بوروسيا دورتموند يراهن على أديمي لسد ثغرة النرويجي إيرلينغ هالاند

برلين - تمكن بوروسيا دورتموند من تعويض رحيل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند في نهاية الموسم الحالي إلى مانشستر سيتي، بتعاقده الفوري مع الألماني كريم أديمي من ريد بول سالزبورغ النمساوي. وأعلن النادي الألماني في بيان رسمي عن توقيع صاحب الـ20 عاما على عقد ينتهي في صيف 2027. وظفر أسود الفيستيفال بالصفقة المميزة بعد صراع محتدم مع مجموعة من كبرى الأندية الأوروبية سعت لإقناع الدولي الألماني بالانضمام إليها طوال الأشهر الماضية. لكن من هو كريم أديمي الذي فضل دورتموند على كبار القارة العجوز؟
كريم أديمي من مواليد مدينة ميونخ في الثامن عشر من يناير 2002، ما يعني بلوغه 20 عاما. بدأ أديمي مسيرته في الناشئين داخل أحد الأندية الصغيرة في ألمانيا، ووهو فورستينرايد، وذلك عام 2008، قبل أن ينضم إلى ناشئي بايرن ميونخ بعد سنتين فقط.
رحلة أديمي البافارية لم تدم طويلا، فقد غادر بعد عامين إلى أونتيرهاخنغ الألماني، واستمر ضمن صفوف ناشئيه لمدة 6 سنوات حتى انتقاله إلى سالزبورغ عام 2018.
ضحية العنصرية
أسود الفيستيفال ظفروا بالصفقة بعد صراع محتدم مع مجموعة من كبرى الأندية الأوروبية سعت إلى ضم الدولي الألماني
وُلد أديمي لأب نيجيري -لاعب كرة قدم سابق- وأم رومانية، لكنه دفع ثمن لون بشرته السمراء، ليصبح أحد ضحايا العنصرية في الأراضي الألمانية.
وتحدث المهاجم الشاب إلى مجلة “دير ستاندارد” النمساوية عن تجربته مع التمييز العنصري قائلا “تعرضت إلى العنصرية في الكثير من الأحيان عندما كنت طفلا”. وأضاف “والدتي عانت أكثر منا جميعا، وربما أسهمت هذه التجارب في قوة شخصيتي لاحقا، ولا يجب أن يكون هناك أي تأثر منها بعد الآن”.
وعندما انضم أديمي إلى ناشئي بايرن ميونخ كان يريد البزوغ لاحقا مع الفريق البافاري، لتقفي أثر الهولندي آريين روبن الذي كان يعتبره مثلا أعلى له آنذاك. وسبق أن قال أديمي في إحدى مقابلاته “أحببت الطريقة التي يراوغ بها، وكيفية إنهائه للهجمات. كنت دائما أتمنى أن أكون مثل روبن”.
واعتاد أديمي منذ طفولته رفض الانتقال إلى الأندية الأوروبية الكبرى، وهو ما حدث في البداية حينما فضل الاستمرار ضمن صفوف أونتيرهاخنج، رافضا الانتقال إلى ناشئي تشيلسي.
وأدار أفراد عائلة المهاجم الألماني مسيرة اللاعب الشاب منذ سنوات، وهو ما جعلهم يقبلون انتقاله إلى سالزبورغ مقابل 3.3 مليون يورو، حينما كان بعمر 16 عاما.
وقال أديمي عن تلك الخطوة “الشيء الأكثر أهمية بالنسبة إلى والديّ هو التواجد مع فريق لديه خطة محددة تتعلق بمستقبلي، وهو ما وجدته في سالزبورغ”. وتألق أديمي بشكل لافت مع سالزبورغ هذا الموسم، إذ سجل 23 هدفا وصنع 8 أهداف أخرى خلال 42 مباراة في كافة البطولات، ما دفع المدرب هانز فليك إلى استدعائه لتمثيل منتخب ألمانيا العام الماضي.
بزوغ نجم أديمي مع الفريق النمساوي جذب إليه أنظار كبرى الأندية الأوروبية، أمثال باريس سان جرمان وبرشلونة ومانشستر يونايتد، بالإضافة إلى ناديه الأسبق بايرن ميونخ.
ودخل اللاعب الشاب في مفاوضات بالفعل مع تلك الأندية، حيث زار باريس للتعرف عن قرب على أجواء الفريق داخل ملعب حديقة الأمراء، كما تواجد في مقر بايرن للتفاوض مع مسؤوليه. لكن أديمي قرر إدارة ظهره لكافة الراغبين في ضمه، لارتداء قميص أسود الفيستيفال، أملا في تطوره مع الفريق كحال الشبان الموهوبين الذين سبقوه، وآخرهم هالاند الذي أصبح أحد أبرز الهدافين في الملاعب الأوروبية بعد اللعب لمدة عامين ونصف العام مع دورتموند.
عدم التأثر

قلل هانز يواكيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند، من شأن الرحيل الوشيك للمهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند في نهاية الموسم الحالي.
وإثر سؤاله عن مدى إمكانية تأثر دورتموند بمغادرة المهاجم النرويجي، أجاب فاتسكه “نحن نلعب كرة القدم في دورتموند لمدة 113 سنة، منها 111 دون إيرلينغ هالاند”. وأضاف “كان لدينا روبرت ليفاندوفسكي قبل رحيله عنا في 2014، لكننا لعبنا في 2015 و2016 و2017 ونواصل اللعب حتى اليوم”.
وأكمل “انضم إلينا بعدها بيير إيميريك أوباميانج وبعدها هالاند، وما هو مؤكد أننا سنعثر على بديله بنسبة 100 في المئة حال مغادرته”.
وأشار فاتسكه إلى عدم تأثره كثيرا برحيل هالاند الوشيك، مقارنة بما شعر به عندما أبلغه ماتس هوميلز في 2016 برغبته في مغادرة النادي بعد 7 سنوات حمل خلالها قميصه، مضيفا “كانت تربطني به علاقة وطيدة وخاصة جدا”.
وأتم “في أغلب الأحيان، لا يستمر لاعبو دورتموند معنا لأكثر من 3 سنوات، ولهذا لا نشعر بالتأثّر من الأعماق بمغادرتهم، ومن الطبيعي أن يأتي اللاعبون ويرحلون بناء على رغباتهم”.