بوكيتينو يسير بتوتنهام إلى القمة بعد أعوام الضياع

أمستردام - وجد توتنهام الإنكليزي ومدربه ماوريسيو بوكيتينو نفسيهما، خلافا لكل للتوقعات، في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعدما كانا في طريقهما إلى الخروج المبكر من دور المجموعات في أكتوبر الماضي، ويواجهان خطر عدم التواجد في منافساتها الموسم المقبل بسبب تراجع النتائج محليا في الآونة الأخيرة.
“بدون ألم، ليس هناك فوز”.. عبارة ظل يرددها بوكيتينو في العاصمة الهولندية، بعد سيل الدموع الذي فاض من عينيه بعد بلوغ نهائي المسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخ فريقه، عقب الفوز المثير على مضيفه أياكس أمستردام 3-2 في إياب دور الأربعة معوضا خسارته 0-1 ذهابا في لندن.
لكن الأرجنتيني أضاف “كان الأمر يستحق كل هذا العناء”، بعدما ضمن مواجهة إنكليزية ضد ليفربول في أهم مباراة نهائية لمسابقة أندية، تقام في ملعب “واندا ميتروبوليتانو” بمدريد في الأول من يونيو.
عندما تحدث بوكيتينو عن “الألم”، لم يكن يشير فقط إلى هذا الموسم، بل إلى السنوات الخمس التي انقضت منذ وصوله إلى شمال لندن قادماً من ساوثمبتون، حيث ناضل لتواجد “سبيرز″ بين الأربعة الكبار في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومشاركته بانتظام في المسابقة القارية العريقة.
وفي إنكلترا، عبارة “القيام بمثل ما يفعله سبيرز” (في إشارة إلى فشل النادي اللندني في تحقيق نتائج لافتة) لم تكن تحمل معنى إيجابيا، لكن الأمور تبدو في طريقها إلى التبدل. وقال بوكيتينو بملعب “يوهان كرويف أرينا” “الوصول بالفريق إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هو أقرب ما يكون إلى معجزة”، مضيفا “لم يثق أي أحد بنا في بداية الموسم، لكننا قريبون جدا، بين الأربعة الأوائل (في الدوري الإنكليزي) وفي الأول من يونيو في مدريد سنخوض المباراة النهائية ضد ليفربول”.
وتابع “أعتقد أن هذا الموسم مذهل بملعبنا الجديد (في لندن) وهذا الفصل الذي سننهيه حاليا، فصل خوض النهائي، وإذا فزنا، فسيكون كتابا رائعا”.
وأثيرت شكوك حول قدرة توتنهام على الحفاظ على التحدي محليا، بغض النظر عن الخارج، بعدما فشل في التعاقد مع لاعبين جدد في الصيف الماضي بينما خاض العديد من لاعبيه الأساسيين نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا حتى مراحلها الأخيرة، لاسيما من يدافعون عن ألوان منتخب “الأسود الثلاثة” الإنكليزي الذي أنهى المونديال في المركز الرابع.
ويبقى البرازيلي لوكاس مورا، صاحب ثلاثية التأهل إلى نهائي دوري الأبطال، آخر لاعب انضم إلى صفوف توتنهام في فترة الانتقالات الشتوية العام الماضي، قادما من باريس سان جرمان الفرنسي في يناير 2018.
عندما تحدث بوكيتينو عن “الألم”، لم يكن يشير فقط إلى هذا الموسم، بل إلى السنوات الخمس التي انقضت منذ وصوله إلى شمال لندن قادماً من ساوثمبتون، حيث ناضل لتواجد “سبيرز″ بين الأربعة الكبار في الدوري الإنكليزي الممتا
وفي دور المجموعات، كسب توتنهام نقطة واحدة في مبارياته الثلاث الأولى (خسارتان أمام إنتر ميلان الإيطالي وبرشلونة الاسباني وتعادل مع ايندهوفن الهولندي) حيث تذيل المجموعة الثانية في 24 أكتوبر، قبل أن يكسب سبع نقاط (فوزان على إيندهوفن وانتر ميلان وتعادل مع برشلونة) ويضمن البطاقة الثانية بفضل المواجهتين المباشرتين مع الفريق الإيطالي بعد تساويهما نقاطا 1-1.
وفي ثمن النهائي، نجح توتنهام في تخطي عقبة بوروسيا دورتمونهد الألماني، قبل الإطاحة بمواطنه مانشستر سيتي في دور ربع نهائي ملحمي، قبل قلب الطاولة على أياكس أمستردام في غياب نجمه وهدافه هاري كاين المصاب.
وقال قائد الفريق حارس مرماه الدولي الفرنسي هوغو لوريس “هذا العام كان مجنونا – وليس فقط بالنسبة لنا – ولكن بالفعل بعد ثلاث مباريات في دور المجموعات، كنا قد أقصينا عمليا.. والآن نجد أنفسنا في المباراة النهائية”.
ولا شك أن إنجاز توتنهام جاء خلافا للتوقعات، ولكنه في الوقت نفسه يعد تأكيدا لوضعه الجديد ضمن القوى الرائدة في اللعبة.
ودخل توتنهام نادي العشرة الأوائل على صعيد المداخيل بحسب أحدث تقرير لشركة “ديلويت” للإحصاءات والاستشارات المالية، خلف غريمه التقليدي جاره أرسنال، بإيرادات بلغت 428.3 مليون يورو العام الماضي.
وأعلن توتنهام مؤخرا عن تحقيق صافي ربح قياسي عالمي بلغ 113 مليون جنيه إسترليني، على رغم تكلفة ملعبه الجديد الذي يتسع لـ62062 مقعدا، والتي تجاوزت مليار جنيه.
وفي الدوري المحلي، تراجع الفريق اللندني إلى المركز الرابع بعد خسارته ثلاث مرات في مبارياته الأربع الأخيرة، وبات بحاجة إلى نقطة في مباراته الأخيرة أمام إيفرتون الأحد المقبل لضمان تواجده بين الأربعة الكبار وحجز بطاقته المباشرة إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل.
وفي حال نجاحه في ذلك، سيكون توتنهام بين الأربعة الكبار للموسم الرابع تواليا، مقابل مرتين فقط في الأعوام الـ25 التي سبقت ذلك.
ويشارك توتنهام للعام الثالث تواليا في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وفي السابق، استمتع بالتواجد في المسابقة العريقة بنظامها الجديد مرة واحدة فقط حيث بلغ ربع النهائي موسم 2010-2011، إلى جانب بلوغه الدور نصف النهائي لمسابقة بنظامها القديم (كأس الأندية البطلة) موسم 1961-1962.
بلغ توتنهام الآن النهائي القاري الخامس في تاريخه والأول منذ تتويجه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1984 للمرة الثانية بعد الأولى عام 1972، علما بأنه خسر نهائي 1974 وتوج عام 1963 بلقب كأس الكؤوس الأوروبية التي أدمجت لاحقا مع كأس الاتحاد الأوروبي.