حجر نيزكي يحتفظ ببقايا نجوم أقدم من الشمس

شيكاغو - قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم اكتشفوا أقدم مادة على الأرض يتم التحقق منها حتى الآن.
وأوضحوا أن عمر ما يعرف بالحبيبات قبل الشمسية التي تعود لنيزك مورشيسون، يُقدر بنحو خمسة إلى سبعة مليارات سنة، مما يجعلها أقدم من الأرض وأقدم من النظام الشمسي كله.
وأضاف الباحثون تحت إشراف فيليب هيك، من متحف “فيلد ميوزيم” الأميركي في شيكاغو، أن الشمس نشأت قبل نحو 4.6 مليارات سنة، في حين نشأت الأرض قبل نحو 4.5 مليارات سنة. ويمتلك متحف فيلد ميوزيم منذ خمسة عقود جزءا من هذا الحجر النيزكي الكبير الذي سقط في سبتمبر 1969 في بلدة أسترالية.
وعثر العلماء في داخل هذه العينة على حببيات من نوع غير معروف، على الأرجح سابق لتشكل الشمس لكنهم لم يتمكنوا من تأريخها.
وأكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يدل على أنه كانت هناك قبل نحو سبعة مليارات سنة مرحلة من الإنتاج المكثف للنجوم، في الجزء الذي نعيش فيه من مجرة درب اللبانة. وأوضحوا في بيان لهم أن “هذه المواد هي أقدم مواد صلبة يتم العثور عليها حتى الآن”، مشيرين إلى أن هذه المواد “تذكر لنا كيف نشأت النجوم داخل مجرتنا”.
واستخدم الباحثون لتحديد عمر الحبيبات الدقيقة، طريقة جديدة، حددوا من خلالها نسبة نوع معين من غاز النيون الخامل، حيث ينشأ نظير النيون 21 بهذه المادة من خلال تفاعل متبادل مع ما يعرف بالإشعاع الكوني، وهو ما يعني به علماء الفلك.
واستطاع الباحثون تحديد عمر الحبيبات الدقيقة اعتمادا على رصد مدى تكرار نيون 21 في 40 حُبيبة. وتبين للباحثين من خلال ذلك أن بعض الحبيبات كانت معرضة على مدى ما يصل إلى ثلاثة مليارات سنة للضوء الكوني، وذلك قبل أن تدخل ضمن النيزك عند نشأة نظامنا الشمسي، ويتم الاحتفاظ بها داخل النيزك.
كما عثر الباحثون وبشكل مفاجئ على الكثير من الحبيبات الشابة، نسبيا، والتي نشأت قبل أقل من 300 مليون سنة من ميلاد النظام الشمسي.
ووفقا للباحثين، فإن ذلك يؤكد النظرية التي مفادها أن مجرة درب التبانة لم تنتج نجوما بوتيرة ثابتة. ويسمح التأريخ الجديد بتأكيد نظرية فلكية تشير إلى حدوث فورة ولادات نجوم قبل تشكل الشمس.