تونس تطارد اللقب الثاني والجزائر تنشد الإنجاز في كأس العرب

برونزية البطولة هدف مصر وقطر لتحقيق المصالحة.
السبت 2021/12/18
لقاء للتاريخ

وصلت بطولة كأس العرب 2021 إلى أمتارها الأخيرة، وسيسدل منتخبا تونس والجزائر الستار على تلك النسخة الاستثنائية. وبعد ماراثون حماسي شهدته الأدوار السابقة، تأتي مفارقة أخرى لتهيمن على مشهد النهاية، إذ ينشط 15 لاعبا من المنتخبين في الدوري التونسي، مما يرفع من حدة المنافسة على اللقب. ويواجه منتخب مصر، في لقاء تحديد المركز الثالث نظيره القطري.

الدوحة - تُنازل الجزائر جارتها تونس في نهائي كأس العرب لكرة القدم السبت على ملعب البيت، في مباراة تثبت بطرفيها تفوّق منتخبات شمال أفريقيا على نظيراتها في غرب آسيا، وذلك بعد تأهلهما في مباراتين مجنونتين في نصف النهائي على حساب قطر صاحبة الأرض ومصر.

وحسمت الجزائر بطلة أفريقيا نصف نهائي دراماتيكيا أمام قطر المضيفة وبطلة آسيا 2-1 في مباراة شهدت احتساب الحكم 19 دقيقة بدلا عن الوقت الضائع، فيما تأهلت تونس على حساب مصر بهدف عكسي في الرمق الأخير.

ويشارك منتخب الجزائر بتشكيلة شبه رديفة يغيب عنها معظم المحترفين في أوروبا أبرزهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، آدم وناس (نابولي الإيطالي)، إسماعيل بن ناصر (ميلان الإيطالي)، سعيد بن رحمة (وست هام الإنجليزي)، إضافة إلى رامي بن سبعيني من بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني وغيرهم.

تونس ستسعى إلى تتويج مسيرتها في البطولة باللقب، وستكون الفرصة متاحة أمام سيف الدين الجزيري لحسم لقب الهدّاف

ورغم تلك الغيابات، فضلا عن منح المدرب جمال بلماضي مهمّة التدريب لمجيد بوقرة، مدرب منتخب المحليين، برز مع محاربي الصحراء يوسف بلايلي والعائد بقوة ياسين براهيمي.

أما تونس، فيغيب عنها لاعب وسط سانت اتيان الفرنسي وهبي الخزري، وتعتمد على لاعب العربي القطري يوسف المساكني، إلى جانب لاعب نوتنغهام فورست الإنجليزي محمد دراغر ولاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي أيضا حنبعل المجبري.

وفي مشاركتين سابقتين، أحرزت تونس لقب النسخة الأولى عام 1963 في لبنان، فيما شاركت الجزائر بتشكيلات جامعية ورديفة عامي 1988 و1998.

وتأهلت الجزائر إلى النهائي من دون أي خسارة، بعد الفوز في دور المجموعات على السودان 4-0 ولبنان 2-0 والتعادل مع مصر 1-1 التي حصلت على ركلة جزاء مثيرة للجدل، قبل أن تتخطى المغرب في ربع النهائي بركلات الترجيح 5-3 بعد التعادل 2-2 وتقصي قطر أخيرا 2-1.

أما تونس، فبعد فوز أول كبير على موريتانيا 5-1 في دور المجموعات، تلقت صفعة بالخسارة أمام سوريا بهدفين نظيفين، انتفضت بعدها لتفوز على الإمارات 1-0 في آخر جولات الدور الأول، وتقصي عمان 2-1 ومصر 1-0 تواليا في ربع ونصف النهائي.

تجربة تنافسية

هدف قاتل
هدف قاتل

في مؤتمر صحافي عقب الفوز على قطر، قال مدرب الجزائر مجيد بوقرة عن مباراة تونس “إنها دولة شقيقة، فريق ذو خبرة كبيرة، في كل المسابقات هو دائما في نصف النهائي أو النهائي، لذلك لديه هذه التجربة التنافسية للذهاب بعيدا”.

