جيش أوروبي مشترك: فكرة لن تتجاوز سقف الطموحات

برلين – تسعى دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الحالية إلى إنعاش الاتحاد وإظهاره أكثر تماسكا، عبر تعزيز التعاون في مجال سياسات الأمن والاستخبارات والدفاع، لمواجهة تحديات باتت غير تقليدية عبر الجبهة الشرقية إلى جانب تهديدات المقاتلين الأجانب من الداخل وموجات اللاجئين.
دعا رئيسا حكومتي المجر وتشيكيا يوم 26 اغسطس 2016 إلى إنشاء جيش أوروبي مشترك، وذلك خلال لقاء عقداه في وارسو مع المستشارة الألمانية ميركل ونظيريهما البولندي والسلوفاكي.
ومن المقرر أن تبحث قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في براتيسلافا يوم 16 سبتمبر 2016، مستقبل أوروبا من دون بريطانيا وستبحث أيضا أزمة الهجرة وقضية معارضة دول أوروبا الشرقية لنظام الحصص لاستقبال المهاجرين.
ويعتقد أليكسي موخين، رئيس مركز المعلومات السياسية، أن بروز فكرة إنشاء جيش ذاتي للاتحاد الأوروبي يأتي نتيجة الضغوط الأميركية على الاتحاد لنشر قواعد جديدة لحلف شمال الأطلسي في الأراضي الأوروبية. ويرى الشركاء الأوروبيون أنه من الأفضل أن تخصص نفقات تعزيز قوة الناتو ، وهذا ما تؤكده قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
|
وترجع بعض الأطروحات فكرة إنشاء جيش أوروبي إلى عدم رغبة وقدرة دول أوروبا على تلبية طلبات واشنطن بتحقيق زيادة تمويل قواعد الناتو وعديد وحداته.
تتنزل فكرة تشكيل جيش أوروبي موحد أيضا ضمن المساعي لمواجهة التهديدات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي على مستوى إستراتيجي، أبرزها الخلافات مع موسكو حول مسألة أوكرانيا وضم جزيرة القرم.
لكن تجارب دول الاتحاد الأوروبي، ربما تأتي عكس تلك الطموحات، فقد فشلت أوروبا سابقا في إيجاد سياسات موحدة إزاء موجات اللاجئين وحماية الحدود ومحاربة المقاتلين الأجانب.