تصفية حساب بين غوارديولا وتوخيل في قمة السيتي والبايرن

تخطف مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني اليوم الثلاثاء الأنظار في ذهاب منافسات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الذي يشهد أيضا مباراة استعادة الأمجاد بين إنتر ميلانو الإيطالي وبنفيكا البرتغالي.
مانشستر (إنجلترا) - يبحث مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه الإسباني بيب غوارديولا عن تصفية حساب مع توماس توخيل، عندما يزور المدرب الجديد لبايرن ميونخ الألماني ملعب الاتحاد في مانشستر الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
وستكون المواجهة بين سيتي وبايرن الأولى بينهما في الأدوار الإقصائية في مسابقة أحرز لقبها البافاري ست مرات آخرها عام 2020، فيما يلهث سيتي وراء لقبه الأول.
وفيما تخلّص بايرن من باريس سان جرمان الفرنسي المدجّج بالنجوم (1 - 0 و2 - 0)، اكتسح سيتي لايبزغ الألماني 8 - 1 بمجموع المباراتين، فوصف المدير الرياضي لبايرن البوسني السابق حسن صالحميدزيتش المواجهة بـ”النهائي المصغر”. وأضاف “نواجه فريقا آخر يتمتع بالكثير من القدرات.
إنه الفريق الأقوى بالنسبة إلي. كان مذهلا ضد لايبزغ. سنستمتع بخوض هذه المواجهة”. وستضع هذه المواجهة المدرب الإسباني لسيتي جوزيب غوارديولا ضد الفريق الذي أشرف عليه من 2013 حتى 2016 وأحرز معه لقب الدوري الألماني ثلاث مرات وكأس العالم للأندية.
المحاولة الأقرب
في المرة الوحيدة التي بلغ فيها سيتي نهائي دوري الأبطال عام 2021 حرمه توخيل، عندما كان مدربا لتشيلسي الإنجليزي، من نيل اللقب القاري المرموق اللاهثة وراءه إدارة الفريق اللندني منذ استحواذها على النادي في 2008. كانت أيضا المحاولة الأقرب لغوارديولا، من أصل عشر مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ وسيتي، لإحراز اللقب الثالث في مسيرته التدريبية بعد 2009 و2011 مع الفريق الكتالوني.
أمام مدرجات خالية في ملعب دراغاو بمدينة بورتو البرتغالية، بسبب جائحة كورونا، خرج تشيلسي فائزا بهدف نظيف، في مباراة انتصر فيها التلميذ على المعلّم. كمدرب يافع، درس توخيل وقدّر الأسلوب الاستحواذي الشامل لبرشلونة تحت إشراف غوارديولا، والناجم عنه إحراز 14 بطولة بين 2008 و2012، من بينها لقبان في دوري الأبطال.
وتقاطع مساراهما خلال السنوات الثلاث التي أمضاها غوارديولا في بافاريا على رأس بايرن، عندما كان توخيل مدربا لماينتس ثم بوروسيا دورتموند. تناقش المهووسان باللعبة طويلا في حانة في ميونخ عام 2014 حول الخطط التدريبية، مستخدمين الكؤوس وحاويات الملح والبهار لتخيّل التشكيلات. وقال توخيل (49 عاما) قبل نهائي دوري أبطال 2021 “كنت معجبا كثيرا ببيب عندما كان لاعبا، ثم بعدما أصبح مدربا تعلمت منه الكثير”.
المواجهة بين السيتي والبايرن ستكون الأولى بينهما في الأدوار الإقصائية ضمن مسابقة أحرز لقبها البافاري ست مرات
وتابع “كنت مدرب أكاديميات ثم في البوندسليغا مع ماينتس، لكن لا أعتقد أن أي مباراة فاتتني (لغوارديولا مع برشلونة) لأني كنت أتعلم منها الكثير”.
الاحترام متبادل بينهما. وصفه غوارديولا الموسم الماضي بأنه “أحد المدربين القلائل الذين أتعلم منهم لتطوير وإدارة نفسي بشكل أفضل”. يملك غوارديولا (52 عاما) أفضلية في المواجهات المباشرة بينهما. ثلاثة انتصارات في غضون ستة أسابيع مع تشيلسي في نهاية موسم 2021، هي الوحيدة لتوخيل في 10 مباريات بينهما، مقابل ستة انتصارات للكتالوني.
