جيل الألفية يعاني الشيخوخة في سن مبكرة

لا يغيب ذكر الأمراض النفسية والعصبية عن لائحة الأسباب عندما يتعلق الأمر بدراسة الظواهر الاجتماعية التي تتصل بالشباب والمراهقين، فهي دافع قوي نحو الانتحار والانحراف والعنف والتطرف والإدمان والعزلة والجريمة وغيرها، وتؤكد غالبية البحوث التي تتخذ من الشباب عينة درس أن جيل الألفية بات أكثر عرضة للأمراض النفسية من الأجيال السابقة.
تونس – يلاحظ كل من يجوب الشوارع التونسية في جميع الأوقات وجوه الشباب التي تبدو غاضبة أو حزينة أو متشنجة، ولا يمكن أن تمر من أحد المقاهي التي تعد مكانا للترفيه ومقابلة الأصدقاء بالنسبة للشبان والفتيات في المدن التونسية ولا ترى غالبيتهم يدخنون بشراهة أو يأتون سلوكيات في الفضاءات العامة تظهر تشنجهم وغضبهم وحتى في أحاديثهم تجدهم يتعمدون استعمال ألفاظ تنم عن العنف، وعبارات بذيئة تشي بالطاقة السلبية والغضب الذي يعتمل في دواخلهم.
وكشفت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية أن الإحباط بات يسيطر على المناخ العام في تونس، وأن الشبان والمراهقين التونسيين أصبحوا أكثر تشاؤما وأن اليأس والشعور بفقدان الأمل في النجاح سواء في الدراسة أو العمل وكذلك ضغط الأوضاع الاقتصادية وصعوبة الظروف الاجتماعية بالتوازي مع نسب مرتفعة من البطالة والفقر وانسداد الأفق، جميعها عوامل جعلت من فئة الشباب أكبر المتضررين من الأوضاع المعيشية الصعبة وهم بذلك أكثر من يعانون من الأمراض النفسية التي صارت تصيبهم في سن مبكرة.
أرقام مفزعة
دقّت الإحصائيات والأرقام الصادرة عن الجهات الحكومية في تونس ناقوس الإنذار نظرا للارتفاع المطرد في السنوات الأخيرة في معدلات الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وأكد مستشفى الرازي الحكومي للأمراض النفسية والعقلية أن معدل الإيواء وصل إلى 8 آلاف مريض بعد العام 2011، ليرتفع هذا الرقم إلى 9400 حالة خلال العام 2019. وأكدت تقارير لوسائل إعلام محلية أن هذا الارتفاع طال فئتي المراهقين والشباب من كلا الجنسين.
وتجدر الإشارة إلى أن المرضى الذين يتم إيواؤهم في المستشفى عادة ما يكونون في درجات متقدمة من المرض النفسي، وبلغوا مرحلة الخطورة على أنفسهم وعلى عائلاتهم ومحيطهم الاجتماعي ومن بينهم شباب ومراهقون. وخلال العام 2018 قدّر عدد المرضى الذين زاروا مستشفى الرازي بأكثر من 100 ألف مريض نفسي. وكشفت البيانات التي نشرها المستشفى أن الاكتئاب يأتي في صدارة لائحة الأمراض النفسية والعقلية التي يعاني منها التونسيون.
وتحتل تونس المرتبة 102 في مؤشر السعادة عالميا، وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة إلى أن قرابة 30 في المئة من السكان مصابون باضطراب نفسي و40 في المئة من المرضى يعانون من أمراض عضوية ناجمة عن مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
كما كشفت اللجنة الطبية لمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية العام الماضي عن زيادة في عدد المرضى الذين يلجأون إليها طلبا للعلاج من حالات نفسية مستعصية أو للتخلص من الإدمان وخاصة على المخدرات.
الكثير من الشباب والمقربون منهم لا يدركون الطريقة المثلى لمساعدتهم ومؤازرتهم ومحاولة إخراجهم من الحالات النفسية الصعبة التي سيطرت عليهم
وعلق رئيس اللجنة فتحي ناصف بأن هناك زيادة غير مسبوقة في طلب العلاج النفسي في العيادات الخارجية للمستشفى، فضلاً عن زيادة في طلبات الإيواء والإقامة مشيرا إلى أن هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع وتيرة الضغوط وطغيان مشاعر الإحباط التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية معقدة قد يصعب التعافي منها حتى عند تلقي العلاج.
وبلغ عدد حالات الانتحار ومحاولة الانتحار المسجلة خلال السداسي الأول من عام 2019 حوالي 146 حالة 70 في المئة منها للذكور و30 في المئة للإناث وذلك وفق ما أفادت به المنسقة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية نجلاء عرفة، وأوضحت أن الذكور أكثر الفئات عرضة للانتحار خصوصا بالنسبة للشريحة العمرية بين 26 و35 سنة تليها الفئة العمرية من 36 إلى 45 سنة.
