جدل واسع يحاصر الصينيين المجنسين في أولمبياد بكين

بيفيرلي جو تواجه سوء معاملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد خروجين مخيبين في التزحلق الفني على الجليد.
الخميس 2022/02/10
تتويجات لافتة

بكين - وُلدت أيلين غو وبيفيرلي جو ونشأتا في الولايات المتحدة قبل اتخاذ القرار بتمثيل الصين، لكن نتائجهما المتناقضة في أولمبياد بكين الشتوي سلطت الضوء على الخيط الرفيع بين عشق الجماهير أو إدانتهم للرياضيين المجنسين.

وألهمت غو بطلة التزلج الحرّ المشجعين الصينيين المنتشين من نتيجتها الرائعة، لكن جو واجهت سوء معاملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد خروجين مخيبين في التزحلق الفني على الجليد.

وكرّست غو (18 عاما)، المعروفة باسم غو أيلينغ في الصين، نفسها كأحد أبرز وجوه الألعاب الحالية، بعد تتويج لافت في مسابقة الهوائي الكبير.

وجاء في تعليق انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول قفزتها الرائعة التي منحتها الفوز “تشارك غو أيلينغ في أول ألعاب أولمبية، وبالرغم من ذلك حصدت الذهب مع قفزة 1620 (درجة)، هي رائعة جداً”.

وكتب شخص آخر “لا يسعني انتظار المزيد من الوقت لرؤية أدائك الرائع”. لكن المزاج كان مختلفاً بالنسبة إلى جو المشاركة باسم جو يي.

وغرقت ابنة التاسعة عشرة في دموعها الاثنين بعد سقوطها مرتين خلال ظهورها، وذلك بعد تعثر في اليوم السابق كاد يكلّف الصين بطاقة التأهل إلى النهائي. وبرغم محنتها، لم تنل التعاطف والصفح على مواقع التواصل الصينية، حيث تعرّضت إلى هجوم بسبب أخطائها.

وعلى موقع ويبو الموازي لتويتر، حصد هاشتاغ “سقوط جو يي” 230 مليون مشاهدة. وكتب أحدهم “لا أعرف كيف يُسمح لشخص مماثل بتمثيل الصين”. واشتدت درجة الانتهاكات إلى درجة أن السلطات قامت بحذف بعض التعليقات.

تناقض صارخ

أيلين غو التزمت الصمت حيال تمثيلها الدولي، رغم الضغط المستمر عليها من المراسلين الأجانب بعد تتويجها بالذهبية

في السنوات الماضية، استقدم البلد الأكثر سكانا في العالم (1.4 مليار نسمة) رياضيين أجانب لتعزيز منتخباته الوطنية، خصوصا في كرة القدم وهوكي الجليد.

وليست الصين الدولة الأولى تقوم بخطوة مماثلة، لكنها لافتة في دولة تتمتع بحد أدنى من الهجرة نحو الداخل وتحظر على مواطنيها حمل جنسيات مزدوجة.

لكن في عهد الرئيس شي جينبينغ، تبدو الأمور أكثر ضبابية. ويقول ستيف تسانغ مدير معهد الصين في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن “إذا اعتُبر أحدهم قادرا على المساهمة في البلد الأمّ، فإن دولة الحزب الحاكم مستعدة لمكافأته بشكل رائع”.

وُلدت غو في كاليفورنيا لوالد أميركي ووالدة صينية، ولا تزال تعيش في الولايات المتحدة. نقلت ولاءها عام 2019 إلى الصين بعد قرار وصفته بأنه “بالغ الصعوبة”.

وكسبت الطالبة النجمة وعارضة الأزياء بدوام جزئي شعبية كبيرة في الصين، مع لكنتها بلغة الماندارين وحبها الواضح للمطبخ الصيني. وقّعت العديد من العقود الدعائية مع علامات تجارية كبرى في بلادها، من بينها سلسلة المقاهي “لاكين” وموقع “جاي دي” للتسوق.

تقول غو “عندما أزور بكين أشعر بأني قادمة إلى منزلي”. التزمت الصمت حيال تمثيلها الدولي، رغم الضغط المستمر عليها من المراسلين الأجانب الثلاثاء بعد تتويجها بالذهبية. في المقابل، تخلت جو عن جنسيتها الأميركية عندما قرّرت تمثيل الصين. لكن خلافا لغو، تعرضت جو لانتقادات بسبب لغتها المحدودة وخلفيتها العائلية. وألمح بعض مستخدمي وسائل التواصل، دون تقديم أيّ دليل، إلى أن وجودها في الأولمبياد مرتبط بوالدها خبير الذكاء الاصطناعي البارز.

خيط رفيع

Thumbnail

نظرا لجذورهما المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، يتعيّن على غو وجو الحذر لدى التطرق لهويتهما.

ووصلت العلاقة بين الدولتين العظميين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، وقادت واشنطن حملة مقاطعة دبلوماسية لألعاب بكين مشيرة إلى انتهاكات لحقوق الإنسان في الصين، من بينها منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد.

غو التي تقول بأنها تريد استخدام الرياضة لتعزيز التواصل بين شعوب البلدين، تصف نفسها بانها “أميركية عندما أكون في أميركا، و… صينية عندما أكون في الصين”.

في المقابل، روّج أحد أبرز رعاة غو، علامة “أنتا” للألبسة الرياضية، لاستخدام قطن منطقة شينجيانغ الذي تربطه المنظمات الحقوقية بالعمل الجبري.

وانتقد بعض مستخدمي موقع إنستغرام غو لاستخدامها المفرط لمواقع التواصل، فيما تبدو غافلة عن أن معظم الصينيين لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت بحرية، بما في ذلك إنستغرام.

ولم يعجبها الثلاثاء سؤال حيال صعوبة إسعاد شعبي الولايات المتحدة والصين “لا أحاول إبقاء أحد سعيدا. أنا فتاة بعمر الثامنة عشرة أعيش أفضل أيام حياتي”.

19