لكن توخيل خرج فائزا في المباراة الأهم في نهائي دوري الأبطال، ورصيده القاري قد يكون لعب دورا في استقدامه بدلا من يوليان ناغلسمان المقال الشهر الماضي بشكل مفاجئ بسبب تراجع مستوى الفريق.
وقاد توخيل أيضا باريس سان جرمان الفرنسي إلى النهائي الوحيد في تاريخه في مسابقة دوري الأبطال عام 2020، كما جرّ ريال مدريد الإسباني حامل اللقب إلى الوقت الإضافي الموسم الماضي في ربع النهائي، رغم العقوبات المفروضة على النادي والأزمة التي خلّفها رحيل مالكه الروسي رومان أبراموفيتش.
ويملك توخيل راهنا فرصة النجاح حيث فشل غوارديولا في ثلاث سنوات مع بايرن. لكن حجم التوقعات يقع على كاهل مدرب سيتي الذي يخوض موسمه السابع مع فريق مدينة مانشستر ويحارب من أجل لقبه الخامس في الدوري المحلي.
استعادة ذاكرة الأمجاد
وفي لقاء آخر يخوض بنفيكا وإنتر ميلان مواجهة بين فريقين كانت لهما صولات وجولات سابقة في البطولة، لكنهما بعيدان عن النهائي منذ أعوام ويتمنيان استعادة ذاكرة الأمجاد.
وسبق للفريق البرتغالي، الحصان الأسود هذا الموسم، أن فاز بالبطولة مرتين وكان وصيفا في 5 مناسبات أخرى، لكن منذ خسارته نهائي 1990 لم يستطع تجاوز ربع النهائي في محاولاته الخمس التالية.
وأصبح التواجد في نصف النهائي هو هدف الفريق أمام الإنتر الذي وصل إلى دور الثمانية لأول مرة منذ 12 عاما، ولم يستطع الفريق الإيطالي الذهاب إلى هذا الحد منذ تحقيق لقبه الثالث والأخير في 2010 مع جوزيه مورينيو.
وأبرز المدرب سيموني إنزاغي أن “الإنتر عاد إلى دوري الأبطال ونحن فخورون بذلك، لأن فريقا مثل هذا يجب أن يخوض مباريات بهذا المستوى”.
وأضاف “تنتظرنا مباراتان قويتان أمام بنفيكا وفي أجواء حافلة. بنفيكا فريق قوي وناد عظيم تصدر بطولته عن استحقاق. لكننا أيضا فريق جيد ونريد لجمهورنا أن يحلم من جديد. ستكون مواجهة مثيرة وصعبة”.
ويعد النيراتزوري أحد الفرق التي تعبر عن تطور كرة القدم الإيطالية بوجود 3 فرق في ربع نهائي الأبطال، وقد ضمنت إيطاليا مشاركة فريق على الأقل في نصف النهائي، لأن نابولي وميلان سيخوضان مواجهة إيطالية أوروبية في ربع النهائي كذلك.
ويعّول بنفيكا على مهاجمه غونسالو راموس لتخطي عقبة إنتر الإيطالي. واعتاد راموس، رغم صغر سنه (21 عاما)، على التعايش مع الضغوط، وتحديدا في مونديال قطر في ديسمبر من العام الماضي عندما قرر مدرب البرتغال فرناندو سانتوس (حلّ الإسباني روبرتو مارتينيس بديلا عنه) إشراكه أساسيا بدلا من الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات كريستيانو رونالدو أمام سويسرا في دور ثمن النهائي.
لم يخيّب راموس الآمال المعقودة عليه، فسجّل ثلاثية في الفوز الساحق لـ “سيليساو” أوروبا 6 - 1، ووقف في دائرة الضوء بعد أن ظهر لأول مرة على المستوى الدولي قبل أسابيع قليلة فقط، في مباراة ودية.
وفي مارس تألق راموس مجددا أمام كلوب بروج البلجيكي في إياب ثمن نهائي المسابقة القارية الأم بتسجيله هدفين من خماسية فريقه (5 - 1)، ليقود بنفيكا إلى ربع النهائي للموسم الثاني تواليا (فاز بنفيكا 2 - 0 ذهابا).
وتشكّل زيارة إنتر إلى لشبونة الثلاثاء في ذهاب ربع النهائي فرصة للمهاجم البرتغالي لوضع نفسه في قلب نافذة الانتقالات، كما فعل قبله العديد من المواهب الشابة في بنفيكا على مر السنوات.