وأشارت إلى تعدد أسباب الانتحار أو محاولة الانتحار منها بالخصوص هشاشة الوضعية المهنية والبطالة والمشاكل الأسرية والضغوط النفسية.
ويرى خبراء علم النفس الذين اهتموا بدراسة ظاهرة الانتحار عند الشباب أنهم يصلون إلى حالات متقدمة من المتاعب النفسية والاضطرابات العقلية دون أن يجدوا من يساعدهم وأحيانا يعيشون معاناتهم في صمت ولا يتفطن المحيطون بهم إلى وصولهم مرحلة التفكير في الانتحار، جراء اليأس بعد الفشل في الدراسة أو عدم إيجاد عمل فيسيطر عليهم اليأس ويفقدون الأمل في المستقبل ويبدو لهم في تلك الوضعية أن وضع حد لحيواتهم هو الحل الأفضل.
وتؤكد الدراسات التحليلية أن الشباب من الذكور يقدمون أكثر من البنات في نفس أعمارهم على الانتحار نظرا لأنهم يتمتعون بجرأة أكبر لأخذ هذا القرار وأن الأضواء مسلطة عليهم خاصة في ما يهم العمل، فالشاب يظل بنظر العائلة والمجتمع هو رجل المستقبل المطالب بكسب رزقه ليؤسس لمستقبله ويخطط للزواج، أما الفتيات فإن الكثير من الأسر التونسية تقبل بأن يبقين عاطلات عن العمل في انتظار زوج المستقبل.
ضغوط من كل النواحي
يجمع الخبراء والباحثون أن الأمراض النفسية صارت تصيب الشباب في وقت مبكر من العمر موضحين أن الكآبة والقلق والعصبية والافتقار إلى النوم المثالي، والتي عادة ما تصيب الإنسان في مراحل متقدمة من العمر، باتت تسبّب للشباب العديد من الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية بسبب طبيعة الحياة الجديدة وانعدام الفرص والفشل في الحصول على عمل والشعور بالقهر ما يجعلهم عرضة لأمراض لا تتناسب مع أعمارهم.
وتقول الستينية سعاد وهي أم لشابين أحدهما عاطل عن العمل “عندما أنظر لولديّ وهما في الثلاثينات من العمر يخيل لي أنهما اقترب من الخمسين، فالشيب يكسو رأسيهما، وملامحهما تبدو أكبر من أعمارهما الحقيقية”، وتضيف الأم لـ”العرب”، “كلاهما يشعر بحالة من اليأس؛ الأصغر سنا عاطل عن العمل ويعتمد على والده في تأمين مصروفه اليومي، رغم أنه حاصل على شهادة علمية إلا أنه لم يجد فرصة عمل مناسبة وبأجر مقبول”.
وبالرغم من أن الابن الثاني لسعاد يعمل في شركة خاصة إلا أنها تؤكد أن وضعه المادي والنفسي لا يختلف كثيرا عن شقيقه كون راتبه لا يمكنه من الادخار أو من التفكير في الزواج وتكوين أسرة. وتؤكد الأم أن ما يعيشه ابناها ليس حكرا عليهما فجل أقرانهما يمرون بنفس الظروف ويعانون اليأس والتشاؤم بل أحيانا أكثر منهما، وتقول “أبناء أختي مثلا باتوا مدمنين على الكحول والمخدرات وحاول أحدهم الانتحار بعد مغادرته مقاعد الدراسة وفشله في الحصول على عمل”.
ويرى عبدالحميد بن حمادي المختص في علم النفس أن العصر الراهن يتسم بازدياد منسوب التوتر بشكل ملفت للانتباه، ويعتبر أن الشباب كان الضحية الأولى لذلك باعتباره الشريحة الأضعف في المجتمع، فهو يتكبد قلق الحاضر بما يحتويه من أزمات سياسية واقتصادية تضيق عليه فرص العمل وتجعله فريسة للبطالة والعوز مما يضاعف لديه الإحساس بالقهر والاحتياج.
الإحباط بات يسيطر على المناخ العام في تونس، فالشبان والمراهقون أصبحوا أكثر تشاؤما بالتوازي مع ارتفاع نسبة البطالة والفقر وانسداد الأفق
ويتابع بن حمادي في حديثه لـ”العرب” أنه “لا يخفى علينا أن احتدام هذه المشاعر السلبية لدى الشباب خلق لديهم ما يسمى اليوم بأمراض العصر مثل الاكتئاب والتشنجات العصبية إضافة إلى الأمراض النفسية الجسمانية المتأتية أساسا من حدة التوتر الناتج عن عدم القدرة على التوافق مع الواقع”.
