ثنائية ليفاكوفيتش - مارتينيز عنوان الحسم في قمة كرواتيا والأرجنتين

بعدما كانا بطلي تأهل بلديهما إلى الدور نصف النهائي، ستكون الأنظار شاخصة إلى المواجهة المرتقبة بين الحارسين الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش والأرجنتيني إيميليانو مارتينيز.
الاثنين 2022/12/12
على درب العمالقة

لوسيل (قطر) - كان الجميع ينتظر أن يكون لوكا مودريتش النجم المطلق للمنتخب الكرواتي في مونديال قطر، فجاءت المساندة من الحارس المغمور ليفاكوفيتش الذي خطف الأضواء من الجميع. فرض ليفاكوفيتش نفسه بطلا في ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح، حيث صد ابن الـ27 عاما ثلاث ركلات للمنتخب الآسيوي، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

وقعت كرواتيا مع البرازيل في ربع النهائي، فرأى كثر أنها مباراة في متناول نيمار ورفاقه. لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ونجحوا في جر "سيليساو" إلى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للعب دور البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو.

هذه الركلة الترجيحية الضائعة تركت أثرها الكبير على لاعبي المدرب تيتي، فوصل ماركينيوس وهو تحت ضغط كبير إدراكا منه بأن عليه التسجيل وإلا سينتهي الحلم بلقب أول منذ 2002. لكن الرهبة التي خلفّها ليفاكوفيتش بدت جلية تماما على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر.

أفضل خليفة

كان زميل ليفاكوفيتش المدافع بورنا سوسا واثقا بأنه "إذا وصلنا إلى ركلات الترجيح فستكون الأفضلية لصالحنا. يمنحك الكثير من الثقة، لأنه ضد فريق مثل البرازيل ستكون فرص التسجيل كثيرا لصالحهم لأنه لا يمكن تحجيم هذا النوع من اللاعبين". وتابع "كي تفوز على البرازيل أنت بحاجة بعض الشيء إلى هذا النوع من الحظ وحارس على أعلى مستوى مثل الذي امتلكناه اليوم (خلال مباراة ربع النهائي)".

كان ليفاكوفيتش متواجدا على دكة البدلاء قبل أربعة أعوام، حين حلت كرواتيا وصيفة بفضل حارسها الآخر دانيال سوباشيتش الذي تألق في ركلات الترجيح ضد الدنمارك في ثمن النهائي، ثم ضد روسيا المضيفة في ربع النهائي.

بالنسبة إلى المدرب داليتش صنع ليفاكوفيتش "الفارق في لحظات مصيرية من المباراة بإنقاذنا، وقام بما يجب كي يمنحنا الثقة". عندما كان ليفاكوفيتش شابا، رأى بالحارس الإسباني إيكر كاسياس، بطل مونديال 2010، مثاله الأعلى، من دون أن يحلم حتى بأن يكون على بعد خطوتين فقط من السير على خطى قائد ريال مدريد السابق والفوز باللقب العالمي.

لكن على لاعبي الفريق الذين نشأوا "كمقاتلين" وفق تعبيره أن "نتعامل مع كل مباراة على حدة، وسنرى إلى أين سيوصلنا ذلك". وقبل تحقيق حلم اللقب، على ليفاكوفيتش التعامل الآن مع أرجنتين ليونيل ميسي الباحث عن تتويج مسيرته الدولية بلقب يدخله نادي الأساطير ويجعله على المسافة ذاتها من مواطنه الراحل دييغو مارادونا.

أرجنتين ميسي تعول بدورها على مارتينيز الذي رد بأفضل طريقة على ما وصفه "تعجرف" الهولنديين وتفاخرهم بأنهم قادرون على حسم المباراة في حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل، من خلال صده ركلتين ترجيحيتين لرجال المدرب لويس فان غال.

شخصية شهيرة

كان حارس أستون فيلا الإنجليزي البالغ من العمر 30 عاما والملقب بـ"ديبو" تيمنا بشخصية كرتونية شهيرة في الأرجنتين "متأثرا. ما أفعله، أقوم به من أجل 45 مليونا أرجنتينيا يمرون بأزمة اقتصادية سيئة". وتابع بعد المعركة ضد الهولنديين "منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الحالي".

وأوضح "كان الشباب متعبين، شعرت بأنهم بحاجة إلى المساعدة لكنني لم أتمكن من فعل أي شيء. لحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك لاحقا من خلال ركلتي ترجيح". لم يحافظ الفوز على حلم ميسي بالحصول أخيرا على كأس العالم فحسب، بل جاء بعد ساعات فقط على خروج البرازيل من البطولة بركلات الترجيح أمام الكرواتيين. في سن الخامسة والثلاثين، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الأخيرة له. لكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي لعب أيضا دورا رئيسا في فوز الأرجنتين ببطولة كوبا أميركا 2021، ما أنهى فترة صيام عن الألقاب استمرت 28 عاما في البطولة القارية.

وأنقذ مارتينيز ثلاث محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1 - 0 على البرازيل المضيفة في المباراة النهائية. على مدار الموسم الماضي، رسخ مارتينيز نفسه كالحارس الأول للأرجنتين بلا منازع. يبقى أن يساهم في إحراز منتخب بلاده على اللقب الثالث في تاريخها بعد عامي 1978 و1986، ليرسخ اسمه بأحرف ذهبية في صفوف منتخب بلاده.