فترات الازدهار لا نعرفها إلا بصيغة الماضي وقد مرت وتجاوزتنا ونحن لا ندري. وأول ما ندخل مرحلة الضيق تتسابق النشرات والصحف على اطلاعنا على الوضع السيء بنبرة متشفية.

في إنكلترا قد يجلس رجل إلى جانبك في الحافلة ويفتتح حديثه بحكمة خالدة.. فتؤمن على قوله بهزة رأسك هزة العارف الفاهم العميق.

الكراهية ليست أساسا لصداقة أنا وفرانسوا هولاند نكره داعش لكنك لن تراني أبدا أجالسه في مقهى أو في مطعم.

الشيء موجود قبل اسمه. يقام الشيء ثم يوضع له اسم. ولهذا تعترضنا كلمات في لغات أخرى لا نستطيع ترجمتها إلى لغتنا لأنها تدل على شيء لا نعرفه في ثقافتنا وليس عندنا كلمة له.

الراحل جبرا إبراهيم جبرا.. كان خصما شديدا لإشهار المعارف، وإذا قلت له إن نيوتن هو أعظم رسام من القرون الوسطى لقال “حقا؟ لم أكن أعرف ذلك”.

تعرف الغربيون للمرة الأولى في حياتهم مرتبة الحذاء كسلاح يهين من يتلقى ضربته. أذكر أنهم في البداية كانوا يعاملونه كقذيفة موجعة وكانوا لا يعرفون الفرق بين الرمي بالحذاء والرشق بساعة الرسغ.

الوطن يأخذ تعريفه الجغرافي بعد بحث وارتحال لا يفرق كثيرا عن البحث عن بقعة غير مشغولة على البلاج في الإجازة.

هذا زمن القراءة والكتابة على نطاق واسع وطيلة اليوم لكنه زمن قراءة عبارات بليغة خالدة مثل “مايا راحت للحلاقة قالت تعمل نيو لوك. لول. هههههههههههههههههه”.

نحن مبرمجون منذ الطفولة لنكون مسحورين بالملوك والأميرات، هذا الحشد من الطبقة العليا لا يشكل مادة الأحلام وحسب بل يشكل مادة ما هو أحلى من الأحلام، إنه مادة النعاس.

الدب القطبي لا ينتج شيئا في الفن ولا يثري حياتنا بقصيدة أو أغنية أو لوحة أو حتى مناظرة بسيطة. لا ينتج سوى المزيد من الدببة.

في دول الخليج التي تنفق الملايين على الطرق والمولات التجارية وضروب الكوستا والستار باك وإشارات المرور وتخطيط الطرق يظل عبور الشارع مخاطرة مخيفة.

الجدة الراوية لا ينبغي أن تكون لها مدونة. والشاعر يضع شعرا عذبا يكتبه في ورقة يدسها في يد حبيبته. وبهذا نتكتم على الإبداع ونحفظ له خصوصيته.

النظارة يتطلب وضعها على العين توفر أجزاء أخرى من الوجه، أجزاء يفترض أنها غير ذات علاقة هي تتطلب وجود أذنين أولا وأنفا ثانيا.

لوم الضحية يذهب إلى أبعد من ذلك ويجعل الضحية سواء كانت بنتا ترتدي بنطلونا ضيقا أو رجلا يحمل هاتفا في جيبه مسؤولا مسؤولية كاملة عن الجريمة.

إنسان عصر الكهوف كان يتنقل برشاقة ولا يأكل إلا منتجات عضوية خالية من كل المواد الحافظة وأصباغ الطعام والمسرطنات والمبيدات.

الإعجاب بدعوات القتل والشر يجعلنا نتوسم البلاغة والجمال. أحاول أن أتذكر خطبة ليس فيها شر أو ترويع أو على الأقل شتيمة للمستمع ولا أستطيع أن أتذكر. لم نحفظ كلاما جميلا وإنسانيا.

اللياقة في الحديث وفي التعبير راحت تضمحل في القرن الحادي والعشرين بسبب التطور في وسائل الاتصال.

الحكومات والمسؤولون عندنا سعداء بهذا، الشعب المنشغل باقتصاد الطاقة وبأسباب انهيار الإمبراطوريات وتراجع سعر الين، شعب مريح ولا يناكف الحكومة.