تحديات صعبة تهدد كبار الدوري السعودي

نادي القادسية يصعد بقوة إلى دوري المحترفين.
الثلاثاء 2024/08/20
صراع قوي

الرياض - يشهد الموسم الجديد من بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين تحديات خاصة للأندية الساعية للمنافسة على القمة أو على الأقل البقاء في مناطق الصراع على الصدارة.

وتنطلق الخميس منافسات نسخة جديدة من الدوري السعودي، تحمل في طياتها صراعات مرتقبة لاسيما بين الكبار في ظل سعي كل فريق للظفر باللقب الأهم محليا. وإذا كانت الأنظار، على غرار الموسم الماضي، ستتجه إلى الأندية التابعة لصندوق الاستثمار، الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، باعتبارها فرسان الرهان بفضل الصفقات والتعاقدات القياسية، فإن هناك منافسين آخرين يرغبون في الدخول إلى صراع القمة بشراسة وألا يكونوا مجرد ضيوف شرف.

وبالنظر إلى ترتيب جدول الدوري في الموسم الماضي نجد أن الرباعي الكبير لم يجد الطريق ممهدا بل كانت هناك مزاحمة من أندية مثل التعاون (الرابع)، والاتفاق (الخامس) بالإضافة إلى الشباب بوصفه أحد الكبار أيضا.

وينضم إلى هؤلاء القادسية الصاعد بقوة إلى دوري المحترفين، متسلحا بصفقات نارية تنتظر ضربة البداية للإعلان عن نفسها. ولن يكون أكثر ما يشغل الرباعي الكبير، هو مباريات الديربي والكلاسيكو فقط، بل إن الأندية الأخرى التي تبحث لنفسها عن مكان بين الكبار ستشكل عقبة في سبيل سعي كل فريق للمنافسة على اللقب.

ويعد القادسية خطرا داهما على طموحات الكبار، فبطبيعة الحال لا يتجاوز طموح أي فريق صاعد إلى دوري المحترفين مجرد تأمين بقائه في دوري الأضواء وتحقيق مركز متقدم. لكن الأمر قد يبدو مختلفا بالنسبة لفريق عقد 10 صفقات قوية، أبرزها الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ لاعب مارسيليا السابق وناتشو قائد ريال مدريد والحارس البلجيكي كوستين كاستيلس بالإضافة إلى إيزيكيل فرنانديز وناهيتان نانديز وجوليان كوينونيس، فيما لم ينته الفرسان من الميركاتو الصيفي بعد.

أهم مؤشر على أن المنافسة ستكون صعبة على الجميع في الموسم الجديد هو حالة الرباعي الكبير في الدوري

 هذه التعاقدات القوية ربما تدفع الفريق إلى أن يكون مزاحما للكبار بحيث لا تكون مباريات النصر والهلال والاتحاد والأهلي أمام القادسية نقاطا مضمونة بأي حال.

بقدوم لاعبين مثل عبدالرزاق حمدالله ثاني الهدافين التاريخيين للدوري السعودي للمحترفين، يمكن القول إن الشباب سيكون له شأن مختلف عن الموسم الماضي. وبعدما أنهى الليوث الموسم الماضي في المركز الثامن، فإن الفريق العاصمي يخوض الموسم الحالي بثوب مختلف، وبطموحات أعلى من ذي قبل.

ومع وجود حمدالله وهارون كمارا في الهجوم بجانب استمرار البلجيكي كاراسكو وقدوم لاعب الوسط الإيطالي المخضرم جياكومو بونافينتورا فإن الشباب يهدد طموحات الكبار في المنافسة على مراكز القمة. ويتشارك الشباب صفة مميزة مع الاتفاق وهي الاستقرار الفني، فمثلما أبقى الليوث على المدرب البرتغالي فيتور بيريرا، فإن فارس الدهناء أيضا يواصل التعويل على الإنجليزي ستيفن جيرارد.

وبدا واضحا أن نجم ليفربول السابق يرسخ لبناء فريق قوي ومنافس على مدار السنوات المقبلة، فقد أبقى على نجم وسط النصر المعار سيكو فوفانا، كما استعان بأصحاب الخبرات من صفوف الكبار مثل عبدالإله المالكي “الهلال”، وعبدالله مادو “النصر”، بالإضافة إلى مدالله العليان من الاتحاد. ويعد أهم المؤشرات على أن المنافسة ستكون صعبة على الجميع في الموسم الجديد، هو حالة الرباعي الكبير، فالهلال الذي لا يزال يطيح بمنافسيه ربما يفتقد الصفقات الجديدة التي تريح العناصر الأساسية في أوقات ضغط المباريات. الزعيم الذي يشارك في 5 بطولات بالموسم الجديد لم يتعاقد مع أسماء جديدة حتى الآن، ومن ثم فإن قدوم أي لاعب سيعني دخوله في دوامة المباريات مباشرة دون انخراط في مرحلة إعداد.

كذلك استغنى المدرب جورجي جيسوس عن أسماء عديدة كان يعول عليها ولو كبدلاء مثل سلمان الفرج وصالح الشهري ومحمد جحفلي وغيرهم، ومن ثم فإن شبح الإرهاق هو ما يهدد طموحات الهلال هذا الموسم. أيضا النصر بدا واضحا أن الأمور ليست مستقرة سواء فنيا بالحديث عن مستقبل المدرب كاسترو، أو إداريا ورغبة الرئيس إبراهيم المهيدب في الرحيل بحسب التقارير السعودية.

أما الأهلي فلم يصل إلى مرحلة الإقناع الفني التام، وإن كانت الأمور تتحسن تدريجيا مع المدرب يايسله وفي طريقه لحصد ثمار الاستقرار، لكنه لا يزال بحاجة إلى تدعيمات لاسيما دفاعيا. في المقابل فإن الاتحاد الذي يعد أكثر أندية الصندوق عقدا للصفقات هذا الصيف، لا يبدو أنه في أفضل حالاته الفنية ومثلت نتائجه في وديات ما قبل الموسم مصدر قلق لجماهيره، حيث سيكون أي تعثر بمثابة جرس إنذار قوي لأن “العميد” لم يصل إلى مستوى المنافسة المطلوب.

17