تونس تتمسك بفرصة الأمل الأخير أمام فرنسا

قمة حماسية بين الدنمارك وأستراليا.
الأربعاء 2022/11/30
تجانس لافت

يجد المنتخب التونسي نفسه أمام الفرصة الأخيرة للتأهل إلى الدور ثمن النهائي عندما يواجه اليوم الأربعاء نظيره الفرنسي بطل العالم والضامن لتأهله، فيما تخوض الدنمارك قمة نارية أمام أستراليا ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة في مونديال قطر.

الدوحة - يطمح منتخب تونس لإنجاز المهمة شبه المستحيلة وتحقيق حلم جماهيره بالصعود إلى دور الـ16 من نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه.

ويلتقي المنتخب التونسي مع نظيره الفرنسي على ملعب المدينة التعليمية في الجولة الثالثة (الأخيرة) من منافسات المجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات في مونديال قطر 2022، والتي تشهد مواجهة أخرى في نفس التوقيت بين منتخبي أستراليا والدنمارك.

وتتصدر فرنسا المجموعة بالعلامة الكاملة من فوزين (6 نقاط)، تليها أستراليا بثلاث نقاط، فالدنمارك في المركز الثالث بنقطة يتيمة متساوية مع تونس.

وستكون تونس في حاجة إلى الفوز على بطل 1998 و2018 تزامنا مع عدم فوز أستراليا على الدنمارك، وأن يصبّ فارق الأهداف في مصلحتها.

مهمة صعبة

تونس ستكون في حاجة إلى الفوز على بطل 1998 و2018 تزامنا مع عدم فوز أستراليا، وأن يصبّ فارق الأهداف في مصلحتها

ويدرك المنتخب التونسي، المشارك للمرة السادسة في المونديال، صعوبة مهمته أمام منافس لم يفز عليه في أربع مواجهات سابقة (هزيمتان وتعادلان)، ويواجهه للمرة الأولى منذ مايو 2010 (تعادلا 1 – 1).

وتأمل تونس في تفادي سيناريو عدم الفوز بأي مباراة في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة في 6 مشاركات بعد أعوام 1998 و2002 و2006، في حين يتضمن سجلها الفوز في مباراتين أمام المكسيك 3 – 1 عام 1978 في أوّل فوز لمنتخب عربي وأفريقي، وبنما 2 – 1 في روسيا 2018.

وتقف تونس عند عتبة إنجاز تاريخي أمام منتخب “الديوك” على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة بعد التعادل السلبي الثمين أمام الدنمارك والخسارة أمام أستراليا 0 – 1، في مباراة وصفها مهاجم “نسور قرطاج” وهبي الخزري المولود في جزيرة كورسيكا وخاض معظم مسيرته في الملاعب الفرنسية بـ”الحلم”.

وأمام معادلة الفوز تبدو حظوظ الخزري كبيرة للمشاركة أساسيا من أجل منح المزيد من النجاعة لخط هجوم لم يهز شباك منافسيه في مباراتين.

ينتظر مهاجم سندرلاند الإنجليزي السابق ومونبلييه الحالي فرصته للعب حيث لم يخض سوى 23 دقيقة، بعدما فضّل المدرب جلال القادري الثنائي نعيم السليتي ويوسف المساكني في المقدمة خلف عصام الجبالي.

فرنسا

وقال الخزري “ولدت في كورسيكا ولدي جذور تونسية من خلال والدي… هي أرض ترحيبية ودافئة للغاية”. وأضاف عن مواجهة فرنسا “أردت أن نكون في مجموعة المنتخب الفرنسي قبل القرعة. إنه حلم سيتحقق.

سنلعب ضد بعض اللاعبين الرائعين. وذلك لإظهار قدرتك على مواجهة فريق كبير ولاعبين رائعين، هذا ما تريده في مسيرتك”. وتابع ابن الـ31 عاما قائلا “أشعر أيضا بأنني تونسي”، معبرا عن فخره بالرد بكلمة حاضر على دعوة منتخب “نسور قرطاج” الذي انضم إلى صفوفه، بعدما لعب لمنتخب فرنسا للناشئين في عام 2013. وخاض 72 مباراة دولية وسجل 24 هدفاً.

