تمارين زيادة الحركة مفيدة لتآكل مفصل الركبة

برلين ـ قالت الجمعية الألمانية لطب العظام إن الرياضة تتمتع بأهمية كبيرة لمرضى تآكل مفصل الركبة؛ حيث إنها تخفف المتاعب من ناحية وتعمل على تقوية المفاصل وتحسين وظيفتها من ناحية أخرى، وذلك بخلاف الاعتقاد الشائع بأن ممارسة الأنشطة الرياضية تُلحق ضررا بمفصل الركبة لدى المرضى.
كما أكد معهد الجودة في القطاع الصحي الألماني على أهمية الحركة لمرضى التهاب مفصل الركبة.
وقال المعهد إن الحركة تخفف من متاعب تآكل المفصل من ناحية، وتعمل على تقوية المفاصل وتحسين وظيفتها من ناحية أخرى، وذلك بخلاف الاعتقاد الشائع بأن الحركة تضر بمفصل الركبة لدى المرضى.
ويقع مفصل الركبة الطبيعي عند التقاء عظمة الفخذ مع عظمة الساق، وعند الشخص الطبيعي تكون هذه الأجزاء مغطاة بطبقة غضروفية تمتص الصدمات وتؤمن حركة سلسة للمفصل. ولكن عندما تقل كمية هذه الطبقة الغضروفية ينتج ما يعرف بالخشونة أو الاحتكاك أو التآكل أو التهاب المفاصل.
وينتج تآكل مفصل الركبة عن تآكل الغضاريف نتيجة للتقدم في السن أو زيادة الوزن أو بعض عادات الاستخدام الخاطئ لمفصل الركبة عند الجلوس أو المشي. كما بعض الأمراض الروماتيزمية التي تؤدي إلى تآكل الغضروف قد تكون سببا في مرض تآكل مفصل الركبة، وفي بعض الحالات يكون المرض نتيجة إصابة شديدة للركبة أو الأربطة المحيطة بها.
وأوضحت الجمعية أنه من المثالي ممارسة تمارين تقوية العضلات وتمارين زيادة الحركية لمدة 45 دقيقة بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
وتعرف تمارين زيادة الحركة، على أنها جميع التمارين التي تُجرى للمحافظة على المدى الحركي للمفاصل بهدف الوقاية من تطور التحدد الحركي واليبوسة المفصلية أو لاستعادة المدى الحركي للمفاصل المتحدة أي لمعالجة اليبوسة المفصلية.
الرياضة مفيدة لتآكل مفصل الركبة حيث تخفف المتاعب وتعمل على تقوية المفاصل وتحسين وظيفتها وتقوي العضلات
أما تمارين تقوية العضلات فهي تشمل بعض التدريبات الأساسية مثل تمارين اللوح الخشبي وتمارين البطن وتمارين كرة اللياقة البدنية. و يعد تمرين الجسر مثالا آخرا لتمارين تقوية العضلات .
وينصح الخبراء بممارسة تمارين القوة مرتين في الأسبوع على الأقل لبناء العضلات لدى البالغين، ومن هذه التمارين: تمارين رفع الأثقال، والمقاومة، ودفع الجسم، والقرفصاء، كما ينصح الخبراء كبار السن الذين يرغبون في بناء كتلة عضليّة قويّة، بممارسة تمارين القوة باعتدال، مع مراعاة تجنّب التعرّض لأيّ إصابة خلال التمرين.
كما تشير الدراسات إلى أنّ ممارسة التمارين الهوائيّة تُعدّ طريقة جيّدة لزيادة اللياقة البدنيّة، وزيادة نموّ العضلات، لذلك يُنصح بممارسة التمارين الهوائية لمدّة 75 دقيقة خلال الأسبوع الواحد.
كما تمنح تمارين الرياضة التي تقوي مفاصل الجسم من خلال بناء العضلات المحيطة بالمفاصل، المفصل استقرارا أكثر. وتحافظ تمارين تقوية المفصل أيضا على مرونة الأوتار والأربطة، وتقلل من خطر الإجهاد، أو الالتواء، وتحافظ على نطاق حركة المفصل في أفضل حالاته.
أما تمارين نطاق الحركة فتتضمن تحريك المفاصل خلال نطاق حركتها الكامل، ومنها مثلا سحب الركبتين إلى الصدر أو رفع الذراعين فوق الرأس وتساعد تمارين نطاق الحركة على تقليل التصلب وعلى زيادة المرونة.
ومن الرياضات الأخرى المناسبة لتآكل مفصل الركبة المشي وركوب الدراجات الهوائية، بينما لا يجوز ممارسة الرياضات العنيفة مثل كرة القدم.
ويمكّن ركوب الدراجات الهوائية وهي رياضة منخفضة الضغط وممتازة، من تقوية المفاصل وتحسين اللياقة البدنية الكلية.
و يشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن كتلة العضلات الهيكلية في الجسم تستجيب لتغييرات كثيرة من حيث الكمية والنوعية. كما أنها تتميز بكونها نسيجا ديناميكيا قادرا على التضخم أو الضمور وفقا لنمط النمو والتقدم في العمر وخاصة خلال الشيخوخة، وأيضا وفقا لنوعية ومقدار النشاط البدني الذي يُمارسه المرء في حياته اليومية وعمله الوظيفي.
كما تتأثر كتلة العضلات الهيكلية بكمية ونوعية محتويات التغذية اليومية، إضافة إلى حالة الفرد الصحية ومدى إصابته المزمنة أو المؤقتة بأي نوع من الأمراض. ويمكّن التغيير في طريقة الحياة كإنقاص الوزن وممارسة الرياضة الخفيفة والتقليل من الجلوس على الأرض وصعود الدرج، من علاج تآكل مفاصل الركبة، وأيضا العلاج الطبيعي بجميع أنواعه بما فيها التمارين المقوية لعضلات الركبة.
ونتيجة لتآكل مفصل الركبة يشعر المريض عادة بآلام حول الركبة تختلف في شدتها وتزداد مع الحركة خصوصا عند المشي وصعود الدرج والجلوس على الأرض. وقد يصاحب هذه الآلام تورم حول الركبة أو تيبس وصعوبة في حركتها.
أما في الحالات المتقدمة فقد يؤدي المرض إلى تقوس في الأطراف السفلية وصعوبة في المشي ولو لخطوات قليلة.
ويرجع الأطباء تآكل مفصل الركبة إلى العادات الخاطئة. التي يمارسها كبار السن خصوصا في المجتمعات العربية. ويتم تشخيص المرض عن طريق المعاينة السريرية وبعدها يتم إجراء كشف بالأشعة السينية على الركبتين، وفي بعض الأحيان يتم إجراء كشف بأشعة الرنين المغناطيسي وبعض التحاليل المخبرية.