تحذير طبي: أضرار القنب الهندي أكثر من فوائده

ميونخ – حذرت الهيئة الألمانية للفحص الفني (Tüv Süd) من الانسياق وراء الدعاية لفوائد القنب الهندي الصحية، حيث صار هذا النبات يدخل ضمن مكونات العديد من الأغذية والمشروبات في الوقت الحالي كزيت للسلطة أو إضافة للموسلي.
وعللت الهيئة ذلك بأن الفوائد الصحية العديدة، التي يتم على أساسها الترويج لنبات القنب الهندي، لم يتم إثباتها علميا حتى الآن، مشيرة إلى أنه من الأفضل أن يتجنبه الأشخاص الذين لديهم ظروف صحية خاصة مثل الحوامل والمرضعات والأطفال.
جدير بالذكر أن نبات القنب الهندي يمتاز بأنه غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة والبروتينات والألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B وفيتامين E والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد.
وأظهرت دراسة أسترالية جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية قد يرغبون في الانتظار قليلا قبل اللجوء إلى القنب الهندي، على الأقل حتى يتم إجراء المزيد من البحوث.
وراجعت هذه الدراسة التي نشرت في مجلة “ذي لانست سايكياتري” 83 دراسة سابقة أجريت على مدى أربعة عقود تقريبا تناولت مشتقات القنب الهندي والكانابينويد.
ولم يجد الباحثون أدلة كافية على أن تلك المنتجات كانت آمنة وفعالة في معالجة ستة اضطرابات شائعة هي الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ومتلازمة توريت واضطراب ما بعد الصدمة والذهان.
وقالت القيّمة الرئيسية على الدراسة لويزا ديغينهارت إن القنب الهندي ومركبات الكانابينويد أصبحا متاحيْن بشكل متزايد للاستخدام الطبي في أميركا الشمالية وبريطانيا وأستراليا دون الخضوع لاختبارات معيارية.
وأوضحت ديغينهارت من المركز الوطني لبحوث المخدرات والكحول في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني أن “أحد أكثر الأشياء اللافتة للنظر والمتعلقة بانتشار التشريعات في البلدان التي تسمح باستخدام القنب الهندي لأغراض طبية هو أن هذا الأمر يحدث في الكثير من الحالات خارج الأطر التنظيمية المتبعة لتطوير دواء ما”.
ولفتت ديغينهارت إلى خطر الإدمان على القنب الهندي ومركبات الكانابينويد، مضيفة “هناك أيضا خطر القيادة تحت تأثيرهما، كما أن هناك مؤشرات على أن الأشخاص الذين يستهلكون القنب الهندي بشكل منتظم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وأعراض الذهان”.
وفي أكتوبر 2019 فَتح مطعم -هو الأوّل من نوعه في الولايات المتحدة- أبوابه في ويست هوليوود في كاليفورنيا، ويتسنّى فيه للزبائن تناول العشاء واحتساء مشروب واستهلاك الماريجوانا.
ويستعرض خبراء مؤهلون يلقّبون بـ“فلاور هوستز” للزبائن، المخضرمين أو المبتدئين، الأنواع المختلفة من الماريجوانا التي ترافق أطباقهم، بقوّة تأثيرها ومذاقها.
وتُقدَّم في المقهى سجائر حشيشة ملفوفة سلفا تكلّف القطعة الواحدة منها 18 دولارا وبعض المنتجات القابلة للاستهلاك المطعّمة بالقنب الهندي، فضلا عن إكسسوارات مثل الغلايين.
والمقهى لم يكن وليد الصدفة؛ فقد شُرّع استهلاك القنب الهندي في عدّة ولايات أميركية خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من أنه لا يزال محظورا على الصعيد الفيدرالي.
وشرّعت كاليفورنيا -التي أصبحت أكبر سوق للماريجوانا الشرعية في العالم- استهلاك القنب الهندي لأغراض الترفيه سنة 2018، فاسحة المجال لاستثمارات طائلة في قطاع تقدّر قيمته بمليارات الدولارات.