تراجع الإقبال على الهواتف الذكية

إستراتيجية شركات التكنولوجيا تستقر على النماذج القابلة للطي.
الأحد 2023/09/24
تباطؤ سوق شراء الهواتف

تحاول شركات التكنولوجيا إنقاذ مبيعاتها في ظل ركود سوق الهواتف الذكية لذلك استقرت إستراتيجياتها على النموذج القابل للطي ما عدا شركة أبل التي طرحت مؤخرا أيفون 15 الذي لا يبدو شديد الاختلاف عن أيفون 12 الذي سوقته في 2020.

نيويورك - على مدى سنوات، بدا طرح شركة أبل كل جيل من أيفون خطوة ثورية في عالم الهواتف الذكية، وقد شجع ذلك أفواجا من الناس على شراء النسخة الأحدث من الهاتف، كما دفع الشركات المنافسة إلى محاولة اللحاق بركبها، لكن يبدو أن الإقبال على الشراء بدأ يتلاشى مع تباطؤ وتيرة تقدم الهواتف الذكية، سواء بمعيار شكل كل جهاز جديد أو وظيفته، إذ لا يبدو أيفون 15 الذي طرحته أبل في 12 سبتمبر شديد الاختلاف عن أيفون 12 الذي سوقته في 2020.

رغم ذلك فإن كل شركات تصنيع الهواتف الرئيسية، باستثناء أبل، ترى فرصة لاقتناص جانب من الإثارة التي تكون عادةً من نصيب صاحبة صدارة تصميم الهواتف الذكية الفاخرة بلا منازع حسب تقرير بلومبرغ.

واستقرت تلك الشركات بنسبة كبيرة على إستراتيجية واحدة هي الهواتف القابلة للطي، وقال بيلي تشانغ رئيس المبيعات والخدمات الخارجية في شركة “أوبو” الصينية، وهي رابع أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم من حيث حجم الشحنات، إن “الهواتف القابلة للطي هي المستقبل”.

وتبدو الفكرة بسيطة من خلال الحصول على ضعف مساحة الشاشة في جهاز بحجم الهاتف الذكي العادي.

أيفون 15 الذي طرحته أبل في 12 سبتمبر لا يبدو شديد الاختلاف عن أيفون 12 الذي سوقته في 2020

وفي ضوء استخدام الهواتف في أحيان كثيرة كأجهزة حوسبة في الاستخدامات بشكل عام، قد يعني ذلك التغيير قدرة أفضل على أداء مهام متعددة في الوقت ذاته، وراحة أكبر في الكتابة، وتسهيلا في القراءة.

وتُعد الهواتف القابلة للطي أيضاً وسيلة تستخدمها شركات تصنيع الهواتف لتمييز نفسها عن منافساتها، ولجذب المستهلكين لإنفاق المزيد من المال لقاء خصائص مميزة، وهو ما يمكن في نهاية المطاف أن يعني تحسّن المبيعات.

وشركات تصنيع الهواتف في أمسّ الحاجة إلى لأن تأتي بجديد، فقد تراجعت سوق الهواتف الذكية عالمياً بنسبة 7.8 في المئة في الربع الثاني المنتهي في يونيو الماضي، وهو التراجع الفصلي الثامن على التوالي على أساس سنوي، ووفقاً لشركة الأبحاث “آي دي سي”، لن تُغيّر الهواتف القابلة للطي ذلك الوضع قريباً، لكنها سوق مهيأة للنمو بأكثر من 50 في المئة هذا العام.

وتشير تقديرات “آي دي سي” إلى أن هذا الطراز من الهواتف يمثل 1 في المئة فقط من حجم الشحنات على مستوى العالم.

واستثمرت سامسونغ إلكترونيكس، أكبر شركات الهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات، في الهواتف القابلة للطي ما فاق حجم استثماراتها خلال عقد كامل. وقد ابتكرت مفاصل وشاشات وبطاريات لهذا الغرض.

وترفع هذه التعقيدات التكاليف، إذ قال مسؤولون تنفيذيون في القطاع إنه يتوجب إعادة تصميم المفاصل تقريباً لكل طراز جديد، لأن سماكة الهواتف تتراجع.

