تنظيم داعش يبسط سيطرته على شرق نيجيريا متفوقا على بوكو حرام

تعاظم نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا يثير قلقا كبيرا.
السبت 2021/06/05
خطر داعش مستمر

كانو (نيجيريا) - تسيطر جماعتان جهاديتان متنافستان على أجزاء كبيرة من منطقة بحيرة تشاد، إلا أن تنامي نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا، يشكل منعطفا رئيسيا في هذا النزاع المتواصل منذ 12 عاما.

وتزايدت حدة الخصومة مع حركة بوكو حرام الإسلامية منذ سنوات عدة وساهمت في إضعاف الطرفين. لكن يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا الذي صار الجماعة المهيمنة يسيطر بوضوح وبشكل واسع على المنطقة.

فقبل أسبوعين باشر التنظيم عملية في مناطق تسيطر عليها جماعة بوكو حرام في غابة سامبيسا وطوّق مقاتلوه منزل زعيمها التاريخي.

فينسان فوشيه: التنظيم على غير العادة باشر حملة لكسب تعاطف المدنيين في مناطق نفوذه السابقة والجديدة
فينسان فوشيه: التنظيم على غير العادة باشر حملة لكسب تعاطف المدنيين في مناطق نفوذه السابقة والجديدة

وأصيب أبوبكر شكوي بجروح بالغة خلال المعارك على ما أفادت مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات. ورجّحت وسائل إعلام نيجيرية أن شكوي قُتل أو انتحر من خلال تفجير نفسه.

ومع أن هذه المعلومات تبقى مبهمة ولم تعلن أي من الجماعتين الجهاديتين مقتله رسميا، يبدو مؤكدا أن المعارك بين المجموعتين المتخاصمتين، تكثفت.

وأعدم تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا عشرة من قادة بوكو حرام في حين انضم 30 من الأعضاء البارزين في هذه الجماعة الأخيرة إليه بحسب ما أفادت مصادر قريبة من الاستخبارات وسكان في المنطقة لوسائل إعلامية.

وتفيد مصادر أمنية بأن التنظيم عيّن قائدا على غابة سامبيسا هو أبومصعب البرناوي نجل مؤسس بوكو حرام محمد يوسف، الذي سبق واختاره في 2016 لقيادة الحركة الجهادية في المنطقة.

ويثير تعاظم نفوذه وإعادة هيكلته قلقا كبيرا لأن هذا الأمر يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا، بات يسيطر على أجزاء أكبر من المنطقة ولديه المزيد من الرجال والسلاح.

وفي تغريدة كتب فينسان فوشيه الباحث في المركز الفرنسي للبحث العلمي نقلا عن مصادر في المنطقة، أن التنظيم على جري العادة باشر “حملة لكسب تعاطف المدنيين في مناطق نفوذه السابقة والجديدة”.

فخلافا لجماعة بوكو حرام التي لم تكن تتردد في قتل المدنيين الذين لا ينخرطون في صفوفها بشن هجمات أو ارتكاب مجازر فظيعة، يفضل تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا كسب ثقة أبناء المنطقة وضمان موارد مالية بشكل منظم.

وتابع فوشيه في تغريدته أن “مقاتلي الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا يؤكدون أن شكوي قُتل وأنهم باتوا يسيطرون على المنطقة وأن المدنيين المسلمين في أمان طالما أنهم يدفعون الخوة”.

وفي منطقة بحيرة تشاد، وجه التنظيم رسالة رحّب فيها بالسكان في دولة “الخلافة” التي أعلنها، على ما قال صائد سمك في بلدة باغا الواقعة على ضفة بحيرة تشاد لوسائل إعلامية.

وأكد المقاتلون كذلك أنهم يريدون “التخلص من بوكو حرام للتفرغ بعدها للجنود النيجيريين” على ما أضاف الصياد الذي أوضح “لا يريدون القتال على جبهتين في وقت واحد”.

وإلى جانب غابة سامبيسا، فإن لجماعة بوكو حرام معاقل كبيرة على جانبي الحدود بين الكاميرون وخصوصا في غووزا وبولكا وفي جبال ماندارا، ومع النيجر أيضا.

ويقول مسؤول أمني في المنطقة “من أجل تعزيز هيمنته فعلا، على تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا أن يخضع هذه الأطراف أو يقنعها بالانضمام إليه”.

Thumbnail

ويبدو أن هذه الحملة بدأت بالفعل. فالأسبوع الماضي هاجم جهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية على متن زوارق سريعة معسكرات عدة في منطقة بوسو في النيجر حيث أدت المواجهات إلى سقوط عدة قتلى على ما أفادت مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات.

وأوضح أحد هذه المصادر “وقعت مواجهات عنيفة في أغاديرا وليليو وكواتر بونا بين تنظيم الدولة الإسلامية وبوكو حرام”.

وسُمع تبادل لإطلاق النار قرب جبال ماندار وعلى طول الحدود بين نيجيريا والكاميرون، حيث رفض مقاتلون في بوكو حرام الخضوع للتنظيم الذي بات مهيمنا.

وقال إيفان سان – بيار الذي يدير مركز “مودرن سيكيوريتي كونسالتنغ غروب” الاستشاري للتحاليل الأمنية “في حال نجح تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا في استقطاب عناصر بوكو حرام ومواردها، فمن شأن ذلك تعزيز ثقله وقدرته على التوسع”.

ويمكن للجهاديين أن يعززوا عزلة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو التي لا تزال بمنأى نسبي وإلى حيث لجأ أكثر من مليون مدني وزيادة الضغوط على الجيش المتواجد في الأساس في ثكنات محصّنة ويعتمد كثيرا على الضربات الجوية.

ويؤكد المحللون أن غرب أفريقيا هي قبلة التنظيم الجديدة بعد خسارة مناطق في الشرق الأوسط، وهو ما يستدعي يقظة دولية مستمرة.

وبينما نجح التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في تدمير خلافة التنظيم المادية في العراق وسوريا، لا توجد استراتيجية منسقة بشأن ما إذا كان سيتم التعامل مع العديد من المنتسبين وفروع التنظيم في أفريقيا، وكيف سيكون ذلك.

ويلاحظ متابعون أن تهديد الدولة الإسلامية في 2021 بدا مختلفا كثيرا حتى عما كان عليه قبل عامين فقط، عندما سقط آخر معاقل التنظيم في بلدة الباغوز السورية التي كانت رمزا لنهاية مشروع الخلافة.

6