تونس بالدراجات الهوائية أفضل

كانت الدراجات الهوائية في تونس تستعمل غالبا على سبيل الترفيه وليس للتنقل مقارنة باستعمال السيارات، لكن في السنوات الأخيرة بدأ ناشطون بيئيون يشجعون على استعمال العجلتين كحل لمشاكل التنقل والتلوث في العاصمة المكتظة بالسكان.
تونس - جاب العشرات من سائقي الدراجات الهوائية شوارع العاصمة التونسية الأربعاء في الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي دون سيارات، وذلك بهدف دق ناقوس الخطر للتحذير من أن التوسع في الاعتماد على السيارات يؤدي إلى تلوث الهواء.
ونظمت سباق الدراجات الجمعية التونسية “فيلوريسيون” للتشجيع على استعمال الدراجة الهوائية، بهدف تشجيع المواطنين على استخدام هذه الدراجات ووسائل النقل العام والحد من الاعتماد على السيارات الخاصة في المدن المكتظة بالسكان.
وقالت بشرى منسي، وهي منسقة مشاريع في الجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجة، “تحتفل الجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجة ووزارة النقل والخدمات اللوجستية التونسية لأول مرة باليوم العالمي دون سيارات، ويهدف هذا اليوم بالفعل إلى تقليل السفر بالسيارات الخاصة… لتقليل حركة المرور أيضا ومقاومة التلوث الجوي وبالتالي مُفضّل ويوصى بالانتقال إلى وسائل النقل العام، واستعمال الدراجة أو السير على الأقدام”.
ومن بين راكبي الدراجات منى قريصة، وهي مهندسة متطوعة في الجمعية قررت الذهاب إلى العمل يوم الأربعاء على دراجتها وتركت السيارة في المنزل.
وقالت إنها شاركت في التظاهرة التي رفعت شعار “تونس بالدّراجات أفضل” وانطلقت من “باب بحر” وسط العاصمة وجابت شارع الحبيب بورقيبة مرورًا بعدد من أبواب المدينة العتيقة، وأضافت “أنا دائما أفضّل الدراجة على استعمال السيارة عندما يكون الاختيار بيدي وأشجع أي شخص على محاولة استعمال الدراجة فإذا أعجبته يستطيع أن يواصل بها”.
وتتمنى قريصة أن تستطيع في يوم من الأيام ترك سيارتها الخاصة إلى الأبد، وتشجٍع التونسيين الآخرين على أن يفعلوا الشيء نفسه. وتقول “إنها تجربة جميلة جدا”.
وقالت نشوى الورتتاني، منسقة التّظاهرة إن “الجولة شهدت إقبالا طيبا، والهدف منها نشر ثقافة استعمال الدراجات الهوائية في الحياة اليومية للتونسيين بدلًا من السيارات، ما يساهم في الحفاظ على البيئة والتقليص من الازدحام”.
وأضافت أن “استعمال الدراجات الهوائية له فوائد مادية ودعم لوسائل النقل العمومية، واعتادت الجمعية تنظيم يوم دون سيارات في مدينة تونس كل يوم أحدٍ في نهاية كل شهر”.
وقالت نائلة الخزري، وهي مشاركة في الجولة وعضو الجمعية التّونسية للتشجيع على استعمال الدراجات، إن “جولة هذه السّنة لاقت تجاوبا من وزارة النقل، نتمنى أن يعي كل التّونسيين أهمية استعمال الدّراجة في الحياة اليومية”.
وقالت الخزري “يجب الاهتمام أكثر بالجانب البيئي والتقليص من التّلوث في كل المدن، ما ستكون له فوائد على صحتنا وسيقلل من ازدحام الطرقات”، مؤكدة أن ركوب الدراجات يساهمم أيضا في تخفيض كلفة التنقل السنوية للفرد إلى حدود الثلثين.
وقال أسامة مرايدي (25 عاما) “الجولة على الدراجات تجعلك تعيش إحساسا ممتعا، في طريق بلا سيارات.. تشعر بأنك في أمان، لا توجد سيارات تلتصق بك.. من الممكن أن نجعل هواء مدينتنا نظيفا لو نلتزم بالنقل عبر الدراجات.. المسألة ممكنة وليست صعبة بدليل أن آباءنا وأجدادنا كانوا يستعملون النقل العمومي والدراجات قبل أن تهجم السيارات وتستعمر الطرقات والأرصفة”.
وتنظم جمعية “فيلوريسيون” تجمعا أسبوعيا للخروج والتنزه بالدراجات في موكب للمطالبة بدعم استخدام الدراجات الهوائية.
وتسعى الجمعية لتشجيع استعمال الدراجة كوسيلة نقل أساسية في شوارع العاصمة، خاصة في فترة انتشار فايروس كورونا، فالدراجة تجنّب الاختلاط كما مثلا في باقي وسائل النقل العمومي.
يشار إلى أن اليوم العالمي دون سيارات بادرة تم إقرارها رسميا عام 2000 في عدة دول أوروبية، قبل أن تعتمد الأمم المتحدة هذا اليوم كإحدى الآليات الأساسية لتشجيع الشّعوب على العمل من أجل الحفاظ على البيئة والتّوعية بمخاطر التّلوث والازدحام والضّجيج.