تكرار نجاحات الموسم الماضي أبرز تحديات باير ليفركوزن الألماني

ليفركوزن يستهل الموسم الجديد بشكل استثنائي بإحراز لقب السوبر الألمانية على حساب شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي.
الجمعة 2024/08/23
بداية قوية

برلين - يأمل باير ليفركوزن في تكرار عروضه الرائعة بعد تتويجه بلقبي الدوري والكأس الألمانيين دون التعرّض لأي هزيمة الموسم الماضي، وذلك عندما يفتتح مشواره بمواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ الجمعة. ورشح الكثيرون ليفركوزن كي يصبح أول فريق، غير بايرن ميونخ، يحرز لقب الدوري لعامين متتاليين منذ بوروسيا دورتموند بقيادة يورغن كلوب عام 2012. وفي حين أنفق بايرن أموالا طائلة سعيا لتسلّق القمة من جديد، ودعّم كل من دورتموند ولايبزيغ صفوفهما بصفقات صيفية مثيرة، حث مهاجم ليفركوزن النيجيري ناثان تيلا فريقه على خوض موسم مذهل آخر.

وقال "لا توجد قواعد تمنعنا من القيام بأي شيء مماثل. الأمر متروك لنا فقط وكيفية تطبيقنا لخططنا خلال الموسم”. وصرّح تيلا على هامش المعسكر التدريبي لليفركوزن بقرية دوناوشينغن في الغابة السوداء “لا يوجد سبب يمنعنا من الدفاع عن اللقب".

وأردف "لقد شاهدنا بايرن يفعل ذلك لسنوات عديدة. لماذا لا نستطيع أن نفعل شيئا مماثلا؟ لا يوجد حد لما يمكننا تحقيقه. في العام الماضي لم يؤمن بحظوظنا أحد وفي نهاية الموسم أصبحنا أبطالا بلا هزيمة”. وتابع “أن تكون جزءا من هذا الفريق، كل شيء ممكن”. يأتي كلام تيلا التفاؤلي معاكسا تماما للانتقادات الهائلة التي كان يتعرّض لها ليفركوزن بسبب فشله دوما في إحراز اللقب رغم احتلاله مركز الوصافة في خمسة مواسم.

استهل ليفركوزن الموسم الجديد بشكل استثنائي أيضا. فتمكن السبت من إحراز لقب الكأس السوبر الألمانية على حساب شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي، بعد أن سجّل المهاجم التشيكي باتريك شيك هدف التعادل في الدقيقة 88 قبل أن يفوز ليفركوزن بركلات الترجيح. وكان تسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة سمة بارزة في موسم ليفركوزن السابق، بما فيها مشواره نحو نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).

وأقام ليفركوزن معسكره الإعدادي الصيفي في الملعب نفسه الذي افتتح فيه المنتخب الإسباني مشواره في كأس أوروبا 2024 نحو اللقب قبل أسابيع قليلة. وردا على سؤال عما إذا كان ليفركوزن يستطيع الاستفادة من سحر إسبانيا، قال تيلا إن فريقه لا يحتاج إلى أي مساعدة خارجية. وأوضح "كلا، لدينا سحرنا الخاص بكل صراحة. الموسم الماضي كان هو الساحر"، مشيرا إلى لاعب وسط ليفركوزن الشاب والمتألق فلوريان فيرتس.

◙ الكثيرون رشحوا ليفركوزن لأن يصبح أول فريق غير البايرن يحرز لقب الدوري لعامين متتاليين منذ بوروسيا دورتموند 2019

ورغم اهتمام العديد من الأندية الأوروبية البارزة به نجح ليفركوزن في الاحتفاظ بخدمات فيرتس هذا الصيف، بالإضافة إلى السواد الأعظم من عناصره. والأهم كان بقاء المدرب الإسباني شابي ألونسو على رأس الفريق بعد أن جدّد عقده مع الفريق لموسم آخر متجاهلا اهتمام العديد من عمالقة الكرة الأوروبية كليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وبايرن نفسه.

وقال لاعب وسط ليفركوزن السويسري غرانيت تشاكا إن النجاح هو الذي حفّز ألونسو على البقاء. وأوضح "إنه يريد أن يثبت أننا قادرون على فعل ذلك مرة أخرى. كان هذا شيئا عظيما بالنسبة إلى اللاعبين، إنه يؤمن بحظوظ هذا الفريق، ويثق بأن هذا الفريق قادر على فعل الشيء نفسه هذا العام أيضا".

بمعزل عن أفضليته المالية والاقتصادية لم تخف هيمنة بايرن الطويلة على الدوري الألماني رغبته الدائمة في تطوير مستواه حتى عندما يكون في القمة. لذلك يدرك ليفركوزن حجم التحدي الكامن أمامه للاحتفاظ بلقبه. وأكد ألونسو، الذي حفلت مسيرته كلاعب بالعديد من الألقاب، أن المستوى الرائع الذي قدمه الفريق العام الماضي "ربما لن يكون كافيا” لهذا الموسم. وقال المدرب الشاب "لدينا العديد من الأساسيات، نحتاج إلى إضافة شيء ما وتحديثه ودمج عناصر أخرى. يتعين علينا التطور والتحسن".

وكان لاعب وسط ليفركوزن تشاكا، الذي وصل مثل تيلا إلى ليفركوزن قادما من إنجلترا قبل الموسم الماضي، صوت ألونسو في الملعب، حيث شارك في أكبر عدد من الدقائق مقارنة بأي لاعب آخر ميداني في الفريق الموسم الماضي. وقال تشاكا لوكالة فرانس برس “أتفق مع المدرب لأنه إذا كان هناك شخص واحد يعرف، فهو المعني الأكبر. إذا كنت تريد التحسن سنة بعد سنة، فعليك التحسن بالفعل كل عام. لا تحتاج فقط إلى النظر إلى الأشياء الجيدة، بل إلى الأشياء السيئة أيضا".

وانضم تيلا إلى صفوف ليفركوزن بعد أن أحرز 17 هدفا ليساهم في صعود بيرنلي إلى الدوري الإنجليزي. ونجح الموسم الماضي في تسجيل سبعة أهداف مع ست تمريرات حاسمة عندما كان ليفركوزن يكافح من أجل حصد ثلاثة ألقاب، قبل أن ينال دعوة من المنتخب النيجيري. وأشار تيلا إلى أنّ النادي وضع نصب عينيه تحقيق المزيد من التطوّر. وقال تيلا “هذا شيء نريد أن نطمح إليه. قال المدرب إننا لم نصل إلى هذا المستوى بعد. وهذا يعني أن لدينا شيئا نعمل من أجله لتحسينه. كانت المعايير التي حددناها العام الماضي عالية للغاية، إلى درجة لا تصدق تقريبا. نريد أن نقترب منها مرة أخرى، إن لم نتجاوزها".

17