حلم تكرار إنجاز 1994 يراود السعودية في مونديال قطر

يسعى المنتخب السعودي في مونديال قطر لتخطي دور المجموعات مرة ثانية، وهو الذي يعد أكثر المنتخبات العربية مشاركة في كأس العالم إلى جانب المغرب وتونس، بعد إنجاز مشاركته الأولى في 1994. ويخوض الأخضر المونديال مرة سادسة، وهو المنتخب العربي الوحيد الذي نجح في بلوغ العرس الكروي في أربع نسخ تواليا بين 1994 و2006.
نيقوسيا- يسعى المنتخب السعودي لتخطي دور المجموعات مرة ثانية خلال مونديال قطر بعد إنجاز مشاركته الأولى في 1994. وأوقعته القرعة في المجموعة الخامسة إلى جانب الأرجنتين بطلة العالم مرتين ونجمها ليونيل ميسي، بالإضافة إلى المكسيك وبولندا.
وفي مشاركته الأولى في الولايات المتحدة، لم يحقق فقط إنجاز تأهله إلى الدور الثاني من أول محاولة، بل أتى ذلك عبر هدف تاريخي لسعيد العويران على طريقة مارادونا ضد بلجيكا (1 – 0) في المباراة الأخيرة من الدور الأول، بعد خسارة افتتاحية أمام هولندا وفوز على المغرب (2 – 1) في أول لقاء بين منتخبين عربيين في تاريخ المونديال.
وسار العويران بالكرة من قبل خط منتصف الملعب وشق طريقه متخلصا من خمسة لاعبين وأودع الكرة في شباك الحارس ميشال برودوم في الدقيقة الخامسة، مسجلا أحد أجمل الأهداف في النهائيات. وشُبه بهدف الأرجنتيني دييغو مارادونا في ربع نهائي كأس العالم 1986 ضد إنجلترا. وبلغت السعودية دور الـ16 حيث قابلت السويد وخسرت أمامها 1 – 3.
خيبة تلو أخرى
بعد إنجاز 1994 مُني “الصقور الخضر” بخيبة تلو أخرى وخرجوا من الدور الأول في جميع النهائيات التي شاركوا فيها بين 1998 و2006 ومن ثم في روسيا 2018، بعد عودتهم إلى البطولة بعد غيابهم عن نهائيات جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014.
وفي 1998 خسر المنتخب السعودي برباعية نظيفة أمام صاحبة الأرض فرنسا في الدور الأول، عندما طُرد النجم الفرنسي زين الدين زيدان بعد أن دهس على ظهر القائد فؤاد أنور إثر تدخل الأخير لمحاولة قطع الكرة.
وتبقى الانتكاسة الأكبر الخسارة المذلة 8 – صفر ضد ألمانيا في أول مبارياته في الدور الأول في مونديال كوريا واليابان 2002، وهو ثاني أكبر فارق أهداف في مباراة في تاريخ المونديال حتى الآن (انتهت ثلاث مباريات بفارق 9 أهداف).
واشتكى الحارس محمد الدعيع من الإضاءة في ملعب سابورو معتبرا أنها حجبت رؤيته للكرة، وقال في مقابلة أخيرا مع شركة الرياضة السعودية “عندما ترفع رأسك لم تكن قادرا على الرؤية بسبب النور، مستحيل، الملعب مغطى. أنا أمتاز في الكرات العرضية، لم أستطع الارتقاء لها، ما إن ترتفع الكرة، تدخل في النور”.
وتابع “النور كان موجها عليّ، كان (صاحب الهاتريك ميروسلاف) كلوزه يقف في مكان يمكنه أن يراها في المساحة”، مضيفا أن الألمان ركزوا وفق حارسهم أوليفر كان “ألا ألحق بالكرات العرضية”، علما أنه في مقابلة سابقة ألقى حارس الهلال في حينها باللوم على “كسر في يده كونه لم يتمرن كفاية” بعد كسر تعرض له في المباراة ضد الاتحاد قبل الاتجاه إلى المعسكر الخاص باستعدادات المونديال. أما لاعب الوسط محمد نور الذي كان حاضرا أيضا في تلك المباراة، فتحدث إلى جانب التوفيق الفني للألمان، عن الرهبة التي شعروا بها وهم لا يزالون في النفق قبل صافرة البداية، مشددا على أهمية العامل النفسي “لكيفية التخلص من الرهبة وكيفية مجاراتهم في الملعب”.
نتيجة قاسية
وقد يكون ذلك ما يحتاج إليه المنتخب السعودي في مباراته الأولى أمام الأرجنتين، لاسيما بعد سقوط قاسٍ آخر بخماسية نظيفة في المباراة الافتتاحية لمونديال روسيا 2018 أمام صاحب الأرض، وذلك لتفادي أي نتيجة قاسية أخرى.
وتوقف الدوري السعودي باكرا إفساحا للمجال للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد لإقامة معسكرات تدريبية للمنتخب وخوض مباريات ودية. وفي حين انتقد البعض هذا القرار معتبرين أن من شأنه أن يبعد اللاعبين عن التنافسية في حين أن غالبية الدوريات في العالم مستمرة، رأى البعض الآخر أهمية ذلك.
ويقول مقبل الزبني مدير التحرير في صحيفة “الرياضية” السعودية “التوقف كان ضروريا، رينارد لديه تصوّر معيّن وهذا التصور لن ينجح لو استمر الدوري. من خلال مباراة الإكوادور، أوضح أنه يريد أن يلعب بطريقة تميل إلى الدفاع أكثر خاصة أمام الأرجنتين في البداية”. وتابع “معظم اللاعبين يلعبون في الهلال والنصر والشباب والاتحاد، وهي فرق تلعب بطريقه هجومية، والمدرب لا ينوي اللعب بطريقة هجومية، إضافة إلى أن وجود ثمانية لاعبين أجانب في كل فريق يضعف فرص اللاعبين السعوديين في المشاركة، بالتالي المدرب كان يريد أن يقضي وقتا أطول معهم”، مؤكدا أن “الرهان دائما على سالم الدوسري”.
منتخب السعودية يسعى لتخطي دور المجموعات مرة ثانية خلال مونديال قطر بعد إنجاز مشاركته الأولى في 1994
وفي أول مونديال في الشرق الأوسط وفي دولة عربية، ومؤازرة جماهيرية من المتوقع أن تكون ضخمة من الدولة الخليجية المجاورة، سيحرص المنتخب السعودي على تقديم أداء لافت على غرار الذي ظهر به في التصفيات عندما تصدر مجموعته في الدور الأخير.
وحققت السعودية ثلاثة انتصارات في كأس العالم (ضد المغرب وبلجيكا 1994 ومصر 2018) مقابل تعادلين و11 هزيمة.
أعلن الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب منتخب السعودية تشكيلة الأخضر النهائية التي سيشارك بها في النهائيات. وكان على رأس القائمة التي ضمت 26 لاعبا المهاجمين صالح الشهري والقائد سلمان الفرج. وضم المدرب الفرنسي لاعب الوسط الفرج، الذي سجل في مرمى مصر في كأس العالم 2018، بعد تبدد الشكوك حول إصابته في لقاء ودي أمام آيسلندا قبل أيام، وكذلك الشهري العائد من إصابة طويلة.