تحذير: الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لإنتاج أسلحة بيولوجية

خروج الذكاء الاصطناعي عن نطاق السيطرة وإلحاق الضرر بالبشرية أصبح واقعا وليس مجرد خيال علمي.
الجمعة 2023/07/28
من الصعب التحكم في طريقة عمل الذكاء الاصطناعي بشكل كامل

واشنطن- ظهور الذكاء الاصطناعي رافقته قائمة طويلة من التحذيرات والمخاوف.. آخرها تحذير أطلقه قادة التكنولوجيا من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع أسلحة بيولوجية.

التحذير الذي وجهه ثلاثة من قادة الذكاء الاصطناعي في جلسة استماع أمام الكونغرس، حدد مدة زمنية محدودة بسنتين قبل حدوث الكارثة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة مونتريال والمعروف بأحد آباء علوم الذكاء الاصطناعي الحديثة يوشوا بنغيو قوله إن الولايات المتحدة يجب أن تقود خطط التعاون الدولي لتقنين واستخدام الذكاء الاصطناعي وتنظيم استخدام التكنولوجيا النووية على مستوى العالم.

بيركلي ستيوارت راسل: الذكاء الاصطناعي من الصعب فهمه والتحكم في طريقة عمله بشكل كامل
بيركلي ستيوارت راسل: الذكاء الاصطناعي من الصعب فهمه والتحكم في طريقة عمله بشكل كامل 

وحذّر الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي داريو أمودي من أن الخوف من الذكاء الاصطناعي المتطور يكمن في إمكانية استخدامه لإنتاج فايروسات خطيرة وأسلحة بيولوجية أخرى في أقل من سنتين، بحسب الصحيفة.

من جانبه، قال أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي ستيوارت راسل، خلال جلسة استماع اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إن الذكاء الاصطناعي من الصعب فهمه والتحكم في طريقة عمله بشكل كامل مقارنة بالتقنيات التكنولوجية الأخرى، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

وأضاف بنغيو إنه فوجئ مؤخرا مثل العديد من الآخرين بالتطور الهائل الذي حققته أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”، لكن الإطار الزمني السريع لهذا التطور هو ما يستدعي القلق. ووفقا للصحيفة، أظهرت جلسة الاستماع حجم المخاوف بشأن تجاوز الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري والخروج عن نطاق السيطرة لإلحاق الضرر بالبشرية والذي قد أصبح واقعا وليس خيالا علميا.

وشهدت الأشهر الستة الماضية تحرك عدد من الباحثين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بنغيو، لتحذير العالم من المخاوف المصاحبة له، وحث السياسيين على ضرورة الانتباه لهذه التهديدات باعتبارها أحد الأسباب التي تجعل الحكومات في حاجة إلى إصدار تشريعات. ووفقا لوكالة “رويترز”، تعقد جلسة الاستماع بعد أيام من قيام شركات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك “أوبن إيه أي”، و”ألفابيت” التابعة لغوغل، و”ميتا” بالتزامات طوعية للبيت الأبيض، لتنفيذ تدابير مثل وضع علامة مائية على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في جعل التكنولوجيا أكثر أمانًا.

والذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يستخدم البيانات لإنشاء محتوى جديد يشبه ما ينتجه البشر مثل “تشات جي بي تي”، احتل عناوين الصحف في وقت مبكر من العام الجاري، ومنذ ذلك الوقت بدأ المشرّعون في جميع أنحاء العالم في التفكير في كيفية التخفيف من مخاطر التكنولوجيا الناشئة على الأمن القومي والاقتصاد.

فهل سيكون بمقدور المنظمات الدولية والحكومات تلافي هذه التهديدات؟ قياسا على ما حصل في التكنولوجيا النووية، التي لم توقف الجهود المبذولة امتلاكها من قبل دول عديدة، ستكون المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة.

12