حصاد المنتخبات العربية بالدور الأول يعزز ثقتها للذهاب بعيدا في أمم أفريقيا

ما أظهرته المنتخبات العربية من نتائج إيجابية يتجلى في التشكيلة المثالية التي أعلن عنها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والتي أفصحت عن هيمنة عربية واضحة.
الخميس 2019/07/04
رهان الأرض والجمهور 

اختتمت منافسات دور المجموعات لبطولة الأمم الأفريقية المقامة في مصر حتى 19 يوليو، باكتمال عقد ثمن النهائي مع 16 منتخبا ستواصل التنافس على لقب النسخة الأكبر من البطولة. ورغم أن منافسات هذا الدور حملت العديد من المفاجآت، بين الإخفاق والنجاح، إلا أن هناك إجماعا على الحصيلة الإيجابية التي حققتها المنتخبات العربية باستثناء الأداء الباهت الذي ظهر به منتخب تونس.  

القاهرة- بخلاف التوقعات التي كانت مرسومة قبل بداية البطولة، لم تكن لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، أي تأثير سلبي ملموس على مستوى البطولة وحجم الإثارة والندية في مبارياتها.

وشدّت الحصيلة المشرفة للمنتخبات العربية المشاركة الأنظار في منافسات الدور الأول. وتمكنت أربعة منتخبات من أصل خمسة مشاركة من حجز بطاقاتها للدور الثمن النهائي، وجاءت منتخبات المغرب والجزائر ومصر في المراكز الأولى ما عدا تونس التي تأهلت في المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات.

ويتجلى ما أظهرته المنتخبات العربية من نتائج إيجابية في التشكيلة المثالية التي أعلن عنها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الأربعاء، والتي أفصحت عن هيمنة عربية واضحة وذلك بتواجد سبعة لاعبين عرب بينهم النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنكليزي. ونشر الكاف التشكيلة المثالية عبر حسابه الرسمي بموقع شبكة التواصل الاجتماعي. وضمت التشكيلة، محمد الشناوي وأحمد حجازي وأحمد المحمدي ومحمد صلاح من مصر والكاميروني يايا بانانا والثنائي الجزائري رياض محرز وإسماعيل بن ناصر والمغربي أشرف حكيمي والسنغالي ساديو ماني والغاني جوردان آيو وكاروليس أندريا ماستينور لاعب مدغشقر.

وفرضت منتخبات شمال القارة الأفريقية نفسها كرقم صعب في الدور الأول. وهي منتخبات مصر، المغرب، والجزائر التي تأهلت إلى ثمن النهائي بقاسم مشترك: علامة كاملة من ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، وشباك نظيفة لكل من محمد الشناوي (مصر)، ياسين بونو ومنير الكجوي (المغرب)، ورايس مبولحي (الجزائر).

وعلى صعيد التهديف، كان المغرب بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رونار الأكثر تحفظا بين المنتخبات الثلاثة، واكتفى بهدف في كل مباراة، لكن ما يشفع لأسود الأطلس هو خوضهم منافسات “مجموعة الموت” الرابعة ضد ساحل العاج وجنوب أفريقيا وناميبيا.

إيهاب لهيطة: أغيري تعهد ببذل جهد إضافي للوصول إلى منصة التتويج
إيهاب لهيطة: أغيري تعهد ببذل جهد إضافي للوصول إلى منصة التتويج

وفي المقابل، أطلق المدرب الجزائري جمال بلماضي رباعيا استثنائيا في المقدمة يتمثل برياض محرز وسفيان فغولي ويوسف البلايلي وبغداد بونجاح، في أداء مهيمن لقي إشادة رئيس الاتحاد المصري هاني أبوريدة الثلاثاء، باعتباره أن الجزائر هي الوحيدة التي تشارك بـ“فريقين” متساويين، في إشارة إلى دكة بدلاء توازي فعاليتها الأساسيين، بعد الفوز على تنزانيا 3-0 في الجولة الثالثة في مباراة أجرى فيها بلماضي تسعة تغييرات.

لكن علامة الاستفهام الأكبر لا تزال تحيط بتونس، الأفضل تصنيفا على المستوى الأفريقي بين المنتخبات العربية، والتي تأهلت إلى ثمن النهائي بصعوبة بثلاث نقاط فقط من ثلاثة تعادلات. وهو ما عبر عنه قائدها العائد يوسف المساكني بعد التعادل السلبي ضد موريتانيا، الوافدة الجديدة، “إن شاء الله ترجع لنا الروح”، مضيفا “لسنا راضين عن الأداء (..) ثمة أمور سنعمل على إصلاحها”.

