جزيرة أروبا.. رحلة مختلفة في منطقة البحر الكاريبي

أمستردام - تقع جزيرة أروبا جنوب البحر الكاريبي ويسودها مناخ جاف وقاحل وينعم زوارها بالدفء والطقس المشمس، وتكثر فيها المناظر الطبيعية التي تسودها نباتات الصبار الضخمة، على عكس الصورة النمطية لأجواء منطقة البحر الكاريبي ذات المياه الفيروزية الرقراقة وأشجار النخيل وجوز الهند المنتشرة على الشواطئ الرملية الناعمة.
وتتمتع جزيرة أروبا بحكم ذاتي ولكنها تابعة لهولندا وتزخر بالعديد من المعالم السياحية الرائعة، مثل إيجل بيتش، الذي يتيح للسياح فرصة الاستمتاع بشواطئ البحر الكاريبي ذات الرمال الناعمة.
ويقتصر وجود هذه الشواطئ في جزيرة أروبا على المنطقة الممتدة ما بين السواحل الشمالية الغربية والجنوبية الغربية فقط، بينما تكثر المنحدرات الحادة في المنطقة الشمالية. ويعتبر شاطئ إيجل بيتش بمثابة شاطئ أحلام يمتاز برماله الناعمة ولكنه يخلو من الأشجار.
وينعم السياح في شاطئ إيجل بيتش بالهدوء والراحة بفضل قلة النشاط العمراني والتطوير في الشاطئ على عكس شاطئ بالم بيتش الواقع إلى الشمال، والذي تنتشر عليه سلاسل الفنادق والمنتجعات السياحية.
ويمكن للسياح على شاطئ إيجل بيتش فرد المنشفة على الرمال الناعمة ومراقبة مناورات الغوص التي تقوم بها طيور البجع في المياه أو مشاهدة أسراب الطيور وهي تحوم حول الفرقاطة، علاوة على أنه يعد من الأماكن الرائعة لمشاهدة الغروب.
وتزهو مدينة أورانجستاد بألوانها الزاهية على واجهات المنازل التاريخية، وعادة ما يثير مصطلح عاصمة الجزيرة توقعات خاطئة، حيث تمتاز المدينة بسحر البلدات الصغيرة، كما يتعرّف السياح على وجود الهولنديين هنا منذ فترة طويلة من خلال حصن زوتمان، والذي تم إنشاؤه في العام 1798 للحماية من هجمات القراصنة، والذي يعتبر أقدم مبنى في جزيرة أروبا.
وبالإضافة إلى الكثير من المنازل الأثرية، التي تم تجديدها وطلاء واجهاتها بألوان زاهية وأنيقة، تضم مدينة أورانجستاد العديد من المعالم السياحية أيضا مثل الميناء والمراكز التجارية والمتاجر الفاخرة، التي تعرض منتجات مستورة في أغلبها، وغالبا ما يعود السياح بتذكارات سياحية مصنوعة في الصين.
ويمكن للسياح في محمية أريكوك الطبيعية مشاهدة أفضل توليفة ما بين الطبيعة والتاريخ في جزيرة أروبا، وتغطي هذه المحمية الطبيعية خُمس مساحة الجزيرة. ولا يزال كهف الحجر الجيري في فونتين محافظا على الرسومات الصخرية للسكان الأصليين في الجزيرة، كما هو الحال أيضا على الصخور المتدلّية على مسار التجول كونوكو أريكوك، الذي يمتد بطول كيلومترين.
وأوضح جوليو بوجون، حارس المحمية الطبيعية، أن هذه الرسومات الصخرية يتراوح عمرها بين 900 و1000 عام، وتصور أفعى الجرسية والتي لم يعد يشاهدها أحد منذ فترة طويلة، وتنتشر حاليا السحالي في كل مكان بالمحمية الطبيعية، وقد انقرضت فقمة الراهب الكاريبية، والتي سجلها السكان الأصليون في رسوماتهم الصخرية.
ومن ضمن الأمور الفنية الرائعة في جزيرة أروبا تحويل موقع من لا شيء في جنوب الجزيرة إلى معرض فنّي في الهواء الطلق، وذلك اعتمادا على مبادرة أحد المهرجانات الخاصة، حيث تضفي الجداريات الخيالية أجواء من السحر والروعة على مدينة سان نيكولاس، وتضم معروضات فن الشارع أشكالا مختلفة من الأسماك والطيور وصولا إلى أحذية الباليه ذات الحجم الكبير.
وينعم السياح في جزيرة أروبا بوجبة أسماك مثالية في مطعم القرصان “زيرأوفر”، حيث يمتاز بالطعم الجيد والتكلفة المناسبة. ويوجد هذا المطعم في جنوب الجزيرة في منطقة سافانيتا على رصيف الميناء لكي يكون بالقرب من الصيادين بعد عودتهم من البحر. وعلى بعد أمتار قليلة يقف فرناندو هنريك أمام القدور والمقالي الموضوعة على النار، ويبدو هذا الطاهي بوجه المدبوغ بأشعة الشمس والأقراط المرحة مثل قرصان قديم.
ويمكن للسياح في جزيرة أروبا الاستمتاع بفرصة الغوص مع السلاحف البحرية في منطقة تريس ترابي، حيث يقوم القبطان أنتوني هاجيدورن بتنظيم رحلات بحرية على طول الساحل الجنوبي الغربي، ودائما ما ينصح السياح ببدء جولة الغوص في تمام السابعة صباحا لكي ينعموا بمشاهدة السلاحف البحرية، كما أن المياه تكون رائعة في هذا الوقت، وتشتهر تريس ترابي بأنها منطقة سباحة وغوص محدودة المساحة لها مدخل رملي أسفل هضبة صخرية مرجانية.
ويمكن للسياح الصعود إلى جبل هويبرغ الذي يقع إلى الشرق من مدينة أورنجستاد ويبلغ ارتفاعه 168 مترا، ويتيح هذا الجبل للسياح إطلالة رائعة على أجزاء كبيرة من جزيرة أروبا، وبدءا من شروق الشمس إلى غروبها تتدفق مجموعات السياح للصعود إلى قمة الجبل.