تقنية "كريسبر" تفتح الطريق للتشخيص السريع وغير المكلف لكورونا

تمكن فريق من العلماء في مقاطعة ويلز البريطانية من تطوير اختبار جديد وغير مكلف للكشف عن الإصابة بفايروس كورونا عبر التنفس وفي ثوان معدودة بدلا من ساعات، في ما يوصف بأنه وسيلة يمكن أن “تحدث ثورة” في فحص المرض القاتل.
لندن - أظهرت الأبحاث الأولية أن الفحص عن طريق التنفس، وهو أسلوب طور في مقاطعة ويلز، قد يكون قادرا على التمييز بين فايروس كورونا وأي عدوى صدرية أخرى في الحال تقريبا.
ونشر البحث الذي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية ب.بي.سي في دورية “ذا لانسيت” بعد إجراء تجارب في ألمانيا وأسكتلندا.
وقال المطورون في شركة “إيمسبيكس دياغنوستيكس” إن أجهزة الفحص قد تكون جاهزة للاستعمال خلال ستة شهور، إذا حصلوا على التمويل اللازم.
وأضاف مؤسس الشركة التي طورت الفحص سانتي دومينيغيز “أعتقد أن الإمكانيات مثيرة. كون النتيجة تظهر مباشرة ويمكن أن نرى استخدامات هذا الفحص خارج نطاق بيئة المستشفيات، كالطيران مثلا والمواصلات ودائرة الهجرة. بإمكانك أخذ عينة سريعة، لست بحاجة لشخص مختص لأخذها، وتحصل على النتيجة خلال دقائق”.
ويستعين اختبار “فيلودا” الجديد بتقنية تحرير الجينات “كريسبر” لاكتشاف الإصابة بالفايروس، وقد طورت “إيمسبيكس” أحدث الآلات في مقرها في ويلز.
وكانت التقنية تستخدم في الأساس لتطوير فحوص لتشخيص أمراض مثل سرطان الرئة وكيفية تمييز العدوى البكتيرية من الفايروسية، لكن مع انتشار فايروس كورونا على نطاق عالمي اتخذت الشركة قرارا بالتركيز على تشخيص المرض المستجد.
وقال مدير إيمسبيكس “لدينا الخبرة في هذا الحقل وخبرة في التطبيق، وحين بدأ فايروس كورونا بالانتشار قررنا تحويل أبحاثنا في ذلك الاتجاه للمساهمة في الجهود”.
وقد أجريت تجربتان الآن باستخدام تقنية الشركة، على مرضى في المستشفيات في إدنبره ودورتموند في ألمانيا، في المراحل الأولى لانتشار الفايروس.
وقد تطورت الدراسة التي تجريها جامعة لوبورو من عمل الجامعة على مشروع السموم والنفايات، لمساعدة أقسام الطوارئ في الكوارث المدنية.
وحاول الباحثون أن يروا إذا كان بإمكان الأجهزة التفريق بين مريض مصاب بكورونا وآخر مصاب بعدوى صدرية.
وحلل الجهاز عينات من النفس بحثا عن مواد كيماوية متطايرة في الهواء مما يعطي الباحثين فكرة عن سبب إصابة المريض بالمرض ومواجهته صعوبات في التنفس.
وتمكنت الفحوص من تمييز فايروس كورونا في المواد الكيماوية، وهذا ما جرى تأكيده عن طريق فحوص مخبرية تقليدية.
وتمكن العلماء في 80 في المئة من الحالات من تشخيص إصابة المريض بفايروس كورونا وتمييز الإصابة من مشاكل أخرى في الجهاز التنفسي كالربو والتهاب الرئة البكتيري.