كما شهدت فعاليات الدور الأول العديد من المباريات القوية وكان بعضها للمنتخبات التي تشارك للمرة الأولى أو تلك العائدة للظهور في المعترك الأفريقي، والتي استفادت من زيادة عدد المنتخبات في البطولة بداية من هذه النسخة (الثانية والثلاثون).

ويقر بعض المحللين بأن ارتفاع مستوى الإثارة والندية يعود إلى عملية الحسابات المعقدة التي سيطرت على معظم المجموعات خلال الجولة الثالثة من مباريات الدور الأول لاسيما مع الحاجة إلى تحديد أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست لمرافقة أصحاب المركزين الأول والثاني في كل مجموعة إلى الدور الثاني.

وكان لتأهل 16 منتخبا إلى الدور الثاني دور كبير في خلو الدور الأول من المفاجآت الثقيلة التي تتعلق بخروج أي من المنتخبات الكبيرة مبكرا، حيث اشتملت قائمة المتأهلين إلى الدور الثاني على جميع المنتخبات التي سبق لها التتويج باللقب بينما كانت معظم المنتخبات التي ودعت البطولة من الدور الأول من الفرق صاحبة المستوى المتوسط أو التاريخ المتواضع على الساحة الأفريقية.

ورغم تأهل جميع المنتخبات الكبيرة وخاصة تلك التي سبق لها التتويج باللقب إلى الدور الثاني، إلا أن فعاليات الدور الأول كشفت عن تراجع مستوى العديد من المنتخبات الكبيرة رغم امتلاكها ذخيرة من اللاعبين البارزين في معظم المراكز.

ولفت المنتخب المصري الأنظار بأدائه المتذبذب والمتواضع المستوى في العديد من الفترات وهو ما ظهر بصورة واضحة للغاية في مباراته الثالثة بالمجموعة أمام نظيره الأوغندي الذي كان الأفضل تماما على الأقل في الشوط الأول وعانده الحظ كثيرا قبل أن يحرز محمد صلاح هدف التقدم.

ولم يقدم المنتخب المصري خلال مباريات الدور الأول ما يليق بمستوى صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب (سبعة ألقاب) أو ما يرضي طموحات جماهيره التي احتشدت بعشرات الآلاف في المدرجات.

لكن مدرب منتخب مصر خافيير أغيري تعهد منتخب مصر بالظهور بشكل أفضل أمام جنوب أفريقيا. وقال إيهاب لهيطة مدير منتخب مصر للصحافيين، إن أغيري وعد بالتحسن ومعالجة الأخطاء أمام جنوب أفريقيا، السبت المقبل على ملعب القاهرة.

المغرب بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رونار كان الأكثر تحفظا بين المنتخبات الثلاثة، واكتفى بهدف في كل مباراة

وأضاف لهيطة “تعهد أغيري أمام وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (بعد زيارتهما لمعسكر المنتخب الثلاثاء) ببذل أقصى جهد من جانبه ومن اللاعبين، للوصول إلى منصة التتويج وإسعاد الجماهير”. وأشار إلى أن هدف المدرب المكسيكي هو “تحقيق اللقب بغض النظر عن تواضع الأداء في بعض الأحيان”.

لكن الفريق بدا قادرا على استغلال بعض الفرص التي سنحت له لتحقيق الفوز كما بدا معتمدا بشكل كبير على قوة خط الدفاع بقيادة أحمد حجازي وعلى عنصر النخبة الاحترافية الكبيرة في حسم المباريات من خلال الثنائي محمد صلاح ومحمود حسن (تريزيغيه).

ولم يكن المنتخب المصري هو الفريق الكبير الوحيد الذي قدم مستويات متذبذبة في الدور الأول بل ينطبق هذا أيضا على منتخبات الكاميرون وساحل العاج ونيجيريا وجنوب أفريقيا كما ينطبق بشكل أقل على منتخبي المغرب ومالي.

كما لم يظهر المنتخب التونسي (نسور قرطاج) بالمستوى المتوقع منه وتأهل الفريق للدور الثاني برصيد ثلاث نقاط فقط من ثلاثة تعادلات ليكون الوحيد مع منتخب بنين (ثلاثة تعادلات أيضا) من بين المتأهلين الـ16 للدور الثاني الذي لم يحقق أي فوز في مجموعته بالدور الأول.

22