حقائب تتطلع إلى السفر بابتكارات متنوعة

صناعة حقائب السفر تتطلع إلى حدوث دفعة واضحة في عام 2022.
الاثنين 2022/03/28
تحديات غير متوقعة

ما زالت التحديات تلوح في الأفق حتى لو تمكنت الشركات المصنعة للحقائب من إلقاء تداعيات الجائحة خلف ظهورها وكأنها قطعة من الأمتعة المتروكة.

برلين - عندما تفشت جائحة كورونا تعثرت شركات السفر والسياحة، وفي عام 2020 تم إلغاء الرحلات الجوية وتأجيل خطط السفر وقضاء العطلات، وبدا وقتها أن صناعة حقائب السفر قد توقفت إلى الأبد.

وكان ذلك التطور يعني أنباء سيئة بالنسبة إلى الشركات التي تصنع حقائب الأمتعة، حيث تراجعت المبيعات في بعض الحالات بنسبة 80 في المئة، وذلك وفقا لتقديرات مجموعة ألمانية لإنتاج المنسوجات والسلع الجلدية.

غير أن العاملين في هذه الصناعة يأملون في قدوم أوقات أفضل مستقبلا.

وقالت كلوديا شولتز وهي متحدثة باسم هذه الصناعة “نحن على ثقة تامة بأنه بحلول فصل الصيف على أقصى تقدير ستشهد صناعة الحقائب تحركا إيجابيا بأصدق معاني الكلمة”.

وأضافت في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن رغبة الناس في السفر “أصبحت ملحوظة بوضوح بالفعل في الوقت الحالي”، وأكدت أن الطلب على الحقائب سيتزايد أيضا مرة أخرى.

بينما يقول يورغن ديسبان من معهد “آي.إم.يو” والخبير بهذه الصناعة، إنه بعد عدة سنوات من الركود تتطلع الصناعة أخيرا إلى حدوث دفعة واضحة في عام 2022.

ويشير إلى الطلب المتصاعد بسرعة من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى الأشخاص الذين بوسعهم شراء الحقائب والمنتجات الجلدية الفاخرة، والذين لا يزالون يتمتعون بقدرة شرائية كبيرة.

ومع ذلك شهد العامان الماضيان تحديات بالغة الشدة بالنسبة إلى صانعي الحقائب، وفي هذا الصدد يقول يواخيم إيسنبري الذي يدير متجر بروننغر بمدينة شتوتغارت الألمانية “عندما بدأ فرض القيود على السفر بسبب جائحة كورونا، تقلصت مبيعات شريحة الحقائب”.

شركات الطيران تقوم بالإعلان عن تقديم عروض خاصة، ويلاحظ أن الناس أخذوا يخططون مرة أخرى لقضاء عطلاتهم

ويشير أكسل أوغوستين المتحدث باسم شركة “بي.تي.إي” إلى أن الطلب على حقائب السفر انخفض “في بعض الحالات بنسبة تزيد على 80 في المئة مقارنة بعام 2019″، ويقول إن الطلب ارتفع بشكل طفيف العام الماضي، ولكنه ظل منخفضا إلى حد كبير مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.

غير أن الأزمة التي واجهتها هذه الصناعة لم تؤثر على الجميع بنفس القدر.

فتقول شركة بوغاتي للأزياء إنه قبل تفشي الجائحة كانت مبيعات الحقائب تشكل نحو 30 في المئة من إجمالي حركة المبيعات السنوية، وتراجع هذا الرقم في عامي 2020 و2021 إلى 8 في المئة مع زيادة انتشار فايروس كورونا.

وتأمل الشركة الآن في تحقيق نتائج أفضل خلال العام الحالي، ويرجع الفضل في ذلك أيضا إلى التجارة الإلكترونية.

واستفادت شركة غلوب تروتر البريطانية للسفر، والمعروفة بإنتاج حقائب وصناديق لأمتعة السفر مستوحاة من الطراز القديم، من موقعها الحصري المميز لدى المشاهير المعجبين بمنتجاتها، ومن بينهم الملكة إليزابيث الثانية.

وذكر موقع “ذي وييك” أن إدراك القيود المفروضة على السفر أصبح يمثل مشكلة، فاتخذ رئيس الشركة فيسنت كاستيلانو مسارا مختلفا، وركز بدلا من ذلك على الترويج للنواحي الرومانسية في السفر، وتطوير الموقع الإلكتروني للشركة، وبيع كميات محدودة من المنتجات.

وقال كاستيلانو إن إدخال مفهوم رقمي جديد، وإعادة التفكير في استراتيجية المبيعات، ساعدا على زيادة نشاط الشركة التجاري.

ومن ناحية أخرى اتسم نشاط شركة “ريموفا” المنتجة لحقائب السفر بالتحسن، وأصبحت الشركة الآن جزءا من مجموعة المنتجات الفاخرة (لويس فيتون ومويت وهينيسي).

وبالعودة إلى الوراء، أدت الجائحة إلى ظهور “تحديات غير متوقعة” واجهت العلامات التجارية الفاخرة، كما يقول رئيس الشركة هيوز بونيه ماسيمبرت، ويضيف “بدون المساندة المالية القوية من جانب المجموعة، لَكُنا تعرضنا بلا شك للخطر من جراء الأزمة الحادة خاصة التي حدثت في 2020”.

Thumbnail

ومع ذلك فإن النشاط التجاري للشركة يستفيد من وصول منتجاتها إلى الأسواق الدولية، حيث تحسنت الأوضاع في العديد من المناطق.

وبحلول عام 2021 تحسنت الأحوال الاقتصادية في أميركا الشمالية والصين “بما يتجاوز المستويات التي سبقت الجائحة”، وفقا لما يقوله بونيه ماسيمبرت.

ومن ناحية أخرى كان هناك تحسن ملحوظ في أوروبا خلال النصف الثاني من عام 2021.

ويضيف رئيس شركة ريموفا “بينما قدمت لنا الجائحة تحديات غير متوقعة باعتبارنا علامة تجارية للسفريات، فإنه من المثير للاهتمام ملاحظة كيفية تغير العادات الشرائية لزبائننا”.

وبينما أصبحت السفريات الدولية مستحيلة في بعض الأوقات، كان الكثير من الأشخاص يستبدلونها برحلات قصيرة متكررة داخل بلدانهم.

وكان ذلك يعني أن تصبح الحقائب صغيرة الحجم (الهاندباغ) التي يمكن اصطحابها مع الركاب داخل الطائرات، أكثر رواجا كما تقول شركة ريموفا، واستفادت الشركة أيضا من التوسع في أنواع منتجاتها لتشمل الإكسسوارات وحقائب اليد.

وأصبحت شركات السفر تعلن حاليا عن الرحلات التي تنظمها عن طريق نشر صور للشواطئ الجذابة والبحيرات ذات المياه الفيروزية، والمسافرين الذين يستمتعون بحمامات الشمس، وتقوم شركات الطيران بالإعلان عن تقديم عروض خاصة، ويلاحظ أن الناس أخذوا يخططون مرة أخرى لقضاء عطلاتهم.

ويرى ديسبان أن التحدي التالي بالنسبة إلى هذه الشركات يتمثل في التحول الرقمي والمحافظة على البيئة، ويوضح أن المستهلكين يريدون الآن أن تكون الحقائب الخاصة بأسفارهم أكثر صداقة للبيئة.

ويؤكد أن هذا سيمثل دافعا لنوع من الابتكار الجاد.

20