حياة للأبد.. التكنولوجيا تسترجع وعي الموتى

العديد من العلماء يعتقدون أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي تستعد للدخول في عصر ذهبي جديد للتكنولوجيا من خلال حياة رقمية آخرة للبشر.
الجمعة 2023/04/14
إعادة إنشاء محاكاة لأحبائنا الموتى

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- يحث عالم كومبيوتر البشر على تسجيل أصوات وفيديوهات لآبائهم المسنين وأحبائهم. فهو يتوقع أن يتم تحميل الوعي على جهاز كمبيوتر قبل انقضاء هذا العام.

وقال الدكتور براتيك ديساي الذي أسس عدة شركات ناشئة للذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون، إذا كان لدى الأشخاص ما يكفي من تسجيلات الفيديو والصوت لأحبائهم، فهناك “فرصة بنسبة 100 في المئة” أن يعيش الأقارب معهم إلى الأبد.

وغرد ديساي الذي أنشأ نظامه الشبيه بنظام تشات جي.بي.تي “من المفترض أن يكون هذا ممكنا بحلول نهاية العام”.

وتقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية التي نشرت الخبر إن العديد من العلماء يعتقدون أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، التي تقودها روبوتات الدردشة، تستعد للدخول في عصر ذهبي جديد للتكنولوجيا.

ومع ذلك، فإن أعظم العقول في العالم منقسمون حول التكنولوجيا. ويدعو إيلون ماسك وأكثر من 1000 من قادة التكنولوجيا إلى التريث، محذرين من أنها قد تدمر البشرية.

وعلى الجانب الآخر، هناك خبراء، مثل بيل غيتس يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيحسن حياتنا، ويبدو أن هناك من هم على استعداد لقبول فكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يساعدنا على العيش إلى الأبد.

براتيك ديساي: إذا كان لدى الأشخاص ما يكفي من تسجيلات الفيديو والصوت لأحبائهم فهناك فرصة أن يعيش الأقارب معهم إلى الأبد
براتيك ديساي: إذا كان لدى الأشخاص ما يكفي من تسجيلات الفيديو والصوت لأحبائهم فهناك فرصة أن يعيش الأقارب معهم إلى الأبد

ويقف ديساي إلى جانب غيتس، معتقدا أنه يمكننا إعادة إنشاء محاكاة لأحبائنا الموتى في جهاز كمبيوتر.

وستشمل العملية رقمنة مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والمستندات وصور الشخص، ثم تغذية نظام الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم كل ما في وسعه عن الفرد.

ويمكن للمستخدمين بعد ذلك تصميم صورة افتراضية معينة تبدو وتتصرف تماما كما فعل قريبهم وهو على قيد الحياة.

ويقوم المشروع المسمى “لايف فوريفر” بإنشاء روبوت افتراضي لشخص له نفس الكلام والسلوكيات مثل الشخص الذي تم تكليفه بالنسخ المتماثل.

وسبق لأرتور سيشوف مؤسس المشروع أن قال في عام 2022 إنه يتوقع انطلاق التكنولوجيا في غضون خمس سنوات، وأن يكون ذلك خلال فترة قصيرة فقط، نظرا إلى التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويضيف سيتشوف “يمكننا أخذ هذه البيانات وتطبيق الذكاء الاصطناعي عليها وإعادة إنشاء شخصية افتراضية على قطعة أرضك أو داخل عالم افتراضي خاص بك، وسيتمكن الناس من المجيء والتحدث إليك. ستقابل الشخص. وربما خلال الدقائق العشر الأولى من الحديث معه، لن تعرف أنه في الواقع ليس سوى شخصية افتراضية أنشأها الذكاء اصطناعي. وهذا هو الهدف”.

وقامت شركة أخرى للذكاء الاصطناعي هي “ديب برين” بإنشاء قاعة تذكارية تتيح للأشخاص لم شملهم مع أحبائهم المتوفين في تجربة غامرة بالمشاعر الفياضة.

وتستخدم الخدمة المسماة “استرجاع الذاكرة”، الصور ومقاطع الفيديو ومقابلة لمدة سبع ساعات مع الشخص وهو لا يزال على قيد الحياة.

راي كورزويل: إذا اجتاز شخص افتراضي اختبار تورينغ فإن هذا الشخص يكون واعيا
راي كورزويل: إذا اجتاز شخص افتراضي اختبار تورينغ فإن هذا الشخص يكون واعيا

وتم تصميم الشخص الافتراضي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بتقنيات التعلم العميق لالتقاط مظهر الفرد وصوته، والذي يتم عرضه على شاشة مقاس 400 بوصة.

ولم يقدم ديساي الكثير من التفاصيل حول فكرته عن التكنولوجيا، لكن مهندس غوغل السابق راي كورزويل يعمل أيضا على الحياة الرقمية الآخرة للبشر، على وجه التحديد لإحياء والده.

وقال كورزويل (75 عاما) إن والده توفي عندما كان يبلغ من العمر 22 عاما ويأمل أن يتحدث إليه يوما ما بمساعدة الكمبيوتر.

وأوضح كورزويل أن لديه المئات من الصناديق التي تحتوي على وثائق وتسجيلات وأفلام وصور لوالده، والتي يقوم برقمنتها.

وقال كورزويل “إن الطريقة الجيدة جدا للتعبير عن كل هذه الوثائق هي إنشاء صورة افتراضية بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مثل والدي قدر الإمكان، بالنظر إلى المعلومات التي لدينا عنه، بما في ذلك الحمض النووي الخاص به”.

وواصل العالم شرحه، قائلا إن والده الرقمي سيخضع لاختبار تورينغ، وهو اختبار لقدرة الآلة على إظهار سلوك ذكي مكافئ لسلوك الإنسان أو لا يمكن تمييزه عنه.

وأضاف كورزويل “إذا اجتاز شخص افتراضي اختبار تورينغ، ناهيك عن شخص معين، فإن هذا الشخص يكون واعيا”.

وتم تعيين كورزويل من قبل غوغل في عام 2012 “للعمل في مشاريع جديدة تتضمن التعلم الآلي ومعالجة اللغة”، لكنه كان يتنبأ بالتقدم التكنولوجي قبل ذلك بوقت طويل.

12