تشيفرين يفوز بولاية جديدة في رئاسة الاتحاد القاري

روما - فاز السلوفيني ألكسندر تشيفرين بولاية جديدة في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تستمر لأربعة أعوام. وفاز تشيفرين (51 عاما) بولاية جديدة في رئاسة اليويفا بالتزكية خلال الانتخابات التي جرت الخميس، نظرا إلى أنه كان المرشح الوحيد للمنصب.

وجرت الجمعية العمومية (الكونغرس) الـ43 لليويفا الخميس في روما. وتولى تشيفرين رئاسة اليويفا في 2016 حيث أكمل الولاية التي بدأها الرئيس السابق، الفرنسي ميشيل بلاتيني، والذي تعرّض للإيقاف بسبب حصوله على أموال على نحو مثير للجدل.

وضمن تشيفرين أيضا شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وقال تشيفرين بعد إعادة انتخابه “أنا فخور”، متوجها بالشكر إلى الأعضاء الـ55 للاتحاد القاري.

وأشار المحامي السلوفيني الذي تولّى سابقا رئاسة اتحاد كرة القدم في بلاده، إلى أنه سيخوض غمار ولايته الثانية “بشكوك أقلّ من ذي قبل”، محذرا في الوقت ذاته من أن “أخطر ما يمكن أن نقوم به هو الركون إلى إنجازاتنا والتمتع بالوقت الحالي”. وشدد تشيفرين على رغبته في وضع “الأمل والتضامن في صلب استراتيجية” الاتحاد الأوروبي للعبة.

تشيفرين حث الاتحاد الدولي (الفيفا) على تفهم أسباب الاتحاد الأوروبي في معارضة خطط المؤسسة الدولية

وقال تشيفرين إن الأندية الكبرى في القارة كانت ستخسر شعبيتها ومكانتها في قلوب عشاق اللعبة، إذا مضت قُدما في خططها لإقامة دوري السوبر الأوروبي. وأبلغ المسؤول السلوفيني، بأن خطر دوري السوبر الأوروبي زال عقب مناقشات “صريحة ومباشرة” بين الاتحاد الأوروبي والأندية.

وأضاف “قبل انتخابي مباشرة في 2016 كانت بعض الأندية الأوروبية تدرس إقامة بطولة منفصلة لها”. وتابع “لكننا تحدثنا سويا واستمعنا لحجة كل طرف وتفهمنا رغبات الجميع وفي النهاية اجتمعنا على كلمة سواء”.

وقال إن دوري السوبر الأوروبي لن يعرف طريقه للنور طالما استمر في منصبه رئيسا للاتحاد القاري، وكذلك ما بقي أندريا أنييلي رئيسا لرابطة الأندية الأوروبية. وأضاف “ليس وعدا بل حقيقة”.

وتابع “لو كانت الأندية الكبرى سارت في طريقها لإقامة هذه البطولة لكانت قد خسرت مكانتها في قلوب عشاق اللعبة. الشيء الوحيد الذي يجعلك كبيرا وعظيما هو ماضيك وتاريخك. من خلال احترام الهرم الرياضي ونظام الصعود والهبوط الذي يضرب بجذوره في ثقافتنا الرياضية.. والنتائج التي تتحقق في الملاعب.. تظل ناديا كبيرا في عيون العالم”.

وحث تشيفرين الاتحاد الدولي (الفيفا) أيضا على تفهم أسباب الاتحاد الأوروبي في معارضة خطط المؤسسة الدولية الحالية لإقامة بطولتين جديدتين وهما الدوري العالمي للأمم وتوسيع كأس العالم للأندية. وقال تشيفرين “عندما أبلغنا الفيفا بعدم موافقتنا على هذه المقترحات أظهرنا احتراما لها ولكرة القدم واللعبة التي نعشقها ويجب أن نحميها”.

تعهّد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعدم السماح بإقامة دوري السوبر الأوروبي خلال فترة ولايته رئاسة اتحاد القارة العجوز. وأوضح تشيفرين في روما أنه ورئيس رابطة الأندية الأوروبية الإيطالي أندريا أنييلي لديهما موقف موحد معارض
لـ”السوبر ليغ”.

