تحديات صعبة تترقب التونسي فوزي البنزرتي مع الوداد المغربي

الرباط - أنهت إدارة نادي الوداد البيضاوي رسميا ارتباطها بعادل رمزي مدرب الفريق. ونقلت مصادر داخل الوداد أن إدارة النادي البيضاوي أبلغت رمزي باستحالة استمراره في منصبه، بسبب ضغوطات الجماهير التي طالبت بتنحيه لسوء النتائج من جهة، وتدني مستوى الفريق من جهة أخرى.
ولم تعلن ذات المصادر عن الصيغة التي انتهى بها لقاء سعيد الناصيري رئيس النادي، والمدرب المقال، والمقابل المالي الذي تحصل عليه المدرب بموجب الشرط الجزائي، بعد التعاقد معه في الميركاتو الصيفي الماضي.
وفور تأكيد الخبر، حل في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء المدرب التونسي فوزي البنزرتي، بعد تواصل النادي معه، والاتفاق على تفاصيل عقد إشرافه على الجهاز الفني للوداد. وكشفت المصادر أن البنزرتي قد حل بالمغرب بعد أن وقع إلكترونيا نتيجة للضمانات المالية التي تلقاها من جانب النادي المغربي.
وتعد هذه هي المرة الرابعة التي يعود فيها البنزرتي لتدريب الوداد، والسادسة له في المغرب منذ 2013، حين قاد الرجاء مرتين خلال هذه الفترة. ورفض البنزرتي، الذي بات على أعتاب تولي تدريب الوداد رسميا، منح أي وعود للجماهير قبل مهمته الجديدة.
وقال فوزي في تصريحات إعلامية “أعرف أدق التفاصيل عن الوداد والمغرب الذي هو بيتي الثاني، وهذا ما أقوله مرارا، فقد مررت بتجارب عديدة هنا وخلفت ورائي بصمات يعرفها الجميع”. وواصل "توجت الموسم الماضي رفقة النجم الساحلي وأعتقد أن الوقت حان لاكتشاف تجربة أخرى بالمغرب فقد اعتدت على هذا الأمر".
وتابع “كلما غادرت أترك وراء ظهري مجالا ليذكروني بكل خير، أحافظ على خط الرجوع، لذلك أنا هنا في كل هذه المرات، لغاية الآن لم أحسم أي تفاصيل لكنني هنا من أجل الوداد”. وزاد “طيلة مشواري التدريبي لا أقدم الوعود للفرق التي أدربها، لأن مساري يتحدث عن نفسه، والألقاب هدف قائم ودائم بالنسبة لي، لذلك لا أعد الوداديين بأي شيء”.
وختم البنزرتي بأنه لم يقطع صلته بالمغرب بعد تجربته القصيرة بالموسم الماضي رفقة الرجاء. تحالفت العديد من العوامل لتطيح بعادل رمزي من الجهاز الفني للوداد، منها النتائج، وتدني المستوى، وخروج غرفة الملابس عن سيطرته، وكذلك تلبية لمطالب الجماهير.
لم تشفع آخر 3 انتصارات متتالية وقع عليها عادل رمزي رفقة الوداد (انتصاران بالدوري وآخر بدوري أبطال أفريقيا) في استمراره بمنصبه. وقد تسببت حصيلته السيئة، وبعض أرقامه السلبية خلال 30 مباراة له مع الفريق في تنحيته، حيث خسر 7 مواجهات من أصل 23 رسمية، وفاز في 10، وتعادل في 6 منها.
فضلا عن مغادرته من دور المجموعات في البطولة العربية، وخسر الوداد معه لأول مرة 3 مباريات أفريقية متتالية، دون تسجيل أي هدف، كما أنه انتصر مؤخرًا بصعوبة. وخرجت الأمور عن سيطرة رمزي داخل غرفة تبديل الملابس، وتلاشت الثقة بين اللاعبين، كما اضطر ألتراس النادي إلى التدخل قبل مباراة سيمبا للملمة الوضع وتقريب وجهات النظر وتحفيز اللاعبين.
ولم يقو رمزي على التصدي لما وصف بـ”نقابة اللاعبين ضده” قبل خروج يحيى جبران قائد الوداد، لنفي ذلك، كما تفجرت خلافات قوية بينه وعدد من اللاعبين منهم زهير وإسماعيل المترجي، اللذان عادا إلى الفريق بفرضهما من رئيسه مؤخرا. ورفع جمهور الوداد بشكل غير مسبوق مؤخرًا شعار “رمزي إرحل” في وجه المدرب، رغم تصريحاته المتكررة التي حاول من خلالها إقناعهم والتأكيد المستمر على تعلقه بهم.
ولم يصمد سعيد الناصيري رئيس النادي، بوجه هذه المؤثرات، ليقرر تغيير رمزي بعد مرور ثلث الدوري، ونصف مرحلة دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، وهو الفريق الذي تعاقب عليه الموسم الماضي 5 مدربين.