وأضاف “سيكون ديربي رائعا. أعتقد أن الجزائر هي الفريق الذي واجه أكبر الفرق خلال البطولة، وإن شاء الله إذا فزنا في النهاية، فسيكون ذلك مستحقا للغاية”. وتابع “سنلعب بروح عالية وبتركيز، لأن الإرهاق سيكون لكلا الفريقين. الانضباط الجيد من الناحية التكتيكية والتفكير جيدا في استراتيجيتنا، والأفضل سيفوز في النهاية. من الجميل أن تكون المنتخبات المغاربية اليوم هي الأقوى في العالم العربي”.

من جهة أخرى، ستسعى تونس إلى تتويج مسيرها في البطولة باللقب العربي، وستكون الفرصة متاحة أمام سيف الدين الجزيري لحسم لقب الهدّاف (4 أهداف حتى الآن)، إذ أن أقرب منافسيه هو القطري المعز علي (3 أهداف) وقد يتمكن من مزاحمته في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام مصر.

وستفتقد تونس لخدمات مدافعها ياسين مرياح الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة مصر، حسب ما أكد الاتحاد التونسي في بيان. لكن في المقابل، قد تكون المباراة الأخيرة للمدرب منذر الكبيّر، إذ أشارت تقارير صحافية تونسية إلى أن الاتحاد التونسي لكرة القدم أتم اتفاقه مع المدرب الفرنسي جان-لوي غاسيه لقيادة نسور قرطاج عقب نهاية كأس العرب، وأيا كانت نتيجة تونس فيها.

المركز الثالث

الترشح للنهائي بجدارة دون خسارة
الترشح للنهائي بجدارة دون خسارة

قبيل ذلك، وعلى ملعب 974 في منطقة رأس بوعبود في ضواحي العاصمة القطرية، يلتقي أصحاب الأرض مع المنتخب المصري في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وتمثل الميدالية البرونزية أهمية كبيرة لقطر التي تسعى إلى إنجاز بعد نتائجها المخيّبة في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2022 على أرضها (شاركت كدولة زائرة دون احتساب نتائجها)، والخروج بنتيجة مرضية في إطار تحضيراتها لكأس العالم التي تقام بعد أقل من عام.

من جهتهم، يأمل “الفراعنة” في حسم المركز الثالث من أجل مصالحة الجماهير، بعد الهدف العكسي الذي أحرزه قائد المنتخب عمرو السولية، قبل خوض منافسات كأس أمم أفريقيا المرتقبة في الكاميرون مع بداية العام المقبل. ويغيب عن مصر حاملة لقب 1992، نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح ولاعب وسط أرسنال الإنجليزي محمد النني ومهاجم قلعة سراي التركي مصطفى محمد، فيما تخوض قطر البطولة بكامل كتيبتها.

المباراة المقبلة بين مصر وقطر تعد المواجهة العاشرة في تاريخ المواجهات بينهما، حيث سبق والتقى المنتخبان في 9 مباريات قبل موقعة السبت، فاز منتخب مصر في 5 مواجهات، وخسر مباراتين وتعادل في مثلهما.

وأمام الفراعنة، فرصة مهمة لحصد الميدالية البرونزية، وتكرار ما حدث في النسخة الخامسة من البطولة. وأقيمت النسخة الخامسة من كأس العرب، في الأردن عام 1988، وتوج بها العراق على حساب سوريا، أما مصر احتلت المركز الثالث.

وخسر منتخب مصر وقتها تحت قيادة المدرب الراحل محمود الجوهري، في نصف النهائي أمام سوريا بركلات الترجيح (3-4) بعد التعادل السلبي. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، نجح الفراعنة في الفوز 2-0 على الأردن، من توقيع علاء ميهوب وحسام حسن.

19