"جسد يغني وصوت يرقص".. المسرح التونسي ينتصر للمرأة

تظاهرة فنية تمنح المرأة فرصة الصعود على الركح لتقول ما يخالجها بطرق فنية من المسرح إلى الموسيقى إلى الشعر، بهدف القطع مع الأحكام المسلطة على المرأة.
الأحد 2020/02/09
الانطلاق نحو الحرية عبر المسرح (أحد عروض التظاهرة من موقع فيسبوك)

احتضنت تونس تظاهرة "نسانا ع الركح" لتحارب الأفكار والعقليات الرافضة للمرأة الفنانة ولصعودها على خشبة المسرح، ولتنتصر لها بفتح المجال أمامها لتمارس هواية المسرح علنا.

مدنين (تونس) – احتفت تظاهرة "نسانا ع الركح" (نساؤنا على خشبة المسرح) بالمرأة في الجنوب التونسي وقدمت لها الفرصة لتصعد على خشبة المسرح وتعبّر وتقول ما يخالجها بطرق فنية متعددة، دون خوف من مواجهة العقليات الرافضة لانطلاقة المرأة الفنانة في كل المجالات والفنون.

وانطلقت الدورة الثانية لهذه التظاهرة التي تنظمها جمعية فسيفساء “موزاييك” في محافظة مدنين (جنوب شرق تونس)، تحت شعار “جسد يغني وصوت يرقص”، بعرض مسرحي موسيقي راقص بعنوان "فرادي الرحى" أثثه 16 شخصا بين ذكور وإناث، لتحيد بذلك عن المنحى الإقصائي الذي يحيل عليه عنوانها.

ووفقا لوكالة الأنباء التونسية (وات)، قالت حفيظة لمين، رئيسة الجمعية ومخرجة العرض “فرادي الرحى”، إن هذه الرسالة تهدف إلى تغيير العقلية بالمشاركة بين المرأة والرجل جنبا إلى جنب في التفكير في المحظورات ومحاربة الأحكام الأخلاقية المسلطة على المرأة والتي تمنعها من ممارسة حريتها الشخصية وتحرمها من بعض الفنون.

وتوسطت الرحى خشبة المسرح ودارت حولها أطوار حكاية جابر وبن جابر، الشخصيتين المحوريتين في العرض، ليسترجعا ذكريات الماضي بما يحمله من أفراح وجراح، وبينهما المرأة الأم والأخت والحبيبة والصديقة، ووسط هذا المسار حضر عبق الرقص والموسيقى المستوحى من الموروث الثقافي للجهة.

وعملت جمعية “موزاييك” القائمة على هذه التظاهرة قرابة السنة من أجل تقديم هذا العرض نظرا إلى محدودية الإمكانيات.

 ونجحت الجمعية في جعل العرض -وهو فسيفساء من الموسيقى والمسرح والشعر مستوحاة من الموروث الشعري للجنوب الشرقي- يستجيب لتقنيات حسن توظيف وتثمين التراث الفني الخصب للمحافظة الجنوبية، وأن ينال إعجاب الجمهور الذي تفاعل معه واسترجع جزءا بسيطا من تراثه المنسي، بحسب القائمين على العرض.

كما بحثت فعاليات التظاهرة في ندوة فكرية دار موضوعها حول مسألة “المرأة والركح” تخللتها قراءات شعرية وفقرات موسيقية، بالإضافة إلى أنها قدمت عروضا موسيقية وعروض تعبيرات جسمانية، منها المختلطة ومنها النسائية فقط على غرار عرض فلكلوري في التعبير الجسماني أدته فتيات.

وعرضت جمعية “موزاييك” آخر إنتاجاتها في هذه الدورة تحت عنوان “حكايات منسية حكايات مضوية”، وهو عرض فني درامي يتوج مشروع الجمعية الذي تم تنفيذه بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لفائدة 15 امرأة ربة بيت، تلقّين تكوينا في ثلاثة اختصاصات هي الرسم والنسيج الفني والتنصيبة الفنية وأنتجن عدة مخرجات أثثن بها معرضا فنيا، وفي هذه الدورة تحدثن عن تجربتهن وكيف تحدين العقليات وكسرن الصمت وانطلقن من التردد إلى عتق الحرية.

24