حلم الكرة الذهبية.. المصري صلاح والمغربي بونو ينافسان العمالقة

باريس - تمسك النجم العربي محمد صلاح بالتواجد ضمن قائمة المرشحين للحصول على جائزة الكرة الذهبية، والتي ضمت 30 لاعبا، بعدما أعلنت مجلة "فرانس فوتبول" عنها الشهر الماضي، ليحجز مقعده بين الكبار للنسخة الخامسة على التوالي من أجل تحقيق حلمه بنيل الجائزة.

ومازال “الفرعون المصري” يحلم بأن يصبح أول عربي في التاريخ يتوج بالكرة الذهبية، وثاني نجم أفريقي يحصل عليها بعد الأسطورة الليبيري جورج ويا الذي نال الجائزة عام 1995، حينما كان لاعبا في صفوف ميلان الإيطالي آنذاك. وسبق لصلاح أن تحدث للمجلة العام الماضي عن أحلامه بالفوز بالكرة الذهبية، حيث قال "أريد أن أكون اللاعب الأفريقي الثاني الذي يفعل ذلك".

وأضاف "الملك المصري"، كما تطلق عليه جماهير ليفربول "الفوز بالكرة الذهبية سيؤثر كثيرا على المصريين، وكذلك على أفريقيا والشرق الأوسط، حينها سيفهم عدد كبير من الناس أنهم قادرون على تحقيق الجوائز". ومنذ ترشحه للحصول على الجائزة، التي تعد أهم الجوائز الفردية في كرة القدم، للمرة الأولى عام 2018، تمكن صلاح من الحفاظ على مقعده الدائم في قائمة المرشحين، في ظل تألقه الدائم مع ليفربول الذي انضم إلى صفوفه عام 2017 قادما من روما الإيطالي.

وحصل صلاح على المركز السادس في الترتيب النهائي لجائزة الكرة الذهبية عام 2018، حيث حصل على 188 نقطة، فيما نال المركز الخامس عام 2019، محققا أفضل ترتيب لأي لاعب عربي في التاريخ، حيث حصل آنذاك على 178 نقطة. وبعدما تم إلغاء الجائزة عام 2020 بسبب جائحة كورونا، حصل صلاح على المركز السابع في الترتيب النهائي للجائزة عام 2021، بعدما حصد 121 نقطة، ليكرر بعد ذلك إنجازه التاريخي في العام الماضي، عندما احتل المركز الخامس في القائمة مرة أخرى.

ويمثل صلاح الكرة العربية في قائمة المرشحين للجائزة برفقة الحارس الدولي المغربي ياسين بونو الذي لعب دورا بارزا في تأهل منتخب “أسود الأطلس” التاريخي إلى الدور قبل النهائي والفوز بالمركز الرابع في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، محققا أفضل إنجاز في تاريخ الكرة العربية والأفريقية بالمونديال.

ويتواجد بونو أيضا ضمن قائمة المرشحين للحصول على جائزة “ياشين” التي يتم منحها لأفضل حارس مرمى في العالم من جانب فرانس فوتبول. وقبل عام واحد، لم يكن حارس المرمى المغربي بونو ضمن المرشحين لأي من الجوائز الفردية على مستوى العالم أو القارة الأوروبية، لكن بطولة كأس العالم 2022 وضعته في بؤرة الضوء.

ومع الأداء الرائع لبونو في المونديال ومساهمته في وصول منتخب بلاده إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في التاريخ، دخل بقوة في المنافسة على أكثر من جائزة فردية منها جائزة أفضل حارس في العالم باستفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي وصل فيها إلى القائمة النهائية للمرشحين، لكن إيميليانو مارتينيز حارس المنتخب الأرجنتيني توج بالجائزة. وعلى الرغم من وجود العديد من حراس المرمى المتميزين في أوروبا وعلى مستوى العالم، كانت إنجازات بونو داعما قويا وسببا في وصوله إلى قائمة المرشحين للفوز بالجائزة.

تستحوذ هذه النسخة من الجائزة على اهتمام بالغ من كافة الأوساط في عالم كرة القدم كونها تشهد منافسة شرسة للغاية على الجائزة الأبرز وهي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. وانتزع الفرنسي كريم بنزيمة الجائزة في نسختها الماضية عام 2022 معتمدا على إنجازه الكبير مع ريال مدريد الإسباني. ولكن إنجازا أكبر من هذا من شبه المؤكد أن يمنح صاحبه الجائزة في النسخة الحالية نظرا لبصمة الأرجنتيني ليونيل ميسي التاريخية مع منتخب بلاده، والتي تضعه مجددا في صدارة المرشحين للفوز بالجائزة العريقة.

ويواجه ميسي منافسة قوية من أكثر من لاعب على جائزة الكرة الذهبية، ويتقدم هؤلاء اللاعبين المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي. وفيما سيكون هالاند هو المنافس الأبرز لميسي على “الكرة الذهبية”، تضم قائمة المرشحين، التي تتكون من 30 لاعبا، أسماء أخرى عديدة حققت العديد من الإنجازات وتركت بصمات واضحة لكن فرصها في المنافسة قد تكون أقل من ميسي وهالاند.

ويبرز من الأسماء كل من الفرنسي كيليان مبابي، والبلجيكي كيفن دي بروين والألماني إلكاي غوندوغان والأرجنتيني جوليان ألفاريز الفائزين بالثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي في الموسم الماضي، والنيجيري فيكتور أوسيمين الفائز مع نابولي بلقب الدوري الإيطالي والمتوج بلقب هداف البطولة في النسخة الماضية، وغيرها من الأسماء. وإلى جانب المنافسة الشرسة على الجائزة الرئيسية، تشهد هذه النسخة من استفتاء "فرانس فوتبول" منافسة قوية ومثيرة على "الكرة الذهبية" لأفضل لاعبة في العالم.

وبعد فوزها بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في مونديال 2023 بأستراليا ونيوزيلندا وجائزة أفضل لاعبة في الموسم الماضي باستفتاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) نظرا لفوزها مع برشلونة بلقبي الدوري ودوري الأبطال الأوروبي إضافة إلى الإنجاز المونديالي، تبدو اللاعبة الإسبانية آيتانا بونماتي هي الأوفر حظا للفوز بجائزة الكرة الذهبية.

كما يشهد الحفل توزيع جائزتين أخريين هما “كوبا” لأفضل لاعب شاب، و”ياشين” لأفضل حارس مرمى. وتضم قائمة المرشحين لكل منهما 10 أسماء، وقد يكون من الصعب تحديد هوية الفائز بكل منهما في ظل تألق العديد من الأسماء في كل من الفئتين.

وشهدت الملاعب الأوروبية في الفترة الماضية تألق جيل جديد من اللاعبين صغار السن، الذين خطفوا الأضواء كثيرا من النجوم المخضرمين. ويبرز من هؤلاء النجوم الشبان الموجودين بالقائمة كل من الإنجليزي جود بيلينغهام (ريال مدريد الإسباني) وبيدري وغافي وأليخاندرو بالدي ثلاثي برشلونة الإسباني وجمال موسيالا (بايرن ميونخ).