ثلاثي مغربي يتصدر خطة ما بعد فترة خليلوزيتش
تسود حالة من الانقسام داخل اتحاد كرة القدم المغربي بشأن البديل المثالي لتعويض المدير الفني البوسني وحيد خليلوزيتش. ويبدو أن سبب هذه الحيرة هو ضيق الوقت قبل انطلاقة المونديال الذي يبدأ في نوفمبر المقبل، إضافة إلى غياب أسماء المدربين المميزين المتاحين بأسعار معقولة حاليا.
الرباط - يعيش وحيد خليلوزيتش آخر أيامه في منصب المدير الفني لمنتخب المغرب. ولقد اشتدت دائرة الانتقادات حوله، وأمام الضغوطات التي عاشها فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي في مباراة جنوب أفريقيا مؤخرا وهتاف الجماهير ضد المدرب، صدر القرار. وفاز منتخب المغرب على جنوب أفريقيا بصعوبة في الرباط 2-1.
وينتظر أن يتم الإعلان رسميا عن قرار إقالة خليلوزيتش بعد مباراة المغرب وليبيريا المرتقبة اليوم الاثنين في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2023.
الأمور باتت شبه محسومة، إذ أن لقجع حاول تفادي القرار الصعب أكثر من مرة بالإبقاء على وحيد، لكن آثار الهزيمة القاسية في أميركا 3-0، والصعوبات التي صادفت الانتصار الأخير على جنوب أفريقيا، ثم تصريحات قائد المنتخب رومان سايس، كلها قربت وحيد من الخروج. الأسبوع المقبل سيكون حاسما بشأن مصير المدرب البوسني. خطة ما بعد فترة وحيد جاهزة، فقد هيأها لقجع، وينتظر فقط بعض الإشارات لإعلان الأمور رسميا.
وكشف المصدر أنه تم اختيار 3 مدربين محليين ضمن قائمة محتملة مصغرة لخلافة خليلوزيتش، لأسباب عدة تتقدمها التكلفة المالية، والمعرفة بالأجواء الداخلية للمنتخب وظروف الكرة المغربية.
مدرب محلي
تم اختيار 3 مدربين محليين ضمن قائمة محتملة لخلافة وحيد خليلوزيتش، لأسباب عدة تتقدمها التكلفة المالية
ويتصدر هذه القائمة الحسين عموتة، المدير الفني الحالي لمنتخب المغرب للمحليين. وتوج عموتة بلقب أمم أفريقيا للمحليين 2021، كما حصد قبلها لقب دوري أبطال أفريقيا مع الوداد في عام 2017، إذ كان حينها أول فني مغربي يحظى بهذا الإنجاز، الذي سبقه بالتتويج بكأس الكونفدرالية الأفريقية مع نادي الفتح الرباطي عام 2010. ويملك عموتة سيرة ذاتية معتبرة، وإضافة إلى إنجازاته المشار إليها داخليا، نجح خارجيا مع السد القطري في التتويج بالدوري المحلي هناك عام 2013.
ويأتي وليد الركراكي ثانيا في القائمة المحتملة لخلافة خليلوزيتش. ودخل الركراكي القائمة بعد أيام قليلة من تتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا 2022 مع الوداد على حساب الأهلي المصري. وسيكون التعاقد مع الركراكي صعبا لاعتبارات عدة، أبرزها تمسك إدارة الوداد وجماهيره ببقائه بعدما نجح في إعادة بريق الفريق محليا وقاريا.
كما يطمح النادي إلى بقاء المدرب حتى يكمل مهمته بالمنافسة على لقب السوبر الأفريقي وكذلك قيادة الفريق في مونديال الأندية للمرة الثانية في تاريخ الوداد. وكان الركراكي قد نجح أيضا على غرار عموتة في تجربته الخارجية مع نادي الدحيل، إذ قاده للتتويج بالدوري القطري عام 2020. وللركراكي تجربة وحيدة مع منتخب المغرب إذ عمل مساعدا للمدير الفني رشيد الطوسي لمدة عام (2012-2013).
