حضور الأجانب المكثف بالدوري التونسي تقابله إضافة منعدمة

سياسة الترجي في سوق الانتقالات ترتكز أساسا على معاينة اللاعبين والتأكد من قدرتهم على الإضافة قبل أن يتم التعاقد معهم.
الجمعة 2019/04/05
ورقة رابحة

يشهد الدوري التونسي حضورا مكثفا للاعبين الأجانب خلال بطولة هذا الموسم، فكل فرق الدوري الممتاز تضم في صفوفها لاعبين من جنسيات مختلفة، لكن رغم ذلك فإن بصمة هؤلاء اللاعبين تكاد تكون منعدمة ودون أي أثر رغم وجود بعض الاستثناءات وتحديدا في تجربة الترجي الرياضي وبدرجة أقل النادي البنزرتي.

تونس - قياسا بالدوريات العربية الأخرى، فإن أسهم اللاعب الأجنبي في الدوري التونسي لم تسجل أي ارتفاع هذا الموسم، فالقاسم المشترك بين تجارب أغلب الأندية في هذا الدوري هو غياب الإضافة وعدم وجود لاعبين أجانب مؤثرين بإمكانهم صنع الفارق والمساهمة في تطوير أداء فرقهم.

وبلغة الأرقام فإن الدوري الممتاز في تونس يشهد هذا الموسم وجود 71 لاعبا أجنبيا أغلبهم من الكوت ديفوار الممثلة بتسعة لاعبين، وتأتي الغابون في المركز الثاني بستة لاعبين ثم الكاميرون والجزائر ومالي ونيجيريا بخمسة لاعبين ثم الكونغو والسينغال وليبيا بأربعة لاعبين ثم تأتي مصر وغانا وغينيا بثلاثة لاعبين إضافة إلى موريتانيا وبوركينافاسو والبنين بلاعبين اثنين، إضافة إلى البرازيل وفنزويلا وبورندي والمغرب وقطر والعراق والطوغو ورواندا وغامبيا بلاعب وحيد.

بيد أن هذا الحضور المعتبر نسبيا لم يترجم إلى نجاح على أرض الواقع، ويكفي للتأكيد على ذلك القول إن المنافسة على صدارة الهدافين في تونس منحصرة تماما بين لاعبين تونسيين والفارق بين صاحب الصدارة وهو ياسين الخنيسي الذي سجل إلى حد الآن وأول لاعب أجنبي يصل إلى ستة أهداف كاملة.

علما وأن عدد الأهداف المسجلة بأقدام اللاعبين الأجانب لم يتجاوز إلى غاية الآن 36 هدفا، وهي حصيلة ضعيفة للغاية إذا ما تمت مقارنتها بما تسجله بعض الدوريات العربية على غرار بطولات المغرب والسعودية والإمارات ومصر.

ما يمكن قوله بخصوص تجارب الأندية التونسية مع اللاعبين الأجانب هو أن أغلب الوافدين من خارج تونس لا يعتبرون لاعبين من الصف الأول، فبحكم الصعوبات المالية التي تعاني منها الفرق التونسية فإن نشاطها خلال سوق الانتقالات يكاد يكون منحصرا على لاعبين مغمورين وغير دوليين، إذ أن التعاقد معهم لا يكلف الكثير فضلا عن عدم وجود منافسة قوية من بقية الفرق سواء من أوروبا أو من دول الجوار.

وفي هذا السياق أوضح شكري الخطوي، مدرب الملعب التونسي الذي يضم في صفوفه خمسة لاعبين أجانب، أن سياسة الأندية التونسية ترتكز أساسا على التعاقد مع لاعبين شبان وغير معروفين، خاصة وأن هذه الأندية غير قادرة على دفع أموال طائلة لانتداب لاعبين من الدرجة الأولى.

وأضاف الخطوي في تصريحه لـ”العرب”، “يعتبر الدوري التونسي محطة عبور نحو الدوريات الأوروبية، لذلك فإن التعاقدات تشمل بشكل أساسي اللاعبين غير المعروفين أو الصاعدين، أما بالنسبة للاعبين الجيدين للغاية فإن قيمتهم في سوق الانتقالات لا تقدر عليها الأندية التونسية وغالبا ما يرفضون التنازل واللعب في الدوريات التي لا توفر عائدات مالية هامة للغاية.

