يوجد من يحتكرون الثواب والأجر. يعتقدون أن كمية الثواب التي يمكن أن يجود بها الله محدودة وأن عليهم الاستئثار بالقسط الأعظم منها. يتصرفون وكأن أي أجر يصيبك إنما ينقص من حصتهم.

الجبناء الهيابون يجلسون في البيت ويقرأون كتبا بينما الشجعان يرقصون في الـ"ديسكو" ويجوسون خلال المسارح والبارات.

هناك الضحك الغبي الذي لا يؤسس له سوى كراهية من يُشتم. شتيمة خالصة لا ذكاء من خلفها ولا نكتة لكنها تفجر الضحكات وتثير الإعجاب.

الأفكار لا تنضج ولكنها تبث آنيا وتظهر أوتوماتيكيا، تقرأ الخبر أو المقال وتقرأ معه سيلا من اللغو والتفاهة المبرحة بل وأنواعا من السباب والشتائم.

الغوغاء الليبراليون عندنا يكتفون من التحرر والتسامح بشرب المشروبات من الزجاجة مباشرة والكوكاكولا من العلبة دون قدح.

في الزمن الجميل منذ آلاف السنين كان الناس يكتبون على الحجر، اليوم يكتبون على الورق وهو خفيف وسهل الحمل ولا يتجاوز وزن الصفحة الغرام أو الغرامين.

في الظلام ومع التنفس البطيء تمر الدقيقة مرور عشر دقائق، ربما هو الملل، ولكن ما العيب في الملل إنه يطيل العمر.

في أوروبا اليوم تحولت مشاعر الكراهية لدى السيد الأبيض من السود إلى المسلمين، ومن استقرت في وجدانه القنانة يكره ما يكرهه السادة.

الناس تحمل ألبوماتها في جيوبها ويشهرونها في وجهك وأنت في مقهى تريد أن تخلو إلى نفسك وتحتسي قهوتك.

من يريد أن يرى بلدا فليسافر في قطاراته. الجلوس فيه يتيح سماع الناس والنظر إليهم وتخمين مقاصدهم بل ومحادثتهم.

في لندن تستقل تاكسي وبينك وبين السائق جدار من زجاج، تمضي بسيارة الأجرة من بيتك إلى محطة القطار وتغادر التاكسي دون أن تكون محملا بحكاية.

الجبن في بلاد العرب ليس الجبن في أوروبا، بل إنه يختلف مذاقا وطريقة صنع بين مدينة وأخرى في البلد نفسه.

صدمة جو آخر وثقافة أخرى وملابس مختلفة وعادات لم تهيئك لها الأربع ساعات من الجلوس في الطائرة للانتقال من لندن إلى القاهرة.

عنده العدة من فرشاة وصابون حلاقة وأمواس وحمام وباب مغلق، لكن هناك شيئا ناقصا: شعر الوجه، ليس عنده شوارب أو لحية. لكن هذا لم يفل من عزمه فحلق حاجبيه.

في بلادنا، الرغبة محذوفة من قائمة متطلبات أي مهنة. عندنا لا يصبح المرء أمين مكتبة برضاه وتخطيطه، إنما هي الظروف والمعدل النهائي في الثانوية العامة.

السياح مجموعة وظيفية بشرية مثل المحامين أو حتى المماليك، صنف آدمي له منظومته الذوقية والأخلاقية والسلوكية.

البحار تمنح كوكبنا الجميل لونه الأزرق المتميز. أتمنى التوفيق والنجاح للبحار والمحيطات على كافة الأصعدة لكني أنصح بالابتعاد عنها وتركها للبواخر والسمك.

المغترب فيه حنين دائم لوطنه ولا يحمله معه كما يقولون، ويستعد لزيارة الأحباء ويترقب وصولهم ويراجع معلوماته عن بلد الإقامة في انتظار أن يقص عليهم ويفرجهم.