ويضيف المختص النفسي أن “قلق الشباب على المستقبل وعدم وضوح الرؤية يعتبران مصدرا أكيدا للإصابة بمثل هذه الأعراض باعتبار أن هذه الضغوط كفقدان الأمن المالي وعدم القدرة على مواجهة ضغوطات الحياة ومتطلباتها من شأنها أن تضاعف من حدة الانفعالات المسؤولة أساسا على الأمراض النفسية، والتي كانت تصيب في ما مضى شريحة عمرية متقدمة في السن ولاعتبارات أخرى أشد انفعالية، أما وقد ارتفع منسوب الضغط والتوتر في مجتمعاتنا الحالية فإننا لم نعد نستغرب ظهور مثل هذه
الأزمات النفسية لدى جيل المراهقين والشباب”.
وتتّفق فاطمة (48 سنة) مع المختص النفسي في أن الشباب من جيلها لم يكن يعاني من المتاعب والأزمات الصحية النفسية في سن مبكرة مثل شباب اليوم. وتوضّح لـ”العرب” قائلة “يبدو أن جيل الشباب السابق لم يعرف نفس الضغوط والأحاسيس التي يعيشها شبان اليوم، فنحن عرفنا كيف نتعامل مع متاعب وتقلبات الحياة”.
وترجع فاطمة الاختلاف بين جيلها وجيل اليوم إلى التربية معتبرة أن جيلها تربى على الصبر واستطاع أن يحوّل التجارب الفاشلة إلى حافز للنجاح لكن شباب اليوم هم جيل العولمة المدلل والذي سهلت عليه التقنيات الحديثة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الحصول على كل ما يريد حتى المخدرات وهي من أهم أسباب الحالات النفسية المضطربة التي أصبحنا نلاحظها على الشباب في المجتمعات العربية.
غياب الوعي
الكثير من الناس لا يدرك خطورة المشكلات والضغوط التي يعيش تحت وطأتها جيل الشباب ويركز الكبار في الكثير من الحالات على اتهام هذا الجيل بالضعف والدلال المفرط واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية وغيرها، وبالتالي لا يتفاعل محيط الشاب الذي يمر بأزمة نفسية معه بشكل إيجابي ما يجعله يشعر بالضياع والإهمال فتوقعه متاعبه النفسية في العديد من المخاطر بدءا بإيذاء الذات وصولا إلى إيذاء الآخر.
وبالرغم من الدلائل والقرائن التي عرضتها العديد من الدراسات مؤكدة أن العوامل والدوافع التي تتسبب في وقوع شباب اليوم ضحية للأمراض النفسية والعصبية الخطيرة، قوية ومتعددة ومتنوعة إلى درجة يصعب حصرها أو التصدي لها فإن الوعي بخطورتها في المجتمعات العربية ما زال ناقصا، وهو ما يجعل الشباب يسقط في العديد من السلوكيات المتطرفة والعنيفة والمنحرفة أمام عجز محيطه الأسري والاجتماعي وكذلك الدولة على علاجه وانتشاله من واقعه المرضي.
ويعتبر الباحث في علم الاجتماع طارق بالحاج محمد أن “جيلا برمّته يتكون اليوم من المراهقين والشباب يجد نفسه ضحية ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هشة وخارج منظومات الدراسة والحماية والاقتصاد، جيل يواجه وحيدا الحياة بصعوباتها وتعقيداتها ويواجه المجتمع بكل قسوته وأمراضه، فليس من الغريب إذن أن يجد نفسه إما ضحية إحدى وضعيات التهديد أو أحد المتسبّبين فيها”.
ويوضح بالحاج محمد لـ”العرب”، “الظروف الاستثنائية والاستقالة العائلية والآفاق المستقبلية الغامضة كلها عوامل تجعل من شبابنا إما ضحية الانحراف والشذوذ أو ضحية الجريمة أو الإرهاب أو الأمراض النفسية الخطيرة. وضعية تعكس أزمة مجتمع وواقع مأزوم لجيل يرزح تحت وطأة الإحساس بالضياع وسوء الاندماج والتهميش وغياب الأمل وضعف الإحساس بالانتماء والأهمية والرغبة الفردية والجماعية للهروب من مواجهة الواقع وصعوباته وتعقيداته”.
ويصف المختص في علم الاجتماع الشباب بأنهم “أشخاص في مقتبل العمر ولكنهم يعانون من الألم والحرمان والتوتر والتعاسة بشكل لا نقدر نحن الكهول على تحمله، فما بالنا بهم وهم فئة هشة على جميع المستويات، وحين لا يجدون منفذا ينفجرون في وجه المجتمع”.
