تشيلسي عملاق لا ينحني حتى في سوق الانتقالات

أحيانا يكون الانتظار أفضل أسلوب يمكن أن يتوخاه الباحثون في سوق الانتقالات الذي بات أشد ضراوة بين كبار المتنافسين على خطف اللاعبين، وهو ما يعكسه حسم صفقة النجم الإسباني ألفارو موراتا لفائدة فريق تشيلسي الإنكليزي الذي انتظر طويلا لتعويض خيبة عدم حصوله على خدمات روميلو لوكاكو الذي انتقل إلى مسرح الأحلام.
الجمعة 2017/07/21
صفقة التعويض

مدريد - أعلن نادي تشيلسي بطل الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي عن توصله إلى اتفاق نهائي مع ريال مدريد بطل إسبانيا وأوروبا لضم مهاجم الأخير ألفارو موراتا في صفقة قدرتها وسائل إعلام إسبانية بنحو 80 مليون يورو.

وجاء في بيان للنادي اللندني “توصل نادي تشيلسي لكرة القدم وريال مدريد إلى اتفاق حول شروط انتقال ألفارو موراتو إلى ستامفورد بريدج”.

وأشار تشيلسي إلى أن “الانتقال الآن مشروط بموافقته (موراتا) على البنود الشخصية واجتياز الفحص الطبي”.

وبدوره أكد ريال مدريد الإسباني المتوج بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 2012 والمحتفظ بلقبه في دوري أبطال أوروبا، الاتفاق.

وأعرب في بيان عن “شكره للالتزام والتصرف المثالي والاحترافية التي أظهرها اللاعب على مدى الأعوام، بدءا من الوقت الذي أمضاه في أكاديميتنا إلى الفترة التي كان فيها جزءا من الفريق الأول”.

وكانت تقارير صحافية إسبانية أشارت في وقت سابق الأربعاء إلى توصل الناديين إلى اتفاق حول المهاجم الدولي البالغ من العمر 24 عاما.

وأوردت إذاعة “كادينا سير” عبر موقعها الإلكتروني أن المهاجم “توصل إلى اتفاق مع تشيلسي وهو الآن في طريقه إلى لندن”، مشيرة إلى أن “ريال مدريد سيحصل على 80 مليون يورو للتخلي عنه، وسيتم توقيع الصفقة لجعله أحد لاعبي ستامفورد بريدج”، وسيصبح لاعبا في الفريق الذي يدربه الإيطالي أنطونيو كونتي.

كونتي سعى لضم موراتا لتعويض فشله في التعاقد مع لوكاكو الذي خير الانتقال من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد

شروط معدلة

أعار النادي الملكي الإسباني موراتا إلى نادي يوفنتوس الإيطالي بين يوليو 2014 ويوليو 2016، حيث لعب تحت إشراف كونتي الذي كان حينها مدربا لفريق “السيدة العجوز”. وأشارت تقارير صحافية إلى أن تشيلسي عرض الأسبوع الماضي مبلغ 62 مليون جنيه إسترليني (70 مليون يورو) لضم المهاجم، وهو ما لم يلق موافقة النادي الملكي قبل أن يقبل بالعرض المعدل.

ويتوقع أن يحل موراتا بدلا من مواطنه دييغو كوستا في خط هجوم تشيلسي، بعدما أبلغ كونتي لاعبه الذي سجل 20 هدفا الموسم الماضي وساهم في قيادة تشيلسي إلى لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، بأنه لا يشكل جزءا من خططه للموسم المقبل.

وكان كونتي يتطلع إلى ضم موراتا لتعويض فشله في التعاقد مع البلجيكي روميلو لوكاكو الذي خيّر الانتقال من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد. وبحسب تقارير صحافية فقد عرض تشيلسي على موراتا عقدا يمتد لخمس سنوات مقابل راتب أسبوعي يبلغ 150 ألف جنيه.

