أعمال الترجمة البشرية. أيضًا، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على مراقبة مستندات متعددة، ثم تقسيمها إلى قسمين: قسم يحتوي على المستندات التي يمكن ترجمتها بواسطة الآلات، والقسم الآخر يجب تخصيصه للبشر للحصول على ترجمة أفضل من الآلات.

وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المترجمين البشريين بعدة طرق. ويمكن أيضًا استخدام مقاييس الذكاء الاصطناعي لتحليل جودة النص المترجم بحيث يسهل على المستخدم إجراء أي تغييرات أو الحصول على أي قرارات بخصوص النص المترجم. وبخلاف الاستخدام البشري الفردي، تستخدم العديد من الشركات أيضًا الذكاء الاصطناعي لخدمات إدارة المشاريع الخاصة بها بحيث يمكن إنشاء النص المطلوب وترجمته عند الحاجة، كما بدأت الشركات أيضًا في تفضيل توطين محتواها بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، ليس كل نوع من المهام مناسبًا لأدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي، وهذا هو المكان الذي يُطلب فيه مترجم بشري.

وهناك أنواع متعددة من المشاريع التي تصعب قراءتها وفهمها بسبب اللغة التقنية والمصطلحات الصعبة والهيكل المعقد. لذلك، من الأفضل إعطاء مثل هذه المشاريع للمترجمين البشريين المهرة. وتعد ترجمة الذكاء الصناعي أكثر ملاءمة للمشاريع التي تحتوي على نصوص بسيطة وهياكل بسيطة. وتقوم العديد من الشركات بترجمة أدوات الترجمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي للمشاريع البسيطة، وهذا هو الموطن الذي أفقد الحاجة إلى مترجم بشري. أيضًا، تفضل العديد من الشركات استخدام أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لغرض النشر وضمان جودة مشاريعها.

16