تشيفيرين يقر بأحقية ليفربول في تتويجه بطلا لإنجلترا

تزايد الانتقادات يدفع الريدز إلى التراجع عن قرار فرض بطالة جزئية على موظفيه.
الأربعاء 2020/04/08
لحظة انتظرها ليفربول

أقرّ ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “ويفا”، بأحقية أن يتوج ليفربول بطلا لإنجلترا هذا الموسم، واضعا بذلك حدا للشكوك التي تزايدت وتيرتها في الفترة الأخيرة بخصوص هوّية من سيفوز بلقب الدوري الممتاز خصوصا في حال عدم استئناف النشاط.

لندن - منح ألكسندر تشيفيرين ارتياحا نفسيا كبيرا لفريق ليفربول مقرا بأنه سيكون بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز مهما كان مصير البطولة التي تم تعليقها بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد.

وقال تشيفيرين لصحيفة “إيكيبا” السلوفينية “من المستحيل ألا يكون ليفربول بطلا. إذا لعبت المباريات، فمن شبه المؤكد أنه سيفوز باللقب. من الناحية النظرية لم يحصل على اللقب بعد، لكنه بالتأكيد قادر على ذلك”.

وأضاف “في حال تعذر لعب المباريات، سنحتاج إلى إيجاد طريقة و’مفتاح’ يتم على أساسه الإعلان عن النتائج وتحديد الفائزين (..) لا أرى أي سيناريو لا يكون فيه ليفربول بطلا”.

ضغوط متزايدة

تزايدت التكهنات في الفترة الأخيرة حول مدى أحقية ليفربول بالتتويج باللقب خصوصا في حال تعليق البطولة، وتراوحت التعليقات بين مدافع عن أحقية الريدز بالتتويج وبين مقر بأنه يجب استئناف المسابقة للحصول على اللقب.

ورأى بيتر شمايكل، الحارس السابق لمانشستر يونايتد، أن ليفربول لا يجب أن يحصل على لقب البريميرليغ هذا الموسم في حال تم الاستقرار على إلغاء الموسم رغم تصدره الترتيب بفارق 25 نقطة.

وقال شمايكل “ليفربول متقدم بفارق 25 نقطة. إنه أمر محزن لهم حقا، لكن يجب أن يستكملوا الموسم للنهاية ليحصلوا على اللقب”.

ويجد ليفربول نفسه هذا الموسم أقرب من أي وقت مضى لإحراز اللقب بعد ثلاثين عاما من الانتظار، إذ يتصدر الترتيب برصيد 82 نقطة، وبفارق 25 نقطة عن ملاحقه مانشستر سيتي الذي خاض مباريات أقل من المتصدر.

وكان بإمكان الفريق الأحمر حسم اللقب في المباراة المقبلة التي كانت مقررة ضد جاره إيفرتون في المرحلة الثلاثين، بشرط خسارة سيتي أمام مضيفه بيرنلي، قبل أن يتم تعليق المباريات بسبب فايروس كورونا.

وتابع رئيس الاتحاد القاري “أدرك أن المشجعين سيشعرون بخيبة أمل إذا أقيمت المباريات في ملعب فارغ أو حتى لو تم حل الموضوع على الطاولة (في إشارة إلى حسم بقرار وليس بنتيجة المباريات في الملعب)، لكنني أعتقد أنه (ليفربول) بطريقة أو بأخرى سيفوز باللقب”.

Thumbnail

وتسبب “كوفيد19-” بتعليق غالبية منافسات اللعبة في أوروبا والعالم، وسط عدم يقين بشأن متى تتيح الظروف الصحية معاودة المباريات.

ولم يعلق “ويفا” على موعد محتمل لاستئناف البطولات المحلية والقارية، لكنه أكد أنه يعمل على عدة سيناريوهات.

وردا على سؤال عما إذا تم وضع المعايير التي سيتم من خلالها تحديد البطل أو الترتيب النهائي للبطولات في حالة عدم استئنافها، قال “لا، لم نفعل ذلك (..) نحن نستعد حتى لمثل هذا السيناريو ولكننا لم نبدأ العمل على ذلك. ونحن ما زلنا ملتزمين تماما بالمضي قدما حتى إنهاء البطولات”.

وفي خطوة منه لتجاوز تبعات القرار المتسرع الذي اتخذه، قدم ليفربول متصدر ترتيب الدوري الممتاز لكرة القدم اعتذاره عن نيته فرض بطالة جزئية على موظفيه.

ووجد ليفربول نفسه منذ السبت محط انتقادات محليا لاسيما من لاعبين حاليين وسابقين، بعدما أبدى عزمه طلب المعونة الحكومية لدفع رواتب موظفيه في ظل توقف المباريات بسبب الأزمة الصحية لوباء “كوفيد19-”.