ولعب المدير الفني الإيطالي لتشيلسي دورا أساسيا في جلب موراتا إلى يوفنتوس الإيطالي في العام 2014 وكان على وشك اللعب تحت إشرافه، إلا أن المدرب اختار في العام نفسه الانتقال لتدريب المنتخب الوطني الإيطالي.

وكان موراتا أعلن في تصريحات سابقة لصحيفة الغارديان البريطانية في أبريل الماضي عن رغبته في اللعب مجددا تحت إشراف كونتي.

وقال اللاعب “أشعر بأنني مدين له لأنه أكثر مدرب آمن بي، وأكثر مدرب أراد ضمي وجعلني أشعر بأنني قادر على اللعب على مستوى عال (..) لم أحظ بعد بفرصة العمل معه، ولكنني متأكد من القيام بذلك”.

وفي سياق متصل بنادي تشيلسي أعلن مدرب الفريق أنطونيو كونتي أنه وقع عقدا جديدا بشروط محسنة مع الفريق الإنكليزي، في ما يشكل مكافأة من النادي اللندني على موسم أول “باهر” قاده خلاله إلى لقب الدوري الممتاز لكرة القدم.

مديرة النادي مارينا غرانوفسكايا اعتبرت أن العقد الجديد يشكل مكافأة 'للنجاح الباهر' الذي حققه كونتي في موسمه الأول

ويحسن العقد شروط التعامل بين كونتي (47 عاما)، المدرب السابق لنادي يوفنتوس والمنتخب الإيطالي لكرة القدم، وبين النادي المملوك من الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش من دون أن يطيل أمده. وأتى إعلان المدرب الإيطالي في وقت متأخر مع استعداد الفريق، الذي بلغ الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا قبل أن يقصى على يد موناكو الفرنسي، ونهائي كأس إنكلترا حيث خسر أمام أرسنال، للانتقال إلى الصين في جولة استعدادية للموسم المقبل.

خيار التمديد ضروري

قال كونتي في بيان نقله الموقع الإلكتروني لتشيلسي “أنا سعيد جدا بتوقيع عقد جديد”، مضيفا “عملنا بجد في الموسم الأول لتحقيق شيء مدهش، وأنا فخور بما تحقق”. وأضاف “الآن علينا أن نعمل بجد أكثر من أجل البقاء في القمة”.

وانضم المدير الفني الإيطالي إلى تشيلسي قبل موسم 2016-2017 بعقد يمتد ثلاثة أعوام، وكان من المتوقع أن يوقع مع النادي اللندني تمديدا يبقيه حتى عام 2021، إلا أن العقد الجديد لا يطيل مدة العقد السابق، بل يحسن من شروطه لا سيما المالية منها، بحسب وسائل إعلام إنكليزية.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن الصفقة تعد “الأكبر التي تعرض على مدرب في تاريخ النادي”، وأن قيمتها تقارب 9.6 مليون جنيه إسترليني (نحو 12.5 مليون دولا أميركي) سنويا.

واعتبرت مديرة النادي مارينا غرانوفسكايا أن العقد الجديد يشكل مكافأة “للنجاح الباهر” الذي حققه كونتي في موسمه الأول. وأضافت “هذا العقد الجديد يعكس إيماننا بقدرته على مواصلة النتائج الجيدة على الصعيد المحلي وعلى العودة إلى المنافسات الأوروبية في مسابقة دوري الأبطال”، معتبرة أن المدرب الإيطالي “تأقلم مع كرة القدم الإنكليزية بشكل سريع، وقادنا إلى لقب الدوري الإنكليزي الممتاز”.

واستعاد تشيلسي مع كونتي في الموسم الماضي لقب الدوري الإنكليزي في مسيرة فاز خلالها النادي بـ30 مباراة بينها 13 على التوالي. وتسجل للفني الإيطالي قدرته على تغيير أداء الفريق في وقت قصير بعد أن أنهى الموسم السابق (2015-2016) في المركز العاشر.

وقال كونتي إن “مشجعي تشيلسي قدموا لي الكثير من الدعم منذ أن وصلت إلى هنا قبل عام، ومن المهم أن نواصل النجاح معا”.

23