أما ثالث الأسماء فهو الزاكي بادو الذي يرتبط حاليا بعقد مع اتحاد كرة القدم، ويشرف على قطاع التنشئة. وسبق أن درب الزاكي منتخب المغرب عبر مراحل مختلفة، فقاده لوصافة كأس أمم أفريقيا 2004 في تونس، وهي النتيجة الأفضل للأسود قاريا منذ التتويج باللقب الوحيد عام 1976. كما عاد الزاكي إلى المنتخب المغربي في تجربة لم يكتب لها النجاح عام 2014، وأقيل من منصبه بعد عام واحد، وكان فوزي لقجع الرئيس الحالي للاتحاد المغربي، هو صاحب قرار الإطاحة به بحجة تراجع الأداء. وسيكون الزاكي في حال وقع عليه الاختيار أول مدير فني يقود الأسود في 3 مناسبات، كما سيصبح أول مغربي يشارك في كأس العالم لاعبا (1986) ومدربا (2022).
خطر الإقالة
الوداد يطمح إلى بقاء الركراكي حتى يكمل مهمته بالمنافسة على لقب السوبر الأفريقي وكذلك قيادة الفريق في مونديال الأندية للمرة الثانية في تاريخه
وفي سياق آخر ألمح رئيس اتحاد الكرة المصري جمال علام إلى إقالة مدرب منتخب بلاده إيهاب جلال بعدما خاض جولتين فقط في تصفيات كأس الأمم الأفريقية المقررة نهائياتها في كوت ديفوار العام المقبل. وقال علام في تصريحات صحافية “تم تكليف عضوي مجلس إدارة الاتحاد حازم إمام ومحمد بركات بدراسة السير الذاتية لمدربين أجانب لتولي قيادة منتخب مصر”. وأضاف “كنا سنعلن ذلك الأمر الخميس المقبل انتظارا لعودة المنتخب عقب مواجهة نظيره الكوري الجنوبي وديا الأربعاء”. وترددت أنباء عن إقالة جلال بعد الخسارة التي تعرض لها منتخب مصر أمام إثيوبيا 0-2 الخميس الماضي في مالاوي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.
وتلت الخسارة عرضا باهتا وفوزا صعبا على ضيفته غينيا بهدف وحيد متأخر للبديل مهاجم غلطة سراي التركي مصطفى محمد في الدقيقة 87، في أول مباراة لإيهاب جلال، المدرب السابق لبيراميدز، على رأس الإدارة الفنية لمنتخب الفراعنة خلفا للبرتغالي كارلوس كيروش. وعلَّق علام قائلا “تعاقدنا مع إيهاب جلال بعدما فوجئنا بأن البرتغالي كارلوس كيروش المدرب السابق للمنتخب لن يبقى معنا، تعاقدنا مع مدرب مصري بسبب عدم وجود سيولة مادية بعملة الدولار الأميركي”.
وردا على سؤال عما إذا كان الاتحاد المصري تسرع في اختيار جلال؟، قال “هذا ممكن، لكن يمكن أن يكون هناك تصحيح للمسار”. وتبرأ علام من رحيل كيروش، مؤكدا “لست صاحب قرار رحيله، تعاقده انتهى عقب مباراة السنغال” في إشارة إلى إياب الدور الثالث الحاسم المؤهل لمونديال قطر عندما خسرت مصر بركلات الترجيح. وأضاف “إيهاب جلال لم يكمل 10 أيام عمل مع المنتخب ونشعر بالحزن لما حدث في إثيوبيا ولا نختلق مبررات للخسارة”.
وأصدر علام بيانا رسميا لاحقا قال فيه “لم أصرح بإقالة إيهاب جلال وجاء تصريحي بوضوح بأننا ندرس كافة البدائل لحين اتخاذ القرار النهائي خلال اجتماع المجلس المقبل، وكلفنا اللجنة الفنية (حازم إمام ومحمد بركات) بدراسة السير الذاتية لمدربين أجانب تحسبا لأي ظروف تطرأ خلال الأيام المقبلة”. يذكر أن بركات وإمام عارضا إلى جانب نائب رئيس الاتحاد خالد الدرندلي إسناد مهمة تدريب المنتخب إلى مدرب وطني، وأبدوا رغبتهم في الاستعانة بمدرب أجنبي.
