حوار تونسي بغايات متباينة على لقب كأس السوبر

الدوحة - يدخل الترجي الرياضي التونسي الاثنين الرهان على كأس السوبر التونسية مع النادي البنزرتي بمعنويات مهزوزة نسبيا بعد خسارته لقب كأس السوبر الأفريقية ضد الرجاء البيضاوي المغربي الجمعة الماضي.

ورغم الأداء اللافت الذي قدمه “شيخ” الأندية التونسية أمام الفريق المغربي، الذي بدا متماسكا وعرف كيف يمتص غضب الترجي ويحسم المباراة لصالحه، فإن الجميع يعترف لبطل أفريقيا هذا العام بأنه لم يكن محظوظا من ناحية الفرص التي حصل عليها الفريق أولا وثانيا من حيث غياب التجسيد للكرات الثابتة التي أحرزها الفريق على قلتها.

وبعد حوالي 72 ساعة من خسارته أمام الرجاء البيضاوي المغربي في الكأس السوبر الأفريقية لكرة القدم، تنتظر الترجي الرياضي التونسي مهمة جديدة صعبة عندما يواجه غريمه النادي البنزرتي في الكأس السوبر المحلية. وتقام المباراة على ملعب عبدالله بن خليفة في نادي الدحيل بالعاصمة القطرية الدوحة.

تكتم شديد

أجرى الترجي الرياضي التونسي السبت أولى حصصه التدريبية الأولى بعد خسارته اللقب الأفريقي أمام الرجاء البيضاوي. وفرض المدير الفني لفريق باب سويقة معين الشعباني تكتما شديدا على تدريبات الفريق ولم يسمح بحضور الإعلاميين والجمهور إلى تدريبات الفريق لإبعاد لاعبيه عن أي ضغوط بعد الخيبة.

واشتعلت عاصفة الانتقادات للفريق التونسي بعد الخسارة للقب الأفريقي، وأعلنت الجماهير الغاضبة أن قرار التكتم الإعلامي وعدم الإدلاء بالتصريحات كان يفترض أن يتم في لقاء الرجاء لا اليوم أمام فريق تونسي يعرف الكثير عن خصمه وهو فريق النادي البنزرتي.

مشاركة تراروي في مواجهة الترجي تبقى رهن الاختيارات الفنية التي يحددها مدرب الفريق منتصر الوحيشي

ومن المنتظر أن تشهد تشكيلة الترجي في مباراة السوبر التونسي تغييرات عديدة بسبب إصابة بعض اللاعبين على غرار سامح الدربالي ومحمد علي اليعقوبي.

ولكن على العكس تماما واصل الترجي احتفالاته بالمئوية مع جماهيره في العاصمة القطرية، وهي طريقة رأى فيها الكثيرون استفزازا لجماهيره في تونس التي كانت تعول على استفاقة الفريق التونسي على الأقل في كأس السوبر الأفريقية بعد حضوره المخيب في كأس العالم للأندية التي احتضنتها دولة الإمارات مؤخرا وفاز بها فريق ريال مدريد ضد العين الإماراتي في النهائي.

وينتظر أن يعول المدرب معين الشعباني على الحارس معز بن شريفية عوضا عن رامي الجريدي الذي ظهر بمستوى متواضع أمام الرجاء وقبل هدفين.

وبدوره أجرى النادي البنزرتي السبت حصته التدريبية الثانية في الدوحة. وحضر عبدالسلام السعيداني، رئيس النادي، تدريب الفريق حرصا منه على أن يكون قريبا من اللاعبين حتى يقدم لهم الدعم المعنوي اللازم لتحقيق كأس السوبر، ومصالحة الجماهير بعد وداع كأس تونس.

كما أجري النادي البنزرتي، حصته التدريبية الأخيرة بملعب خليفة بن عبدالله لنادي الدحيل، والذي سيحتضن مباراة السوبر التونسي.

وأصبح المهاجم المالي بوبكر تراوري مؤهلا لتعزيز صفوف النادي البنزرتي بعد أن وصلت السبت بطاقته الدولية.

وتبقى مشاركة تراروي في مواجهة الترجي رهن الاختيارات الفنية التي يحددها مدرب الفريق منتصر الوحيشي.

ووقع بوبكر تراوري (20 عاما) في يناير الماضي عقدا لمدة ثلاث سنوات ونصف لفائدة النادي البنزرتي.

وأكد محمد التومي مدرب حراس مرمى نادي البنزرتي التونسي أن فريقه جاء إلى الدوحة ليس من أجل تسجيل حضوره فقط بل للمنافسة على كأس السوبر التونسي.

وقال التومي في تصريحات إذاعية “مباراة السوبر تحمل رهانا كبيرا، وينتظر أن تكون مشوقة نظرا لقيمة المتراهنين على كأس السوبر. هذه المواجهة يمكن أن تحسمها ركلات الترجيح ولذلك قمنا بالتحضيرات اللازمة”.

وأوضح “درسنا كل الحسابات وفرضنا مختلف السيناريوهات، ونعلم جيدا أن اللقاء لن يكون سهلا. لكن سندافع عن حظوظنا إلى أخر لحظة في المباراة”.

وكان رئيس النادي البنزرتي عبدالسلام السعيداني قد أكد “لن نتحول إلى الدوحة من أجل السياحة، بل من أجل المراهنة بجدية على كأس السوبر”.

وأضاف “صحيح أن المهمة أمام الترجي الرياضي، لن تكون سهلة لكن الفريق قادر على رفع التحدي خصوصا وأننا قمنا بتحضيرات جيدة وفي مستوى الحدث”.

وأضاف التومي “أجواء الفريق طيبة ومعنويات لاعبينا مرتفعة، وإدارة النادي وفرت لنا كل ظروف النجاح وإن شاء الله سنعود إلى بنزرت ومعنا كأس السوبر التونسي”.

جئنا لحصد اللقب

أجرى النادي البنزرتي حصته التدريبية الأولى في أكاديمية أسباير بالدوحة، وجرت التدريبات بحضور جماهير الفريق وركز خلالها المدرب منتصر الوحيشي على الأمور الفنية.

ويخوض الترجي المباراة كونه بطلا للدوري في تونس والبنزرتي لأنه بلغ نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية، وذلك بعد اعتذار النادي الأفريقي بطل المسابقة والنجم الساحلي وصيفه. ومن المرجح أن يحاول الترجي بروح قتالية تحقيق الفوز وإحراز اللقب بعد ضياع الكأس السوبر الأفريقي إثر خسارته أمام الرجاء 1-2.

وتقام مباراة كأس السوبر التونسية لأول مرة بعد توقف استمر 18 عاما (أقيمت آخر مرة عام 2001).

وانطلقت المسابقة عام 1960 تحت مسمى كأس الكؤوس، وكانت تنظم في إطار الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، وقد توقفت فترة ثم عادت عام 1993 ولم تنتظم فأقيمت ثلاث مرات (93، 95 و2001) قبل أن تتوقف من جديد.

ويحصل بطل الكأس السوبر على مبلغ 100 ألف دولار مقابل 75 ألفا للوصيف. ويحمل الترجي لقب النسخة الأولى (1960) بفوزه على الملعب التونسي 3-1، والأخيرة (2001) على حساب حمام الأنف 3-1 أيضا، بينما يعتبر الأفريقي، والترجي والملعب التونسي الأكثر تتويجا باللقب (3 ألقاب لكل منها).