ودخل مسؤولون حكوميون على خط هذا التجاذب داعين اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية إلى “التفكير مليا” في خطواتهم المقبلة.

وعمدت أندية عدة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، إلى الاتفاق مع اللاعبين على خفض الرواتب في الفترة الراهنة. وتبقى إنجلترا الوحيدة بين البطولات الوطنية الخمس الكبرى، التي لم تطبق فيها إجراءات مماثلة، باستثناء طلب الدعم الحكومي لدفع رواتب موظفين.

قرار متسرع

تراجع ليفربول المتوج بطلا لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، عن خطوته المتسرعة في رسالة من رئيسه التنفيذي بيتر مور نشرت على الموقع الإلكتروني للنادي الشمالي.

وكتب مور في رسالته “نعتقد أننا توصلنا إلى الخلاصة الخاطئة في الأسبوع الماضي (..) ونحن نأسف لذلك بشدة”.

وأضاف “كانت نوايانا، ولا تزال، ضمان أن يتوافر لكل القوة العاملة أكبر قدر ممكن من الحماية من التذبذب أو خسارة المداخيل في هذه الفترة غير المسبوقة (..) لذا نحن ملتزمون بالعثور على وسائل بديلة للعمل في ظل توقف مباريات كرة القدم، وضمان ألا نتقدم بطلب الاستفادة من خطة الدعم الحكومية”.

بيتر مور: نعتقد أننا توصلنا إلى الخلاصة الخاطئة ونحن نأسف لذلك بشدة
بيتر مور: نعتقد أننا توصلنا إلى الخلاصة الخاطئة ونحن نأسف لذلك بشدة

وبحسب هذه الخطة، تتكفل الحكومة البريطانية بدفع 80 في المئة من أجور الموظّفين التي تصل إلى 2500 إسترليني (نحو 3 آلاف دولار) شهرياً كحدّ أقصى، وذلك لتتمكن الأندية من الإبقاء عليهم في الوضع الراهن، مع تراجع إيراداتها بشكل حاد في ظل توقف المباريات.

ووجه مور التحية إلى كل موظفي نادي ملعب “أنفيلد”، مشددا على أنه “في إطار روح الشفافية علينا أن نكون واضحين أيضا، وعلى الرغم من أننا كنا في موقع صحي (ماليا) قبل هذه الأزمة، توقفت إيراداتنا (في الوقت الراهن)، بينما لا تزال مصاريفنا مستمرة. وكما معظم القطاعات في المجتمع، ثمة عدم يقين وقلق بشأن حاضرنا ومستقبلنا”.

ولم يسلم ليفربول من انتقادات لاعبين سابقين في صفوفه مثل جايمي كاراغر وستان كوليمور. كما تراجعت إحدى مجموعات مشجعيه عن تأييدها الأوّلي لخطوة البطالة الجزئية.

وقالت مجموعة “سبيريت أوف بيل شانكلي” في بيان “ندرك أنها مسألة تتعلق بالموظف وصاحب العمل، ولكن كمجموعة معترف بها من ليفربول، نحن قلقون من الضرر الذي سيسببه ذلك بسمعة النادي وقيمه”.

وأبدت العديد من أندية كرة القدم حول العالم خشيتها من الأثر المالي السلبي لتوقف المباريات، لما يعنيه ذلك من شح كبير في الإيرادات، يضاف إليه عدم يقين بشأن الظروف الصحية الراهنة، ومتى ستتيح استئناف المنافسات المعلقة منذ منتصف مارس تقريبا.

وتضم أندية إنجلترا في صفوفها عددا من اللاعبين الأعلى أجرا في العالم.

وتشير التقارير إلى أن حارس مرمى مانشستر يونايتد الإسباني ديفيد دي خيا، ولاعب وسط مانشستر سيتي البلجيكي كيفن دي بروين، يتقاضيان راتبا يقارب 20 مليون جنيه إسترليني سنويا (25 مليون دولار أميركي).

وبحسب تقرير لموقع “غلوبال سبورتس سالاريز” المختص برواتب الرياضيين حول العالم في العام 2019، يتخطى معدل راتب لاعب في الدوري الممتاز عتبة ثلاثة ملايين جنيه إسترليني.

ومع تمسك رابطة اللاعبين بحقوقهم وتحديد استخدامات النسب المقتطعة، وجه مسؤولون انتقادات علنية لهذا الموقف، وانضم إليهم أوليفر دودن، وزير الدولة لشؤون العالم الرقمي والثقافة والإعلام والرياضة.

23