صفقات فاشلة

تجارب الترجي الرياضي مع اللاعبين الأجانب استثنائية
تجارب الترجي الرياضي مع اللاعبين الأجانب استثنائية

أغلب الصفقات التي تبرمها الأندية الناشطة في الدوري الممتاز تكون فاشلة، فبحكم عدم وجود ضمانات سليمة بخصوص موهبة اللاعبين الأجانب الوافدين إلى تونس تنتهي هذه التجارب سريعا، وفي أغلب الأحيان يتم فسخ عقود عدد من هؤلاء اللاعبين قبل نهاية مدة العقد نظرا لمحدودية إمكانياتهم وضعف مستواهم وعدم قدرتهم على تقديم الإضافة والبروز.

فالملعب التونسي مثلا قام خلال بداية الموسم بالتعاقد مع عدد من اللاعبين من موريتانيا والبنين ورواندا لكن في منتصف الموسم تم فسخ عقودهم بعد التفطن إلى تواضع قدراتهم.

وفي هذا السياق أوضح الصحافي التونسي مروان بن سلامة لـ”العرب” أنه “للأسف فإن اللاعبين الجيدين والذين يملكون مهارات ومواهب لا يرقى لها الشك يترددون كثيرا للقدوم إلى الدوري التونسي، فأغلب الأندية لا تملك الأموال الكافية لإغراء نجوم الصف الأول، لذلك يقتصر الأمر على لاعبين شباب ومن حالفه الحظ وحقق النجاح فإنه يتطلع بعد ذلك إلى خوض تجربة في دوري أكثر تنافسية وقدرة على دفع أموال أكثر”.

الترجي استثناء

مجدي تراوي: وجود البلايلي وكوم وكوليبالي والهوني ساعدنا في تحقيق جزء من أهدافنا
مجدي تراوي: وجود البلايلي وكوم وكوليبالي والهوني ساعدنا في تحقيق جزء من أهدافنا

ربما يمكن وصف تجارب الترجي الرياضي مع اللاعبين الأجانب بأنها مختلفة واستثنائية، فأغلب أجانب هذا الفريق على مدار سنوات طويلة قدموا الإضافة وتركوا بصمتهم، أما في الموسم الحالي فإن فريق “باب سويقة” استفاد كثيرا من إضافة الأجانب.

فبوجود الجزائري يوسف بلايلي الذي يعتبر من أبرز نجوم الدوري التونسي الممتاز والكاميروني فرانك كوم الذي يصنفه البعض بأنه أفضل لاعب وسط في هذا الدوري إضافة إلى البوركينابي فوسيني كوليبالي، وجد الترجي الإضافة المرجوة من الأجانب ونجح في فرض هيمتنه قاريا في نهاية العام الماضي.

وفي منافساته المحلية والقارية هذا العام، فإن إضافة هذا الثلاثي إضافة إلى الوافد الجديد الليبي حمدو الهوني قد يقدر الترجي  على مواصلة بسط نفوذه وتحقيق مكاسب جديدة.

وما يمكن تأكيده بخصوص نجاح تجارب الترجي مع اللاعبين الأجانب أن إدارة هذا النادي وفقت إلى حد بعيد في انتقاء العناصر القادرة على تقديم الإضافة ووفرت السيولة المالية الكافية من أجل إقناع هؤلاء اللاعبين باللعب في صفوف الفريق.

وفي تعليقه عن إضافة اللاعبين الأجانب قال مجدي تراوي المدرب المساعد ضمن الجهاز الفني للترجي في تصريحه لـ”العرب” إن “وجود البلايلي وكوم وكوليبالي وكذلك الهوني ساعدنا كثيرا في تحقيق جزء من أهدافنا، وهؤلاء اللاعبين يعتبرون من ركائز الفريق”. وأوضح تراوي أن سياسة الترجي في سوق الانتقالات ترتكز أساسا على معاينة اللاعبين والتأكد من قدرتهم على الإضافة قبل أن يتم التعاقد معهم.

22