ظل القادري وفيا لتشكيلته الأساسية في مباراتيه الأوليين، إذ أجرى تبديلا واحدا بإدخاله نعيم السليتي عوض أنيس بن سليمان أمام أستراليا. وعكست تونس صورة صلبة دفاعياً، على عكس الهجوم حيث يتوجب عليها إظهار قدراتها في المقدمة وهز الشباك الفرنسية الساعية لأن تصبح أول دولة تحتفظ بلقبها منذ البرازيل 1962 رغم صعوبة المهمة. من ناحيتها، تخوض فرنسا المباراة دون ضغوط بعدما فازت على أستراليا 4 – 1 وأتبعت ذلك بفوز ثانٍ على الدنمارك 2 – 1، لتتربع على الصدارة بالعلامة الكاملة (6) على أمل تعزيزها بفوز ثالث.

وحققت فرنسا فوزها السادس توالياً في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم متساوية مع إسبانيا بما أنجزته في مونديال جنوب أفريقيا 2010.

ومن المتوقع أن يمنح ديدييه ديشامب مدرب الديوك فرصة لعدة وجوه جديدة لم تشارك في المباراتين الأوليين، ما يعني إراحة المدافع رافايل فاران، العائد من إصابة، والمهاجم المخضرم أولفييه جيرو. كما من الصعب إقناع نجم باريس سان جرمان كيليان مبابي بضرورة الخلود إلى الراحة، علماً أنه يتقاسم مع مهاجم الإكوادور إينير فالنسيا صدارة الهدافين (ثلاثة أهداف لكل منهما). وسجل مبابي هدفي الفوز أمام الدنمارك لتصبح فرنسا أول المتأهلين إلى ثمن النهائي. وأقلق الباريسي بسرعته واختراقاته الدفاع الدنماركي ويبدو مصمماً على زيادة رصيده التهديفي أمام تونس.

ومن المرجح أن يدفع ديشامب بالثلاثي ماركوس تورام وكينغسلي كومان وإبراهيما كوناتيه في التشكيلة الأساسية على حساب بعض الكوادر، علماً أن لاعب خط الوسط السابق أدخل في قطر بعض التعديلات دون الإخلال بتوازن تشكيلته، فلعب بدفاع رباعي على غرار ما فعله في روسيا.

تجديد الثقة

من المتوقع أن يمنح ديشامب فرصة للوجوه جديدة
من المتوقع أن يمنح ديشامب فرصة للوجوه جديدة

ولكن مع اختلاف وحيد وهو الدفع بمهاجم إضافي ليرتفع العدد إلى 4 لاعبين يملكون الجينات الهجومية في المقدمة، مع أنطوان غريزمان كلاعب موزع خلف جيرو في قلب الهجوم ومبابي وعثمان ديمبيليه على الرواقين. على ملعب الجنوب في الوكرة ستحدد المواجهة المقامة في الوقت نفسه بين الدنمارك وأستراليا هوية المتأهل إلى ثمن النهائي في انتظار نتيجة مباراة فرنسا وتونس.

وتحتاج الدنمارك إلى النقاط الثلاث في مسعاها للتأهل، ولكنها على غرار تونس لم تهز شباك منافسيها سوى مرة واحدة بفضل أندرياس كريستنسن في المباراة التي خسرتها أمام فرنسا 1 – 2، في حين لم يقنع مهاجم كوبنهاغن أندرياس كورنيليوس حيث من المرجح أن يدفع المدرب كاسبر هيولماند (50 عاما) بالثنائي مارتين برايثوايت وكاسبر دولبرغ في المقدمة.

من ناحيته لن يغامر غراهام أرنولد مدرب “سوكروز” بتبديل تشكيلة فازت على تونس 1 – 0 بفضل رأسية لاعب الاتفاق السعودي السابق ميتشل ديوك، مجدداً ثقته بالحارس ماثيو ريان والمدافع هاري سوتار ولاعب الوسط آرون موي.

وتملك أستراليا قدرها بيدها في مباراتها الأخيرة في قطر بعدما قدمت لها فرنسا خدمة جليلة بالفوز على الدنمارك. وتأمل أستراليا في بلوغ الأدوار الإقصائية في هذه النسخة من بطولة كأس العالم للمرة الثانية في ست مشاركات، بعد مونديال 2006. ويلتقي المنتخبان للمرة الثانية في منافسات المونديال بعد التعادل 1 – 1 ضمن دور المجموعات أيضاً في روسيا 2018. وتميل الأرقام لصالح الدنمارك أمام “سوكروز” حيث فازت مرتين مقابل تعادل وهزيمة في المواجهات الأربع في مختلف المسابقات.

18