تجاهُل فودن يضع ساوثغيت تحت الضغط

يجد مدرب المنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت نفسه تحت الضغط، وذلك نتيجة تجاهله نجم مانشستر سيتي فيل فودن الذي اكتفى بمشاهدة التعادل السلبي مع الولايات المتحدة من مقاعد البدلاء.
الاثنين 2022/11/28
الرهان على المواهب

الريان (قطر) - بدا منتخب الأسود الثلاثة عاجزا عن إيجاد طريقه لمرمى المنتخب الأميركي الجمعة على ملعب البيت في الخور. وفي ظل المعاناة هجوميا، قرر ساوثغيت اللجوء إلى جاك غريليتش وماركوس راشفورد اللذين دخلا بدلا من بوكايو ساكا ورحيم سترلينغ، فيما بقي فودن على مقاعد البدلاء بعدما دخل أيضا في الدقائق الأخيرة من مباراة الجولة الافتتاحية.

ويدفع فودن ثمن خيارات ساوثغيت الذي فضل أن يبدأ بمايسون ماونت خلف رأس الحربة القائد هاري كاين، فيما اعتمد على ساكا يمينا ورحيم سترلينغ يسارا. ولم يتذمّر كثر من بقاء فودن على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأخيرة من المباراة الأولى، بسبب فرحة الانتصار الكبير على "تيم ملّي"، لكن المزاج تغيّر بعد التعادل مع الأميركيين الذين حرموا الإنجليز من حسم تأهلهم إلى ثمن النهائي قبل الجولة الأخيرة التي تجمعهم الثلاثاء بجيرانهم الويلزيين.

موجة انتقادات

انتقد مدافع إنجلترا ومانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل خيارات ساوثغيت، قائلا "ألا يلعب فيل فودن، فهذا أمر مخز حقا لأنه موهبة هائلة. إنه أفضل لاعبينا بفارق شاسع". ولم يكن موقف الهداف التاريخي لإنجلترا واين روني مختلفا عن زميله السابق في "الشياطين الحمر"، معتبرا أن على ساوثغيت الاعتماد على فودن في التشكيلة الأساسية. وقال "أجد من الغريب جدا أن فودن لم يدخل كبديل ضد الولايات المتحدة. لو كنت أنا مدرب إنجلترا، لكان الركيزة الأساسية في تشكيلة الـ11 لاعبا".

وتابع "فنيا، هو أفضل لاعب حظيت به إنجلترا. أعتقد أنه إذا كنت تملك موهبة مثل فودن، فيتوجب عليك أن تشركه بكل بساطة". في كأس أوروبا التي أقيمت في صيف 2021، بدأ فودن المباراتين الأوليين لبلاده أساسيا، لكنه خسر مركزه مع تقدم البطولة التي وصلوا فيها إلى المباراة النهائية قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا، في لقاء غاب عنه نجم مانشستر سيتي بسبب الإصابة.

موهبة مميزة

أن يختار ساوثغيت تجاهل أحد أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز ومن نجوم القارة الأوروبية ومسابقتها الأهم دوري أبطال أوروبا، فهناك على الأرجح قطبة مخفية في مكان ما. وهذا ما تساءل عنه مدافع إنجلترا وليفربول سابقا جايمي كاراغر، قائلا "كان من المحيّر أن يبقى فودن على مقاعد البدلاء عندما كانت المباراة تصرخ من أجل إبداعه. إنه يتمتع بموهبة مميزة جدا". بعد مباراة الولايات المتحدة، ردّ ساوثغيت على منتقدي طريقة تعامله مع فودن، زاعما بأنه لا يريد إشراكه في دور مركزي وسط الملعب لأنه يلعب غالبا كجناح مع مانشستر سيتي.

ورأى ساوثغيت أن إنجلترا إذا لم تفز بالمباراة سيواجه الانتقادات "مهما كانت هوية المهاجم الذي نبقيه على مقاعد البدلاء"، مضيفا "لم نعتقد أنها كانت مباراة لفيل في الوسط، لأنه لا يلعب هناك (في هذا المركز) مع فريقه". وتابع "كانت مباراة بحاجة إلى الخبرة في الوسط. نحب فيل، إنه لاعب رائع". لو كان هناك مدرب أكثر صراحة من ساوثغيت لقال إن فودن لم ينجح حتى الآن في نقل تألقه مع سيتي إلى المنتخب الوطني الذي سجل له هدفين فقط في 19 مباراة.

ورغم التعادل مع الولايات المتحدة، يبقى مصير إنجلترا بين يديها في معركة التأهل وصدارة المجموعة. ووحدها الخسارة بفارق أربعة أهداف أمام ويلز ستحرم فريق ساوثغيت من حجز بطاقته إلى ثمن النهائي، فيما سيمنحها الفوز على غاريث بايل ورفاقه صدارة المجموعة. وإذا أراد الإنجليز التفكير بأبعد من الدور ثمن النهائي ومحاولة تحقيق حلم الفوز باللقب للمرة الثانية، بعد أول يعود إلى 1966، فسيكون عليهم أن يكونوا أكثر إبداعا.

ولهذا السبب، يرى جمهور فودن أن هناك ضرورة لمنحه فرصة من أجل تحديد الوتيرة ومنح بلاده الزخم الذي هي بحاجة إليه للذهاب بعيدا. بالنسبة لساوثغيت، هذه هي المعضلة التي يحتاج إلى حلها لتجنب أن ينتهي مشوار إنجلترا في كأس العالم بحرب من الاتهامات المتبادلة.