جمهوريه إيران الديمقراطية
تشكل كل من إيران ودول الخليج العربية والعراق ما مجموعه 63 بالمئة من الاحتياطي النفطي العالمي، أضف إلى ذلك الغاز والمعادن والموقع الاستراتيجي الأهم عالميا وإرث حضاري وثقافي وجيل من الشباب يتوق إلى أن تتطور منطقته التي غيّبت لعقود في ظلام الحروب والجهل والبطالة والتغول الديني وحروب الوكالة واستنزاف ثرواتها وطاقات أبنائها في حروب قذرة وقودها البشر والثروات.
كل الحروب التي شهدتها المنطقة سببها الولي الفقيه، ذلك الجسم الغريب على إيران والغريب على دول الخليج والغريب على ما مجموعه 154 مليون نسمة، هم عدد سكان الخليج وإيران والعراق يشكل منهم الشباب ما نسبته 61 بالمئة، ألا تعطيهم هذه النسبة حق بناء مستقبل المنطقه بعيدا عن أيديولوجيات جيل ناهز الثمانين كل إنجازه تمثل في زراعة كره طائفي بسبب خلاف سياسي حدث قبل 1400 سنة لا يعنينا اليوم، وموروث ديني أكثر من نصفه مغالطات لا يقبلها العقـل ولم يصدق بها النقل واستنزاف لثروات أوطاننا وإهدارها في حروب عمقت العداء والكره والطائفية، وبنت منابر للقذف والسباب ووصم الآخر بأقذع الكلمات.
كل هذه الأسباب تجعلنا نعبد من جديد طريق الحرير وتجعلنا نقف مع المعارضة الإيرانية ونقول لها أهلا بفارس الحضارة والعلم والفنون والإبداع والجمال. كل هذه الأسباب تدعونا لأن نحول حوض الخليج إلى حوض تنمية وسلام وننزع منه الألغام التي زرعتها إيران الخمينية على مدى أربعة عقود صدّرت فيها مبادئ العبودية والطائفية والحروب بالوكالة، ويُتّمَ فيها الأطفال ورملت فيها النساء وأبيد الرجال واستنزفت الثروات من أجل فكر طائفي قذر اتخذ من الدين ستارا ومن رجال الدين أنبياء معصومين وكلاء عن الرب القدير، جنته لمن ولاهم وناره لمن خالفهم الرأي.
أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه جسورا تربط دول الخليج بالعراق وبالجمهورية الإيرانية الديمقراطية. أتطلع إلى اليوم الذي ينطلق فيه قطار التنمية والسلام في كل المحطات من أصفهان إلى تكريت، ومن جدة إلى أبوظبي إلى الكويت والبحرين، ولكن هل نستطيع تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس وحكومة الولي الفقيه تبني المفاعلات النووية لكي تدمر ما لم تستطع تدميره بالقنبلة الدينية؟
هل نستطيع تحقيق حلمنا ومازالت بيننا أقوام تنادي يا لثاراث علي ومعاوية؟ هل يتحقق حلمنا وبيننا أصوات تتعالى بالطائفية والعنصرية وتحتكم إلى أفكار رجعية نبذتها العولمة وتجاوزها المجتمع المدني.
هل نحقق هذا الحلم وبعض دولنا لا تمتلك البنيه التحتية المتمثلة في المجتمع المـدني وحقوق الإنسـان وحقوق المرأة وحرية الفكر والمعتقد؟ هل فاقد الشيء يعطيه؟
إن حلمنا بجمهورية إيران الديمقراطية يتطلب منا جميعا الخروج من عنق زجاجة الدولة الدينية إلى رحابة الدولة المدنية العلمانية، ويتطلب منا كسر صنم الدكتاتورية وبناء دول المؤسسات.
لا أستثني دولة ولا مذهبا ولا طائفة، لا أستثني عرقا ولا قبيلة، فأمن وتنمية وسلام منطقة حوض الخليج تقدّم على أي مذهب وعلى أي دين، فالدين لله والوطن للجميع.
انطلقت شرارة المعارضة الإيرانية من بلد الحرية فرنسا ولن يتوقف حراكها، ولكن شعب جمهورية إيران الديمقراطية يحتاج إلى تكاتفنا إذ لا ينقصهم الوعي ولا حب الوطن ولا القـوة ولا الـذكاء، بل يحتاجون منا إلى الدعم المـادي واللوجيستي والإعلامي لنجاح سعيهم نحو عالم يسوده العدل والديمقراطية والحرية الفكرية والدينية.
كم تمنيت أن تحتضن دولنا مجاهدي خلق بعد احتلال بغداد عام 2003 وتنقذهم من التعذيب والقتل الممنهج على يد ميليشيات الولي الفقيه، ولكنهم تركوا كما ترك العراق تنهشه الطائفية وتقسمه إلى أشلاء.
كلي إيمان بأن الغد أفضل من الأمس، وكلي إيمان بأن شباب إيران والعراق ودول حوض الخليج العربي سيبني مستقبله وسيكون السلام والتنمية خيارين لشعوبنا.
إن كل من شارك في مؤتمر باريس لدعم المعارضة كان مؤمنا بقدرة الشعب الإيراني العظيم على استعادة مكانه بين جيرانه من دول حوض الخليج. وإن أمن العراق ودول الخليج لن يتحقق بالمزيد من البوارج البريطـانية ولا القواعد الأميركية، بل سيتحقق بقيام جمهورية إيران الديمقراطية.
مؤسس ورئيس منظمة سلام بلا حدود الدولية