وشخص الباحثون في الدراسة التي أجريت في أدنبره أيضا مركبات كيماوية لديها قدرة كبيرة على تشخيص حالة المريض وإن كانت الإصابة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
واستنتج العلماء أنه لو كانت المعطيات التي حصلوا عليها يمكن الاعتماد عليها، فإنها ستفتح آفاقا أمام تشخيص سريع للإصابة بفايروس كورونا في أقسام الطوارئ أو في أقسام العناية المركزة، مما سيحسن أداء تلك الأقسام في التعامل مع المرضى وحماية العاملين في القطاع الصحي.
وأضافوا أن تطوير هذا الأسلوب قد يؤدي إلى تشخيص سريع للإصابة بفايروس كورونا.
وقال بول توماس من قسم الكيمياء في جامعة لوبورو إن النتائج شجعته إلى درجة كبيرة. إلا أن هذه الدراسات محدودة، حيث لم تجر سوى على حوالي مئة شخص.
وقالت الشركة التي طورت الجهاز إنها ما زالت بحاجة للعمل أكثر على التقنية قبل أن تكون جاهزة للاستخدام في الأوضاع اليومية، سواء في المستشفيات أو المطارات أو أماكن شبيهة بذلك.
وقال سانيت دومينغيز “نحن شركة صغيرة، وإذا كان علينا أن نفعل ذلك بإمكانياتنا المحدودة سيستغرقنا ذلك 12-18 شهرا”، لكن إذا حصلنا على الدعم المناسب نستطيع أن نطرح منتجنا في الأسواق خلال 6 شهور”.
وأضاف أن الحصول على الدعم من أجل اتخاذ الخطوة القادمة هو أولوية الشركة حاليا.
وقال إن شركته حصلت على بعض الدعم من حكومة ويلز في الماضي، وهذا ساعد في الوصول إلى النقطة الحالية.
وتحتاج الشركة بعد الوصول إلى نقطة الموافقة على المنتج إلى القدرة على إنتاجها بكميات كافية، فإنتاجها بأعداد قليلة لن يكون مفيدا.
وكان علماء من الهند قد أعلنوا في أكتوبر الماضي عن اختبار ورقي للكشف عن الإصابة بفايروس كورونا، ويمكن للاختبار أن يعطي أيضا نتائج سريعة تشبه اختبار الحمل.
ويعتمد الاختبار، الذي أطلق عليه العلماء اسم “فيلودا”، وهو اسم محقق شهير في مجموعة قصص هندية، على تقنية تحرير الجينات الوراثية المعروفة باسم “كريسبر”، ويقدّر العلماء ظهور نتائج الاختبار في غضون أقل من ساعة بتكلفة 500 روبية (أي حوالي 6.75 من الدولارات).
وترعى شركة “تاتا” الهندية الرائدة اختبار “فيلودا”، الذي قد يكون أول اختبار ورقي في العالم لاكتشاف الإصابة بكوفيد – 19 يُطرح في الأسواق.
وقال الأستاذ الجامعي كيه فيجاي راغافان، المستشار العلمي البارز للحكومة الهندية، لبي.بي.سي “هذا اختبار بسيط ودقيق وموثوق وقابل للتطوير ورخيص الثمن”.
وخلص الباحثون إلى أن الاختبار الجديد أظهر نسبة حساسية بلغت 96 في المئة، ودقة بنسبة 98 في المئة. وتعتمد دقة الاختبار على هاتين النسبتين، إذ يستطيع الاختبار شديد الحساسية أن يكتشف كل مصاب بالمرض تقريبا، كما يستبعد الاختبار، الذي يتميز بدرجة عالية من الدقة، بطريقة صحيحة كل شخص غير مصاب بالمرض.
فالنسبة الأولى تضمن عدم وجود الكثير من النتائج السلبية الخطأ، بينما تضمن النسبة الثانية عدم وجود الكثير من النتائج الإيجابية المضللة. وأجازت هيئة تنظيم الأدوية في الهند الاختبار للاستخدام التجاري.
ويقول أنانت بهان، الباحث في الصحة العالمية والسياسة الصحية، إن توسيع نطاق الاختبارات في الهند لا يعني سهولة توافرها حتى الآن.