وتتحدث رنا رحايمي (23 سنة) حاصلة على شهادة جامعية وعاطلة عن العمل عن تجربة عايشتها لإحدى صديقاتها كانت ضحية للاكتئاب إلى درجة أنها أصبحت اليوم وحيدة وانفض جميع الأصدقاء من حولها وتقول لـ”العرب”، “بعد أن أنهينا التعليم العالي أصبحت وصديقتي من بين الشباب العاطل عن العمل. أنا واصلت البحث عن عمل رغم صعوبة ذلك وأصبحت أتعايش مع الفشل في إيجاد فرصة مناسبة لي بينما صديقتي اعتكفت في البيت ولم تتقبل البطالة وسيطر الروتين على حياتها اليومية بجانب الحرمان وقلة ذات اليد وأصبحت ترفض التواصل مع الجميع إلى أن قاطعتها بدوري”.
واعتبر الطبيب الذي باشر حالة الفتاة أنها تعيش حالة متقدمة من الاكتئاب الحاد الذي قد يوصلها إلى عاقبة وخيمة، وفق رنا، التي تابعت أن صديقتها “باتت لا تحتمل، فهي دائما حزينة ولا تهتم بأي شيء ولا تستطيع التمتع بوقتها مع عائلتها أو مع أصدقائنا، وأحيانا تقول إنها تشعر بالذنب وإنها تعاني من اضطرابات في النوم وفقدان الشهية كما أن الإحساس بالتعب والقلق وضعف التركيز لا يفارقها. ومؤخرا، أصبحت ترفض حتى التواصل معي ومع كل المحيطين بها ولم تعد ترغب حتى في التحدث والإفصاح عما تشعر به إلى أن باتت لا تحتمل وانفض من حولها الجميع”.
وترى الأخصائية في الفنغ شوي والتنمية البشرية رحاب بوسنينة أن كثرة الضغوط المادية والاجتماعية على الشباب في وقتنا الحاضر خلقت لديه شعورا دائما بالقلق والتوتر وأحيانا اليأس. وتقول لـ”العرب”، “الشباب اليوم يفتقر لمراجع قيمية واضحة يرجع لها عند الحاجة. ووسائل التواصل الاجتماعي خلقت نوعا من فوضى المفاهيم لديه أوصلته بدورها إلى دوامة من الشكوك. كما أنها تسوّق لنمط حياة استهلاكي جعل الشباب يعاني من حالة إحباط ناتجة عن عدم التوصل إلى تحقيق التوازن المادي خاصة في ظل البطالة المنتشرة وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة على المستوى العالمي”.
وأضافت بوسنينة “لا ننسى الوضع السياسي المتأرجح على المستوى الوطني والعالمي والآفات والأمراض الغريبة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، فكل هذا أدى إلى بروز علامات شيخوخة مبكرة لدى الشباب ونلاحظ بالعين المجردة ظهور الشيب الكثيف وتساقط الشعر لدى الفئة العمرية بين ثمانية عشر وأربعين سنة، كما أن أمراضا مثل ضغط الدم والسكري أصبحت مألوفة لدى شبابنا وارتفعت حالات الأمراض العصبية وحتى ظاهرة الجنون بين صفوف الشباب”.
وترجع المختصة في التنمية البشرية هذه الظواهر إلى تفشي الضغوط والفوضى في محيط الشباب وكذلك فقدان الأمل والدافع لمقاومة الضغط اليومي. كما أن الطب في شكله الكلاسيكي لم يعد كافيا نظرا لأن الإشكال نفسي بالأساس مما يجعلنا نتجه نحو أساليب جديدة للتخلص من هذه المظاهر مثل التأمل وعلم الطاقة والتنمية البشرية التي تعمل على إعادة ترتيب الوسط المحيط بالإنسان وإعادة زرع الأمل والتفاؤل في نفسه.
وتحفز التقنيات العلاجية الجديدة التي تروّج لها التنمية البشرية الإنسان لخلق آليات جديدة للتعامل مع التحديات اليومية وتخلق لديه أرضية صلبة ينطلق منها لمقاومة النسق السلبي العام.
ولا يدرك الكثير من الشباب ولا المقربون منهم في محيطهم العائلي والاجتماعي الطريقة المثلى لمساعدتهم ومؤازرتهم ومحاولة إخراجهم من الحالات النفسية الصعبة التي سيطرت عليهم، وهو ما يجعل حالتهم تتفاقم وقد تنهي حيواتهم في وقت مبكر. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد من الشباب أنفسهم من يحاول السيطرة على أزماته النفسية ويتجاوزها بأخف الأضرار.