جاك أوديار يعرض الوجه الآخر لباريس في كان

كان (فرنسا)- لا يعرض المخرج الفرنسي جاك أوديار في فيلمه الجديد “الحي 13 في باريس” لقطات لبرج إيفل أو مباني هاوسمان أو نهر السين. لكنه بدلا من ذلك يدير عدسة الكاميرا صوب الأبراج السكنية في الحي الثالث عشر المعروف باسم الحي الصيني في باريس، حيث عاش أوديار فترة من حياته.
ويستلهم أوديار شخصيات فيلمه من روايات الفنان الأميركي أدريان تومين، فيرسم معالم أشخاص في مقتبل العمر تلقوا تعليما جيدا لكنهم لم يعودوا يرون الحياة بمنظار وردي. ورغم أن أبطاله يشقون طريقهم في الحياة فإن أوديار يتفادى عن وعي التصوير النمطي للانقسام الطبقي بين الأثرياء والفقراء في باريس.

جاك أوديار: أردت أن أتحدث عن الطبقة المتوسطة في فيلم "الحي 13 في باريس"
وقال أوديار، بعد يوم من العرض الأول لفيلمه في مهرجان كان، “أردت أن أتحدث عن الطبقة المتوسطة.. عن الناس الذين حصلوا على شهادات جامعية وحقّقوا درجة من النجاح، لكن ليس لديهم حقا أي شيء في الحياة”.
والفيلم واحد من 24 فيلما ينافس على جائزة السعفة الذهبية في الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي التي تختتم السبت.
وصُوّر الفيلم خلال فترة العزل العام الناتج عن تفشي فايروس كورونا، الأمر الذي ساعد الممثلة لوسي جانغ -في أول عمل فني لها- على أن تتقمّص شخصيتها التي تعاني من أجل الحفاظ على وظيفتها وتحاول ألاّ تقع في حب شريكها في السكن.
وقالت جانغ “خلال الجائحة ازداد شعورنا بالوحدة والانغلاق والانعزال. لذا ربما انتقلت هذه المشاعر إلى الشخصيات لاإراديًّا”.
وسبق أن فاز أوديار بجائزة السعفة الذهبية في 2015 عن فيلمه “ديبان” الذي يدور موضوعه حول اللاجئين التاميل في فرنسا.
وقال إنه يشعر بالانزعاج لأن بعض الأفلام الفرنسية تفتقر إلى التمثيل العرقي. وفي الفيلم الجديد تنتمي شخصيتان رئيسيتان -هما كاميل وإميلي- إلى أسرتين مهاجرتين.
وقال أوديار “في أفلام فرانسوا تروفو مثلا سترى وكيل عقارات أو حبيبا. لكنك لن ترى شخصا أسود أو صينيا”.
وأوديار كاتب سيناريو وممثل ومخرج سينمائي، لاقت أفلامه -مثل “نبي” و”صدأ وعظام” و”ديبان”- استحسان النقاد.