ووجه تشيفرين في كلمته الافتتاحية أمام الكونغرس “رسالة واضحة: طالما بقينا نحن الاثنان على رأس منظمتينا، لن يكون هناك دوري سوبر. هذا ليس وعدا. هذا واقع”. وأضاف “لإثبات ذلك، وقّعنا مذكرة تفاهم مع رابطة الأندية الأوروبية والتي تستمر حتى عام 2024. وهذه ليست سوى البداية”.

وكانت تسريبات لرسائل البريد الإلكتروني ووثائق نشرت في نوفمبر الماضي عرفت باسم “فوتبول ليكس”، قد أشارت إلى أن ريال مدريد الإسباني كان يبحث مع أندية بارزة أخرى، في خطط لإقامة دوري سوبر بمشاركة 16 فريقا، ينطلق بدءا من عام 2021.

وقال تشيفرين “كما كشفت وسائل الإعلام في نوفمبر، يبدو أنه قبل فترة وجيزة، وخلال الأشهر التي أعقبت انتخابي، كانت مجموعة من الأندية الأوروبية الكبرى تفكر في الانفصال”.

وتابع “تحدثنا إلى بعضنا البعض. واستمعنا إلى بعضنا البعض. فهمنا بعضنا بعضا. واليوم، نحن متحدون مرة أخرى”، مضيفا “أندريا، أشكرك على كل ما قمتم به على مدى الأشهر القليلة الماضية من أجل جمع الكرة الأوروبية مرة أخرى خلف المثال الأعلى المشترك”.

وأشاد أنييلي، رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي، الأربعاء بالاتفاق ووصفه بأنه “لحظة مهمة في تاريخ كرة القدم الأوروبية”.  وقال تشيفرين “الأندية الكبرى، أنتم تأسرون أجيالا بأكملها”، مضيفا “تجعلون كرة القدم شعبية. هذا يمنحكم الحقوق والامتيازات. ولكن هذا يعطيكم أيضا مسؤوليات”.

وتابع “لو واصلتم مخططكم المزعوم، لخسرت أنديتكم مركزها كـ’أندية عظيمة’ في قلوب الناس. الشيء الوحيد ‘العظيم’ عنكم سيكون ماضيكم، ولا شيء آخر”.

وأضاف “من خلال احترام هرم كرة القدم، من خلال احترام مؤسساتنا الرياضية وتاريخنا، من خلال احترام مبدأ المسابقات المفتوحة للجميع، دون استثناء، من خلال احترام نظام الصعود والهبوط الذي يقع في صلب ثقافتنا الرياضية… تبقون أندية رائعة في أعين العالم. أعظم الأندية في التاريخ. إلى الأبد”.

وأضاف رئيس الاتحاد الأوروبي تشيفرين “ندرك تماما أن الثورة جارية، ونحن في سبيلنا للتوصل لشراكة تاريخية مع الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال” في إشارة إلى المنصة الرقمية التي يطلق عليها “اوت”.

وقد يكون المسوّق الإلكتروني الأكبر في العالم “علي بابا” واحدا من الشركاء الذين تحدث عنهم تشيفرين بالقول ” تقنيات كرة القدم الجديدة أو مشاريع التجارة الإلكترونية المشتركة”.

وحدث تصادم مؤخرا بين اليويفا والفيفا بشأن طموح جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في تأسيس بطولة عالمية جديدة للأمم وتحديث بطولة كأس العالم للأندية.

وقال تشيفرين “سنكون مصدرا للأفكار البنّاءة للفيفا وليس من المعارضة”. وأشار رئيس اليويفا “مستعدون للعمل مع الفيفا لضمان أن كرة القدم ستبقى الرياضة الأولى في العالم، وأن أوروبا تواصل قيادة الطريق”. وأبدى تشيفرين تحمّسه لتقدّم أوروبا بملف لاستضافة كأس العالم 2030.