Thumbnail

رغم ذلك التحدي، فقد اتجهت سامسونغ، التي بدأت تبيع هواتف قابلة للطي في 2019، إلى تسعير بعض الطرازات بأقل من ألف دولار في 2021، في ما يمثل المرة الأولى التي يُتاح فيها هاتف متميز قابل للطي بأقل من ذلك السعر. وساعد هاتف “غالاكسي زد فليب”، الذي يُباع مقابل 999 دولاراً، الشركة على زيادة مبيعات الهواتف القابلة للطي، مع طرح كل جيل جديد منذ ذلك الحين.

وتتوقع الشركة أن تبيع الهاتف القابل للطي رقم 30 مليونا خلال هذا العام.

ووفقاً لسامسونغ، فإن من اقتنى هاتفه الثاني القابل للطي سعِد به أكثر ممن يستخدمون هاتفاً قابلا للطي للمرة الأولى، ما يشير إلى أن الاعتياد يساعد على تعزيز الولاء بين المستخدمين.

وتسعى الشركة لطرح هاتف قابل للطي أرخص سعرا، حسبما قال تي إم روه رئيس وحدة أعمال الهواتف في الشركة الذي أضاف “نعتقد أن المزيد من العملاء سيبدؤون باختيار الهواتف القابلة للطي لمواكبة أسلوب الحياة دائم التغير، وبذلك ستدخل أيضاً المزيد من الشركات السوق، لكي تكون هناك فئة إنتاج قوية، لا بد من وجود منافسة قوية”.

وتدور التكهنات عما إذا كانت أبل ستنضم إلى السباق، فقد قالت شركة “كاونتر بوينت” لأبحاث السوق إنها تتوقع حدوث ذلك في 2025 تقريباً.

حتى ذلك الحين، تملك الشركات الأخرى فرصة لحيازة جزء من السوق. وطرحت شركة هواوي تكنولوجيز سبع نسخ خلال خمس سنوات، وهي العلامة التجارية الرائدة في قطاع الهواتف القابلة للطي في الصين خلال الربع الماضي، فقد باعت نصف مليون وحدة، وفقاً لبيانات “آي دي سي”.

وكان “ميت إكس 5” أحدثها، وهو يماثل “أيفون 14 برو ماكس” وزناً، ما يبيّن أن الهواتف القابلة للطي لا يجب أن تفوق التقليدية وزناً.

Thumbnail

وقال جورج جو الرئيس التنفيذي لشركة “أونور ديفايس” الصينية، وهي العلامة التجارية التي أطلقتها “هواوي” في 2020، إن شركته تنفق 137 مليون دولار على البحث والتطوير لكل جيل من أجيال الهواتف القابلة للطي.

وقال تشاو إن هذا الاستثمار يساعد على جعل تنافسية الأجهزة أكثر جدية، مضيفا “قبل عامين، كان من شبه المستحيل خفض سماكة ووزن الهاتف القابل للطي ليوازي سماكة ووزن الهواتف العادية”.

وما تزال الهواتف الذكية التقليدية تتمتع بأفضلية من حيث اشتمالها على وحدات كاميرات أكبر حجماً، كما أن لدى تلك الهواتف شاشات موحدة تماماً، أما الهواتف القابلة للطي فتحتوي كلها على جعدة بسيطة. ويعبّر المستهلكون أيضاً عن مخاوفهم بشأن المتانة، كما أن العديد من التطبيقات ليست مهيأة بشكل ملائم حتى الآن للتحول بين وضعَي الفتح والإغلاق.

وتحوّل إيجي أراكي وهو مسؤول تنفيذي في شركة تقنية يابانية، من استعمال هاتف ذكي تقليدي إلى هاتف “بيكسل فولد” من غوغل للمرة الأولى هذا الصيف، وقال إنه لن يستخدم هاتفاً تقليدياً بعد الآن.

وأضاف أن الجهاز الجديد يزن أكثر بقليل من هاتفه القديم، لكن اتضح أنه “عادي بشكل مفاجئ” حين يكون مطوياً، بالإضافة إلى أنها “تجربة اندماجية بشكل مدهش حين أستخدمُ الهاتف دون أن يكون مطوياً لقراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو”.

وكان بإمكان أراكي أن ينتظر نسخة أحدث من هاتف “بيكسل 7 برو” الذي كان يملكه، لكنه شعر أن الوقت قد حان لتجربة جديدة، وقال “إن كنت ترغب بتغيير في حياتك، فلِم قد تنفق ألف دولار أخرى لتحصل على الهاتف ذاته؟”.

13